مع استمرار فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ في مدينة غلاسكو الأسكتلندية في بريطانيا بمشاركة نحو 200 دولة، تتجه أنظار العالم برمته نحو ما ستتمخض عنه هذه القمة المناخية العالمية من مقررات وتوصيات، للحد من تفاقم مفاعيل تغيرات المناخ الكارثية على كوكب الأرض وسكانه.
وهناك مخاوف من أن تطغى المصالح الاقتصادية الآنية لدى بعض الدول والتكتلات، على المصلحة العالمية والإنسانية المشتركة في وقف التدهور البيئي الحاد، وأن تتحول القمة لمحفل علاقات عامة، دون إقرار برامج واستراتيجيات جادة وملزمة لمكافحة الخطر الداهم الذي يتهدد العالم، بفعل ظواهر ناجمة عن تغير المناخ كارتفاع درجة حرارة الأرض والفيضانات والأعاصير المدمرة وحرائق الغابات والتصحر والجفاف ونضوب الموارد الطبيعية، لذا كان لـ'أهل مصر' حوار مع الدكتور وفيق نصير عضو البرلمان العالمي للبيئة...
ماهو مؤتمر جلاسكو وما هي أهميته وأهدافه؟
المؤتمر هو سلسلة من مؤتمرات سابقة، وهذا هو المؤتمر الـ26 وكان من المفترض موعده العام الماضي ولكن بسبب ظروف كورونا تم تأجيله لهذا العام، حيث أن كل 5 أعوام نضع خطة جديدة للتعامل الإنساني تجاه البيئة، وأخر خطة وضعت كانت في 2015 بباريس وانسحبت منها أمريكا ودول أخرى، وأهمية المؤتمر للعالم هو وضع 3 نقاط محددة الأولى أن درجة حرارة الأرض لا تتعدى 1 ونص درجة مئوية، لأن هناك كوارث كثيرة ستحدث، وذلك سيحدث بتقليل الإنبعاثات الغازية، النقطة الثانية 'التمويل' وهي ستساعد جميع الدول للتحول من الطاقة القديمة 'الوقود الأحفري ، الفحم، والنفط' إلى الطاقة المتجددة، عمل صندوق للمناخ يتم وضع أموال حيث تعطي الدول الغنية فيه الدول الفقيرة، ووفقاً للاتفاق الأخير في 2015 أن يتم وضع 100 مليار سنوياً في هذا الصندوق، وبالطبع يجب أن تستفيد مصر بشكل خاص وقارة افريقيا بشكل عام من هذا الأمر، الأمر الثالث هو إنشاء ' النت زيرو' وهو الانبعاثات الغازية من الكربون والميثان وغازات الاحتباس الحراري بصفة عامة، التي تصعد تمتص بالأشجار والمحيطات فالناتج يكون zero ومن المفترض الوصول لهذا الأمر في 2050.
ما هي أهمية قمة جلاسكو لمصر؟
هذه القمة هامة لمصر لسببين، الأول إن القمة المقبلة رقم 27 ستكون في مصر، فبالتالي فإن المفوضين من مصر قاموا بتدوين كل ما تم الاتفاق عليه وما لم يتم الاتفاق عليه لمناقشته القمة المقبلة في مصر، الأهمية الثانية أننا حريصين على أن الدول الغنية تضع النسبة المقررة في صندوق المناخ، لأن مصر لديها مشاريع كثيرة للتغلب مع التغيرات المناخية، ومن هذه المشاريع : ' النقل النظيف، حماية الشواطئ حيث لدينا 5 محافظات في شمال الدلتا يمكن أن تغرق بسبب ارتفاع منسوب البحار، ومصر بالفعل قامت بوضع حوائط للشواطئ ولكن هذا غير كافي، لان المياه الجوفيه سترتفع مع زيادة ملوحتها وبالتالي نحن نحتاج تغيير كافة الزراعات في شمال الدلتا للتواكب مع التغيرات الجديدة، الأمر الثالث هي المدن الذكية و المستدامة وهي أن المخلفات يتم تدويرها مرة أخرى، تبطين الترع، حياة كريمة كل هذا يعمل على نواحي بيئية جيدة'.
ماهي المنظومة المتكاملة للمخلفات التي بدأت فيها مصر منذ فترة؟
يعمل هذا المشروع على تجميع المخلفات بسهولة، ومن هنا المواطن ليس مطالب أن يدفع أموال 'قمامة' مرة أخرى لأن الشركات المنوطة بتجميع المخلفات هتستفاد منها مادياً وبالتالي فمن مصلحتها تجميع المخلفات بأكبر قدر ممكن لكي تستطيع أن تعملها تدوير، وهذا المشورع جاري العمل فيه وسينتهي في وقت قريب، وبعد تجميع هذه المخلفات يتم وضعها في محطات للفرز ليتم معرفة ما يمكن تدويره فأعطيه لمصانع التدوير والغير صالح يتم دفنه في مدافن صحية لامكانية استخدامه كأسمدة، وتلك المدافن الصحية للمخلفات يجب 'ألا تنتج عنها رائحة، أو غازات واشتعال، لا تسرب للمياه الجوفية'.
معهد Worldwatch الأمريكي قال إن هناك عدد دول مهددة بالغرق منهم (جدة ، الاسكندرية، البصرة ، لندن، هيستون، شنغهاي، بانكوك، جزر المالديف.. لماذا تلك الدول بالتحديد؟
هناك مدن ستتأثر شواطئها مثل أسكندرية، وهناك مدن يمكن أن تختفي نهائياً، ولكن الإسكندرية وبورسعيد ليست من المدن التي ستختفي، ومصر حالياً تعمل على مشاريع حماية الشواطئ، ومن المدن التي يمكن أن تختفي 'فلوريدا' لأن اليابسة لديهم أقل منخفض من سطح البحر، وجزر المالديف يمكن أن تختفي، ومن المفترض أن تقوم هذه الدول عمل مصدات أمواج، حيث تجعل الموج بدلاً من أن يضرب في الشاطئ بشكل مباشر.
مصر أطلقت استراتيجية لتغير المناخ لـ2050.. ماهي تفاصيلها؟
أولاً سنتحول للاقتصاد الأخضر أن يكون على الأقل 50% من المشروعات التي تقوم بها الدولة هتخدم على البيئة، وبالتالي هذا أهم مطلب حالياً، بقية المشروعات، وهي إحلال النفط النظيف، حماية الشواطئ، تبطين الترع والتنمية المستدامة، وهذا هام جداً في حالة طلب مصر القمة المقبلة من الدول الغنية تمويل مشاريعها لذا يجب أن تكون جاهزة بأجندة كاملة، وأكرر نحن لا نريد قروض نحن نريد منح، لأنه قد وقع علينا ضرر ولسنا السبب في هذا بل الدول الغنية مثل الصين وأمريكا وأستراليا.
هناك رؤساء دول مثل الصين وأستراليا لم يحضرا القمة.. هل ذلك سيؤثر على نتائجها؟
قمة المناخ مهددة بغياب رئيس الصين وروسيا والهند، مضيفًا أنه لم نصل لاتفاقات واضحة فيما يخص التغيرات المناخية حتى الآن، ومن هنا يجب التوجه 60 ألف ناشط بيئي إلي مقر المؤتمر في جلاسكو.
وهناك خلافات أمريكية صينية اقتصادية وسياسية، والصين لديها رؤية مختلفة في التعامل مع مشكلة التغيرات المناخية، لافتًا إلى أن قمة المناخ الحالية تتلخص في ثلاث نقاط هامة، أولا خطة كل دولة في خفض الانبعاثات، 'وثانيًا التمويل، والمفروض أن تدفع الدول الغنية للدول الفقيرة، للتعامل مع التغيرات المناخية، وأخيرا ما يعرف بالنت زيرو'.
وتساءل: 'هل سيتم الوصول لحل واتفاق يتم من خلاله العودة بالطقس لما كان عليه'، متابعًا: 'لا أتوقع حدوث هذا الأمر في المؤتمر الحالي، من الممكن جدا أن يتم الاتفاق في المؤتمر المقبل في شرم الشيخ بمصر'.