بعد فرمان «الموسيقيين» بمنع المخالفين.. هل يفعلها «حشّاد» ويحظر «قراء المهرجانات»؟

حشاد وحرك والخشت
حشاد وحرك والخشت

نقيب القراء: تقدمنا بمشروع قانون لمنحنا حق الضبطية القضائية.. وننتظر موافقة النواب

«حشاد»: النقابة تقدم بلاغات ضد القراء المخالفين بتهمة ازدراء القرآن

شيخ عموم المقارئ: مصر من علمت الدنيا قراءة القرآن.. وقريبًا لن يقرأ في المحافل سوى عضو النقابة

«الخشت»: النقابة طالبت بالضبطية القضائية منذ عامين.. وهناك قرّاء معدومي الضمير

عبدالناصر حرك: مجلس النقابة به 4 قراء مخالفين.. والتجاوزات وصلت الإذاعة

ملك المقامات: «قرّاء السّبوبة» يشوهون التراث ويسيئون لسمعة مصر

ضجة كبيرة أثيرت خلال الأيام الماضية بعد قرار نقابة المهن الموسيقية برئاسة الفنان هاني شاكر، بمنع مؤدي المهرجانات من إحياء الحفلات في مصر بشكل نهائي وعدم منحهم أي تصاريح لمزاولة نشاطهم، ومخاطبة منصة المشاهدات العالمية 'يوتيوب' بمنع بث أعمالهم على الموقع، ونص بيان النقابة على منع أكثر من 19 اسما من مؤدي المهرجانات من إحياء الحفلات في مصر مع السماح لهم بالغناء في المحافل المختلفة خارج مصر، وزاد من تدعيم القرار تأييده من جانب الدكتور أشرف زكي نقيب المهن التمثيلية، وتأكيده على أن النقابة لن تمنح مطربي المهرجانات تصاريح تمثيل إلا بموافقة المهن الموسيقية، موضحا أن أول شرط في قانون النقابات هو الحفاظ على المهنة، والحرية ليست حرية مطلقة لكن هناك حرية تحترم المجتمع والأذواق وكل المبادئ العامة.

فوضى التلاوة

على الجانب الآخر، فإن دولة تلاوة القرآن الكريم تشهد مخالفات تمثل اعتداءً على القرآن الكريم وأحكامه، وانتشار هذه الفئة من القراء غير المؤهلين بشكل لافت خاصة مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة، الأمر الذي دفع بعدد كبير من «سمّيعة» القرآن الكريم إلى مناشدة نقابة القراء باتخاذ خطوة مماثلة لمنع القراء غير المنضبطين من التلاوة في المحافل المختلفة وعبر منصات التواصل الاجتماعي، لافتين أن القرآن الكريم له حرمته وقداسته وإذا كان أهل الفن يتخذون كافة السبل للارتقاء بالمحتوى الذي يليق بمصرنا الحبيبة ويتسق مع تراثنا الحضاري والثقافي، فمن باب أولى أن تقوم نقابة القراء بنفس هذا الدور الوطني للحفاظ على دولة التلاوة.

تعديل قانون نقابة القراء

وفي هذا السياق، قال الشيخ محمد حشّاد، نقيب القراء وشيخ عموم المقارئ المصرية، إن هناك فقرة في قانون إنشاء النقابة تنص على أن النقابة أنشأت للحفاظ على القرآن الكريم والتراث الإسلامي وإبلاغ الجهات المختصة عن المخالفين لأحكام التلاوة، لافتا أن النقابة تستدعي القارئ المخالف سواء كان نقابيا أو من خارج النقابة وعرض تلاوته المخالفة أمام لجنة الاستماع بالنقابة وبحضور القارئ والتنبيه عليه بعدم تكرار هذه المخالفات مرة أخرى، لافتا أنه في حال تكرار هذا الأمر فإن النقابة تبلغ النيابة العامة للتحقيق مع القارئ، وهناك إجراءات تصعيدية تتخذها النقابة تصل إلى إسقاط عضوية القارئ المخالف من النقابة، وشطب اسمه من سجلاتها نهائيا.

النقابة تنتظر موافقة مجلس النواب لمنحها الضبطية القضائية في منع المخالفين

وأضاف نقيب القراء في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن النقابة بصدد تعديل بعض مواد القانون لعرضه على مجلس النواب لمنحها الضبطية القضائية في منع القراء المخالفين، مشيرا إلى أن النقابة تعاني بسبب هذه المادة منذ سنوات طويلة، حيث أن القانون ينص على إبلاغ النقابة للنيابة العامة بمخالفة القارئ، ولم يعطِ القانون للنقابة الحق في المنع أو الإيقاف مثل باقي النقابات، مردفا أن نقابة القراء لا تقل أهمية عن أي نقابة أخرى، وموضحا أنه يتابع مع محامي النقابة آخر إجراءات تعديل هذا القانون لمنح النقابة الحق في منع وإيقاف القراء المخالفين، وعرضه على مجلس النواب للموافقة عليه.

تهمة ازدراء القرآن الكريم

وأوضح 'حشاد' أنه إلى حين تعديل قانون النقابة، فإن الآلية المنفذة حاليا مع القراء المخالفين الذين يضربون بتوجيهات النقابة عرض الحائط، هي تقديم بلاغات ضدهم إلى النيابة العامة بتهمة ازدراء القرآن الكريم، منوها أن العقوبة تكون الغرامة وتصل أحيانا إلى الحبس إذا تكررت المخالفة.

قراء المهرجانات

وأفاد شيخ عموم المقارئ المصرية، أن هناك بعض القراء يسيئون بتلاوتهم إلى دولة التلاوة، واصفا إياهم بـ«قراء المهرجانات»، مردفا أن مصر هي من علمت الدنيا تلاوة القرآن، لافتا أنه سافر إلى أكثر من 26 دولة جميعهم يشيدون بمصر وقرائها.

وطالب نقيب القراء مجلس النواب بسرعة الموافقة على تعديل قانون النقابة، حتى لا يرتقي دكة التلاوة إلا عضو النقابة، بالإضافة إلى منح النقابة الضبطية القضائية لمنع المخالفين، حتى تتمكن النقابة من إحكام سيطرتها للحفاظ على القرآن الكريم من القراء المخالفين والدخلاء.

وعن المعايير التي تضعها نقابة القراء في انتقاء المنتسبين إليها، أوضح 'نقيب القراء'، أن «قراء السّورة» ومحفظي القرآن الكريم المعتمدين يتم قبولهم بالنقابة بدون اختبارات، أما باقي المتقدمين فإنهم يخضعون لاختبارات لجنة النقابة والتي تتمثل في حفظ القرآن الكريم وأحكام التجويد، لافتا إلى وجود بها العديد من اللجان بالنقابة، كـلجنة القبول، لجنة الاستماع، لجنة القيم، وغيرها من اللجان المشكلة في إطار تنظيم دولة التلاوة.

وعلى صعيد متصل، قال الشيخ محمود الخشت، نائب نقيب القراء وقارئ السورة بمسجد السيدة نفيسة، إن النقابة تطالب مجلس النواب منذ أكثر منذ عامين لإعطائها حق الضبطية القضائية، لتتمكن النقابة من محاسبة المتصدرين للتلاوة في المحافل العامة، وإيقاف المخالفين منهم كما تفعل نقابة الموسيقيين وغيرها مع أعضائها.

وأوضح 'الخشت' لـ'أهل مصر'، أن القراء المخالفين عندما تستدعيهم النقابة للتحقيق معهم، فإنهم يمضون على إقرارات بالالتزام بأحكام وآداب التلاوة، ثم تتكرر المخالفات مرة أخرى وكأن شيئا لم يكن، مشيرًا إلى وجود فئة من القراء معدومي الضمير، لن يتم ردعهم بدون حصول النقابة على حق الضبطية القضائية كسائر النقابات الأخرى.

عبدالناصر حرك: «قرّاء السّبوبة» يشوهون التراث ويسيئون لسمعة مصر

من جانبه، أعرب القارئ الإذاعي عبدالناصر حرك، الملقب بـ'ملك المقامات' عن استيائه من بعض القراء الذين يسيئون بتلاواتهم إلى القرآن الكريم، ويشوهون تاريخ وتراث القراء الأعلام وعلى رأسهم المشايخ الكبار: (محمد رفعت - مصطفى إسماعيل - محمود خليل الحصري)، وغيرهم ممن كانوا خير سفراء لمصر في تجويد وتلاوة القرآن الكريم.

وأضاف 'ملك المقامات' في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أنه عندما يسافر إلى أي دولة فإنه يفاجأ بأن الناس يسألونه عن أسباب تدهور القراءة في مصر، وتردي مستواها حتى وصل إلى هذه المرحلة المتأخرة، لافتًا أن بعض قراء تلك الدول بعدما كانوا يحاكون كبار القراء كالشيخ عبدالباسط عبدالصمد والشيخ مصطفى إسماعيل، أصبحوا يقل\ون القراء غير المنضبطين الذين يشاهدونهم عبر قنوات موقع المشاهدات العالمي 'يوتيوب'، موضحا أن عددا منهم تأثر بهذه التلاوات الخاطئة، وصاروا يقلدونها، واصفا هذه الظاهرة بأنها 'كارثية'.

وفجّر القارئ الدولي والمحكم بالمسابقات العالمية مفاجأة مدوية لـ'أهل مصر'، عندما تحدث أن هناك 4 أشخاص من كبار القراء في مجلس النقابة عليهم تحفظات وتلاوتهم بها أخطاء، كما أن هناك قراء إذاعيين أسماءهم كبيرة ومشهورين في الوسط تصدر منهم مخالفات كبرى، متسائلا: 'كيف تحاسب النقابة القراء، ومن بين أعضاء مجلس إدارتها قراء مخالفين؟'، مردفا: 'لا بد أن تضبط النقابة هؤلاء القراء أولا، ثم تحاسب باقي القراء المخالفين'، لافتا أنه ينبغي تطبيق مبدأ المساواة على جميع القراء، وإخلاص النية لله حتى تتمكن النقابة من ضبط أية مخالفات تصدر من جانب القراء، وتعيد دولة التلاوة المصرية إلى سابق عهدها ومجدها.

وأوضح الشيخ عبدالناصر حرك، أنه وارد صدور بعض الأخطاء من قراء القرآن الكريم، لافتا أنه لا أحد كبير على الانتقاد والتوجيه، قائلا: 'أنا نفسي تعرضت للنقد من إحدى الصفحات المهتمة بالقرآن الكريم تسمى 'إنقاذ دولة التلاوة'، وتقبلت النقد لأنني كنت مخطئا، وهذا ليس عيبا، العيب أن يتكبر الإنسان على النقد، وأن يكرر نفس الأخطاء في تلاوة القرآن الكريم'، مشيرا إلى أن هذه الصفحة تقوم بدور كبير في مراقبة القراء وتحديد المخلفات التي تصدر، لتحذر الجمهور من هذه الأخطاء، وأيضا لتنبه القراء حتى لا يكرروها، موضحا أن هذه الدور يفوق ما تقوم به النقابة من جهود لضبط هذه المخالفات.

وتابع 'حرك' أنه عندما يدعى إلى أي مناسبة فإنه يسأل عن القارئ الذي سيشاركه التلاوة في تلك المناسبة، فإن وجده من القراء المعروف عنهم المخالفة وعدم الانضباط، فإنه يعتذر عن التلاوة، أما إذا فوجئ بوجوده معه في مناسبة تجمعهما، فإنه يحاول الجلوس مبتعدا عنه قدر الإمكان حتى لا يقع عليه اللوم حينما يخطئ في أحكام التلاوة، لافتا إلى وجود فئة لا تقبل النصح خاصة أن لديهم شعبية كبيرة للأسف الشديد، مشيرا إلى أنه تمت دعوته إلى مناسبة دولية وعندما فوجئ بوجود قارئ غير منضبط معه في نفس المناسبة اعتذر عن حضور هذا المحفل حتى لا يقع عليه لوم ولرفع الحرج عن نفسه.

واختتم القارئ عبدالناصر حرك تصريحاته لـ'أهل مصر'، بأن الضبطية القضائية حق أصيل لنقابة القراء، حتى تتمكن النقابة من ضبط المخالفين، متمنيا سرعة تعديل قانون النقابة والموافقة عليه من مجلس النواب، داعيا زملائه القراء بإخلاص النية لله عز وجل وتقبل النقد والنصح وسرعة معالجة الأخطاء التي قد تطرأ على تلاواتهم، لأنهم يبلغون كلام رب العالمين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً