«قصب السكر».. ملك المحاصيل الزراعية بقنا بين نيران البقاء والاندثار (تحقيق)

«قصب السكر» بقنا بين نيران البقاء والاندثار
«قصب السكر» بقنا بين نيران البقاء والاندثار

على عرش المحاصيل الزراعية تربع محصول استراتيجي في المقام الأول ولا يمكن الاستغناء عنه، ومحصول غني بفوائد عدة لكل من يزرعه أو يشتريه، وأصبح حِبَّ قلوب الفلاحين والمزراعين بلا منزاع، ما جعلهم يطلقون عليه ملك المحاصيل الزراعية بصعيد مصر، وله يتغنون بأجمل أغاني التراث الشعبي، إنه محصول ' قصب السكر' معشوق الفلاحين والمزارعين في محافظات صعيد مصر، وفي هذا التحقيق ترصد 'أهل مصر' أزمة زراعة قصب السكر ومشكلات الفلاحين داخل محافظة قنا.

- 120480 فدان موسم عصير 2020/2021 في قنا

'يا أبو اللبايش يا قصب عندنا فرح واتنصب '، وسط فرح وأغاني بين المزارعين والفلاحين والعشرات من العمال بقنا، تنطلق حناجرهم قرحةً بموسم حصاد محصول 'قصب السكر' وهم يغنون عدة أغاني.

يعد محصول 'قصب السكر' هو المحصول الرئيسي بمحافظة قنا، فهي رائدة زراعة هذا المحصول وتحتل المرتبة الأولى بين محافظات مصر في زراعته، حيث تم زراعته في مساحة قدرها 120480 فدان موسم عصير 2020/2021م، وبلــغ متــوسط إنتاج الفدان 45 طنًا، أي أن إنتاج الأراضي المنزرعة بهذا المحصول على مستوى المحافظة يبلغ 5, 3 مليون طن سنويًا، بما يعادل 400 ألف طن سكر سنويًا، ويتم توريد حوالى 90% من إجمالي المساحة المنزرعة إلى مصانع السكر بمحافظة قنا وباقي المساحة يتم استغلالها فى عصارات العسل الأسود، لصناعة العسل الأسود الذي يعتبر غذاء شعبي هام غنى بالمواد الغذائية المعدنية، والتقاوي والعصير الطازج.

كما أنه يدخل في صناعات عدة مثل صناعة السكر والكحول والورق والخل وحامض الخليك الثلجي، والخشب الحبيبي والفايبر والأسمدة، والخميرة البيرة 'خميرة الخبز' وخميرة الأعلاف، والأسيتون، وغاز ثاني أوكسيد الكربون، والفيناس المذيبات العضوية والمواد اللاصقة، وكبريتات الصوديوم، وغيرها، كما يستخدم القالوح الأخضر لتغذية الماشية، وحاليًا يجرى الإعداد لاستغلال سفير القصب ' المادة الصلبة ' في إنتاج الأسمدة العضوية أو في إنتاج أعلاف حيوانية أو فى إنتاج وقود حيوي لمصانع الأسمنت وذلك بالاشتراك بين وزارتي الزراعة والبيئة للقضاء على عمليات حرق سفير القصب المنتشر.

- أهم 5 مراكز لزراعة قصب السكر بقنا

وتشتهر 5 مراكز من أصل تسعة مراكز بمحافظة قنا وهم : ' مركز نجع حمادي، ومركز فرشوط، ومركز أبوتشت، ومركز دشنا، ومركز قوص 'بأنهم أكثر المراكز زراعةً لمحصول 'قصب السكر' داخل المحافظة، وبهم ثلاث مصانع كبرى: 'مصنع نجع حمادي ومصنع دشنا ومصنع قوص'، وهي من أقدم المصانع، والتي تستقبل سنويًا 4 ملايين طن من القصب لإنتاج قرابة نصف مليون طن سكر سنويًا.

ويعول على زراعة محصول 'قصب السكر' الغالبية العظمى من المزارعين والفلاحين بمحافظة قنا، في تدبير معيشتهم، وتحسين أوضاعهم الاقتصادية، وكذلك شريحة كبرى من العالمين به.

وتولي كافة القيادات التنفيذية بمحافظة قنا إهتمامًا بالغًا بزراعة محصول ' قصب السكر '، وتحاول توفير المناخ الملازم لزراعته وتذليل كافة العقبات والمعوقات التي تواجه الفلاح والمزارع القناوي في زراعته، وتحرص على الوقوف في جواره وخاصة ً حيال تسويقه.

فمن جانبه قال يوسف عبد الراضي، رئيس مجلس إدارة جمعية منتجي قصب السكر بقنا، إن محافظة قنا تحتل المرتبة الأولى في زراعة قصب السكر بين محافظات مصر.

وأكد 'عبد الراضي'، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن محصول 'قصب السكر' هو محصول استراتيجي بكل المقايس ولابد على كافة المزارعين والفلاحين في شتى محافظات مصر الحفاظ عليه من الإندثار، فقد لاحظنا ما حدث سابقًا مع محصول الذهب الأبيض ' القطن ' وهو الآن يتجرع آلام السقم والوهن الشديدين، مضيفًا بأن زراعة هذا المحصول تركزت جنوبًا في محافظات مصر العليا وتقل تدريجيًا كلما اتجهنا نحو الشمال، وجاءت محافظة قنا في المركز الأول بين محافظات الجمهورية من حيث المساحة المزروعة يليها كل من محافظة أسوان ومحافظة المنيا بنسبة بلغت حوالي 48,05%، 20,19%، 13,35% على الترتيب من متوسط المساحة المزروعة.

قنا تنتج أكثر من ثلث محصول 'قصب السكر'

ومن جانبه قال اللواء طيار أركان حرب، أشرف غريب الدوادي، محافظ قنا، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن المحافظة بفضل الله تعالى تنتج أكثر من ثلث محصول ' قصب السكر ' في مصر، وتحتل المرتبة الأولى في زراعته، كما أنها تحتل المرتبة الأولى في إنتاج السكر، وتولي المحافظة من خلال قيادتها إهتمامًا بالغًا بهذا المحصول الاستراتيجي، مضيفًا إلى أن المحافظة بالتنسيق مع وزارة الزراعة تحرص على تطوير زراعة القصب من خلال إدخال نوعيات جديدة ذات قدرة إنتاجية عالي، وتسعى جاهدةً بالتعاون مع الفلاحين والمزارعين إلى تحسين زراعته وتحقيق أعلى إنتاجية للفدان الواحد منه، وحل كافة المشكلات التي تواجههم في زراعته، وأنه تم تكليف المسؤولين بمديرية الزراعة بتوفير أي متطلبات للمزارعين وحل أي مشاكل أو عراقيل قد تواجههم خلال زراعة المحصول، مبينًا على حرصه الشديد على دعم المزارعين الراغبين فى التحول إلى أنظمة الري الحديث وتقديم كافة التسهيلات لهم، مردفًا بأن الدولة لا تألو جهدا لتطوير زراعة القصب من خلال التجارب والأبحاث التي تقوم بها المراكز البحثية لزراعة أصناف جديدة ذات إنتاجية عالية ومقاومة أفضل للأمراض والآفات.

وأوضح محافظ قنا، لـ'أهل مصر'، أن المساحة المنزرعة من محصول 'قصب السكر ' داخل المحافظة موسم عصير 2020/2021م قدرها 120480 فدان، وبلغ متوسط إنتاجيه الفدان 45 طنًا، أي أن إنتاج الأراضي المنزرعة بهذا المحصول على مستوى المحافظة يبلغ

5,3 مليون طن سنويًا، بما يعادل 400 ألف طن سكر سنويًا، ويتم توريد حوالى 90% من إجمالي المساحة المنزرعة إلى مصانع السكر بمحافظة قنا وباقي المساحة يتم استغلالها في عصارات العسل الأسود، وتبلغ نسبة المساحة المنزرعة من محصول القصب بمحافظة قنا حوالى 40 % من إجمالي المساحة المنزرعة الكلية على مستوى الجمهورية، لذلك تعتبر محافظة قنا هي الأولى من حيث مساحة القصب المنزرعة والمساحة الموردة لمصانع السكر وكميات السكر المنتجة وتعتبر كذلك الأعلى من حيث متوسط إنتاجية فدان القصب، كما أن محافظة قنا بها 3 مصانع سكر وهي: مصنع سكر نجع حمادي ومصنع دشنا ومصنع قوص.

- خطة متكاملة لمقاومة الآفات التي تصيب محصول القصب

وبيّن المهندس أشرف عبد الرازق، وكيل وزارة الزراعة بمحافظة قنا، في تصريحات خاصة لـ'أهل مصر'، أن مركز البحوث الزراعية يقوم بتنفيذ مشروع تطوير زراعة محصول القصب بإستخدام تقنيه شتل القصب والري بالتنقيط، وذلك لترشيد استهلاك مياه الري وزيادة إنتاجيه فدان محصول القصب، وعلى أن يتم تنفيذ المشروع فى المساحات المنزرعة بمحصول القصب داخل الزمام في مساحات مستهدفة كحقول إرشادية تمثل فيها كل القطاعات الزراعية (إئتمان – إصلاح زراعى – هيئات ).

وأضاف عبد الرازق، في تصريحاته لـ'أهل مصر'، أنه يتم وضع خطة متكاملة لمقاومة الآفات التي تصيب محصول القصب بين مجلس المحاصيل السكرية والمعاهد البحثية والإدارة المركزية للمكافحة بوزارة الزراعة، حيث يقوم المجلس بتوفير المبيدات والاعتمادات المالية اللازمة للتشغيل، وأن الوزارة تتحمل تكاليف المكافحة المتكاملة لآفات القصب الحشرية والمرضية مجانًا، وبفضل تطبيق التوصيات الفنية لوزارة الزراعة تمت السيطرة على إصابة محصول القصب بالحشرة القشرية الرخوة ومرض التفحم السوطي، وكذلك إتباع أسلوب المقاومة الحيوية للثاقبات وذلك بإطلاق طفيل الترايكوجراما بحقول القصب، حيث يتم إكثاره بمعامل شركة السكر وبتمويل من مجلس المحاصيل السكرية مما أدى إلى الحد من الإصابة بالثاقبات، حيث أنه تم إطلاق طفيل التريكو جرامًا في مساحات القصب القائم، وموقف زراعة الأصناف الجديدة من محصول القصب يقوم مجلس المحاصيل السكريه بالتنسيق مع معهد بحوث المحاصيل السكرية وشركة السكر والصناعات التكامليه بالاشتراك مع مديرية الزراعة بقنا، وذلك للعمل على نشر أصناف القصب الجديدة ومنها الصنف جيزة 2003 والصنف جيزة 2004 والصنف كوبا 14/57 وتعتبر هذه الأصناف المبشرة عالية الإنتاج.

وتابع وكيل وزارة الزراعة، أن إدارة المحاصيل السكرية متمثل في اللجنة الإقليمية لمحصول القصب بمديرية الزراعة بقنا، والتي تضم ممثلين من 'الري، والتعاون الزراعي، وجمعية مزارعي القصب، ونقابة المزارعين، والمصانع'، تقوم من جانبها بتقديم المشروعات الخدمية لزراع القصب بمحافظة قنا، والتي تهدف إلى زيادة إنتاجية فدان القصب وذلك دون تحميل الزراع أى نفقات مالية، ومن هذه المشروعات مشروع تنميه إنتاج القصب حيث يتم إجراء عمليات الحرث تحت التربه وعملية التسوية بأشعة الليزر فى مساحة مستهدفة تقدر بحوالى 3000 فدان من كل عام فى الموسم الخريفي والربيعي، وكذلك تقوم بالتنسيق مع الجهات المعنية بمحصول قصب السكر من أجل التحضير والاعداد لاجتماعات اللجنة الاقليمية لمحصول القصب لمناقشة جميع المشاكل والمعوقات التى تواجه زراع القصب والعمل على حلها وذلك بصفة شهرية، و يقوم مجلس المحاصيل السكرية عن طريق إدارة المحاصيل السكريه بإعداد خطة سنوية لعقد ندوات إرشاديه لمحصول القصب بحضور مهندسي القصب والمكافحة والإرشاد وزراع القصب بمحافظة قنا.

- مبادرة زراعة محصول 'قصب السكر شتلات'

ومن جانبه أعلن الدكتور صبري خالد، وكيل وزارة التربية والتعليم بمحافظة قنا، أنه تم تدشين مبادرة زراعة محصول ' قصب السكر شتلات '، وأنه تم تطبيق خطة تعميم زراعة المحصول عن طريق الشتلات، في المساحات التابعة للمدارس الزراعية بمدارس (خزام والعقب) في قوص وفرشوط، موضحًا بأن أبحاث زراعة ' قصب السكر ' عن طريق الشتلات تمت بالتعاون مع مركز البحوث الزراعية، وشركات السكر فى مدرسة خزام ، لافتًا إلى أن ذلك يضمن تحقيق إنتاجية أكبر من المحصول، باستخدام كميات تقاوي أقل، عن المستهلكة في الزراعات التقليدية، وكذلك الاعتماد على الري بالتنقيط بديلاً عن الري بالغمر.

وأضاف وكيل وزارة التربية والتعليم، أن ذلك يسهم في ترشيد المياه، ويحد من إجهاد التربة وانتشار القوارض، وطول مدة التداوي للأراضي المنزرعة، مشيرًا بأن مسافة 120 سم بين الخط والأخر في الشتلات، توفر تهوية تمنح صلابة للعود، وتسمح بتحميل محاصيل أخرى مثل الباذنجان والكرنب والفلفل، وتساعد على مرور آلات الحصاد، وأدوات مقاومة الآفات.

وأوضح الدكتور صبري خالد، أن التجربة سيجرى تعليمها على مزارعي القصب، من خلال ندوات من قبل القائمين على المدارس الزراعية، لتقديم كل الدعم للفلاحين، مؤكدًا على إنشاء مركز تثقيفي زراعي من المتخصصين في مجال الزراعة وأقسامها المختلفة، لتثقيف المجتمع ونقل التجارب الزراعية الصحيحة، وتحقيق الاستفادة الكاملة من تلك التجارب.

- مصانع السكر الثلاث بقنا: تبدأ زراعة محصول 'قصب السكر شتلات'

هذا فيما بدأت مصانع السكر الثلاثة داخل بمحافظة قنا، في زراعة محصول ' قصب السكر شتلات ' في ذات النسق الذي تتم فيه عملية الزراعة لهذا المحصول الاستراتيجي بنفس الطريقة الحديثة، لتغيير نمط الزراعة القديم الذي يعتمد على الغمر، في محاولة لتنفيذ توجيهات الرئيس ' عبد الفتاح السيسي '، بزيادة إنتاجية فدان القصب من 45 إلى 60 طنًا للفدان، باستخدام أساليب الزراعة والري الحديثة، وتجري زراعة شتلات القصب في الأراضي وتعميمها على نحو 160 ألف فدان من زراعات القصب في المحافظة، لزيادة الإنتاجية بعدما تحدث عنها الرئيس السيسي في ' أسبوع الصعيد ' ، موجهًا إلى ضرورة استخدام شتلات وأساليب زراعة حديثة.

وأكدت شركة مصانع السكر والتكرير بدشنا، أنه حرصًا منها بقيادة اللواء عصام البديوي، رئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب، على تقديم أحدث طرق زراعة محصول قصب السكر، زرعت 3 أفدنة بنظام شتلات القصب لأول مرة بمصانع المركز، وأن الزراعة جرت في أراضي ملك مصانع سكر دشنا، وجارِ زراعة المساحة المتبقية، للارتقاء بزراعة القصب لرفع إنتاجية الفدان وتعميم الفكرة.

- زراعة قصب السكر بقنا وتصديره للخارج

وحول زراعة محصول 'قصب السكر'، يقول محمد أحمد الشيمي، مزارع قصب بمحافظة قنا، لـ'أهل مصر '، إن زراعة المحصول تستمر لما يقرب من 11 شهرًا متتاليةً طوال العام، لافتًا إلى أنه تبدأ زراعة المحصول في شهر مايو، فيما يتم حصاده وكسره من الأراضي في بدايات شهر يناير من كل عام، وأن رحلة الحصاد تستمر عدة أيام، فكل يوم يتم كسر كمية من المحصول، وقد تصل الأيام المخصصة للحصاد لمدة 40 يومًا أو أكثر وذلك بحسب مساحة الأرض المنزرعة بالمحصول، معبرًا عن يوم الحصاد : ' يوم الحصاد ده فرح بالنسبالنا '، منوهًا إلى أنه يمنع ري المحصول حسب نوعية الأرض، حتى لا ينخفض المحتوى السكري ويتم الكسر باستخدام آلة حادة، وتجميعه الربط على بعضها باستخدام العمالة المناسبة، حسب كل مساحة.

ويتابع الشيمي، في سياق حديثه، أن المزارعين يقومون بتوزيع كمية من المحصول كهدايا على الجيران والأقارب حينما يتم الكسر، ويتم بيع كميات من المحصول لأصحاب عصارات العسل الأسود التي يبدأ موسم الربح لها كل موسم لإنتاج العسل الأسود من المحصول، فضلاً عن بيع كميات منه لأصحاب عصارات العصير المنتشرة في أنحاء محافظة قنا ومراكزها التسع، الذي يتميز العصير فيها بلونه الأبيض وحلاوته عالية الجودة، علاوةً أن هناك العديد من المزارعين والفلاحين يقومون بتصدير وتوريد قصب السكر لعدة دول خارجية، وأن مزارعي هذا المحصول في مراكز نجع حمادي وفرشوط وأبوتشت، شمال محافظة قنا، هم بالأخص من يقومون بالتصدير، والتي ينزرع بها نحو 4 آلاف و615 فدانًا من القصب في أراضي الإصلاح الزراعي، ونحو 59 ألف فدان بالإدارات الزراعية، وذلك بأسعار جيدة وتزداد بشكل كبير عن المصانع المختلفة برغم التكلفة العالية للتصدير.

وأوضح أن النوع الذي يتم تصديره هو نوع واحد وهو ' قصب اللبش ' ويتم تصديره لدول السعودية والإمارات والكويت والأردن وسلطنة عمان، لافتًا إلى أن تلك النوعية المصدرة للخارج لا بد وأن تكون عالية الجودة وخالية من الأمراض،أن يكون لون العود أبيض وحجمه فاخر ولا يوجد به اللون الأسود، خالي من السوس والأمراض، ويشتهر بين الأخوة العرب بقصب نجع حمادي، وأن القصب المصدر للخارج، يقضي في الأرض الزراعية أكثر من 14 شهرًا، الأمر الذي يعزز جودته ويرفع إنتاجيته.

وأشار الشيمي، إلى أن تصدير 'القصب اللبش' لا يؤثر مطلقًا على عمل مصانع السكر، التي تتعاقد مع المزارعين قبل زراعة المحصول، وكذلك الأمر فيما يتعلق بعصارات العسل الأسود، لافتًا أن تصدير القصب للخارج يرجع إلى زيادة الأراضي المنزرعة سواء داخل الزمام أو خارج الزمام، وأن قصب نجع حمادي بأنه الأكثر شهرة بين محافظات الجمهورية، وفي الدول المصدر إليها، سواء في الإمارات أو الكويت، بعد نقله عن طريق الشاحنات عابرة الحدود، بعد الاتفاق مع أحد المتعهدين ' الموردين' المختصين بالشحن والتصدير.

- من وحي معاناة فلاحي ومزارعي محصول 'قصب السكر'

هذا ويعاني فلاحو ومزارعو محصول قصب السكر بقنا، من عدة مشاكل هامة تهدد زراعة هذا المحصول الاستراتجي، رصدتها 'أهل مصر' خلال جولة أجرتها داخل حقول زراعة قصب السكر للتعرف على مطالب وهموم ومشكلات مزارعيه عن قرب.

في البداية يقول 'عثمان أحمد محمد منصور' مزارع بمركز دشنا، لـ'أهل مصر'، إن مزارعي قصب السكر داخل المحافظة يعانون من أزمة طاحنة وتلك الأزمة لم يكن سببها تقصير المزارعين والفلاحين، حيث أن الأزمة تتمثل في نقص الأسمدة التي تصرف لنا، فمحافظة قنا أكثر محافظة تزرع محصول قصب سكر على مستوى الجمهورية، وهو ما يجعل أهم محصول زراعي في مصر يعاني بشدة من نقص الأسمدة، وهو ما يؤثر بشدة على هذا المحصول الذى يستهلك كميات كبيرة، وتحدثنا كثيرًا مع المسئولين عن ضرورة توفير الأسمدة لإنقاذ المحاصيل الزراعية، إلا أن الحجج كثيرة، مرة يدعون نقص إنتاج الكميات من المصنع ومرة أخرى الأسمدة في الطريق لكنها لا تصل في النهاية، وتابع بأن تأخر وصول الأسمدة تسبب فى حدوث إصفرار لمحصول القصب وتلف لأطرافه وهو ما يهدر تعب المزارعين بعد عام كامل يقضونه فى الحر والشمس الحارقة أمام محصول القصب، لذلك لابد أن تقوم الجمعيات الزراعية بدورها الحقيقي في توفير السماد و حماية الأراضي الزراعية و المزارعين من التلف.

وأشار منصور، إلى أن الأسمدة أصبحت أزمة كل عام، فالرسوم يتم تسديدها مقدمًا قبلها بـ 4 شهور، ولا نعلم أين تذهب المبالغ المدفوعة، وهو ما يضطر المزارعون إلى شراء الأسمدة من السوق السوداء لإنقاذ محاصيلهم والتي تصل فى بعض الأحيان إلى 400 جنيه للشيكارة الواحدة، مقابل سعرها الرسمي المقدر بـ 170 جنيهًا حال توافرها على الحيازة الزراعية، في حين أن سعر طن القصب لا يتجاوز 720 جنيهًا، رغم كل التكاليف التى يتكبدها المحصول طوال العام ، لذلك لابد من تدخل فورى وعاجل لإنقاذ زراعات القصب المهددة بالتلف نتيجة نقص الأسمد، مطالبًا الدولة بفتح حقيق موسع فى تأخر وصول الأسمدة للمزارعين، ومن المستفيد من وراء تلف المحاصيل، فلا يحق أن تعاني محافظة بأكملها من تأخر وصول الأسمدة الضرورية لمحصول منتج و قوي.

وأوضح محمد عبد الجواد حسان، مزارع بمركز نجع حمادي، بأن المزارعين لمحصول ' قصب السكر ' بمحافظة قنا أصبحوا مهددين بالسجن، بسبب عدم قدرتهم على سداد ديونهم، التي يحصلون عليها من البنك الزراعي، لتغطية تكاليف الزراعة موسميًا، بسبب عدم وجود عائد مادي لهم نظير زراعتهم القصب، بسبب الغلاء في تكاليف الزراعة، وفي ظل ارتفاعات أسعار الوقود والنقل والعمال، وغيرها من المشكلات التي تهدد مزارعي هذا المحصول، وثبات سعر طن القصب في شركات السكر، وأيضًا انخفاض سعر قنطار العسل الأسود، مطالبًا الحكومة بزيادة سعر الطن إلى 1000 جنيه مصري، لمواجهة الزيادة في تكاليف مستلزمات الزراعة ومواجهة أعباء المعيشة، لافتًا أن المزارعين يكدحون طول الموسم من أجل رعاية محصولهم والحصول على عائد مادي، مقابل زراعتهم للمحصول الاستراتيجي بقنا.

وأكد حسان، أن محصول قصب السكر من المحاصيل الشرهة للمياه، ويستهلك كميات كبيرة منها مقارنة بالمحاصيل الأخرى، وهو ما يهدد هذه الزراعة الاستراتيجية، في ظل تفشي أزمة سد النهضة، مطالبًا وزارة الزراعة بدعم الفلاح المصري في التحول إلى نظام الري بالتنقيط الذي سيكلف المزارعين تكلفة باهظة، الأمر الذي يحتاج إلى منحة دعم لكل مزارعي قصب السكر بخاصة أن الري بالتنقيط سيوفر للدولة المصرية كميات هائلة من المياه، معلنًا عن مخاوفه مما يتردد من أن هناك اتجاهًا يدعو لتقليل زراعة محصول القصب واستبداله ببنجر السكر لسد العجز من المحصول، بخاصةً أن الأخير لا يحتاج إلى كميات كبيرة من المياه وتصلح زراعته في جميع الأراضي الرملية المستصلحة، كما أنه يحسّن خواص التربة ويمكث في الأرض سبعة أشهر فقط.

ويقول حسن عبد الرحمن خلاف، مزارع بمركز قوص، بأن زراعة قصب السكر أصبحت محاطة بالمتاعب والمصاعب والمخاطر على المزارع المصري، فمحصول القصب يحتاج إلى عمالة كثيفة ترهق مالك الأرض في نظام الأجرة اليومية التي قفزت في ظل أزمة كورونا إلى 100 جنيه مصري، مشيرًا إلى أن العمالة الكثيفة لا تقتصر على عملية الحصاد فحسب، بل طيلة الزراعة من الحرث والتسميد والري والتنظيف والتكسير والتوريد، منتقدًا غياب أي دور للإرشاد للجمعيات الزراعية بمحافظة قنا، مما يجعل الفلاح يصارع الآفات الزراعية لمحصول القصب بشكل عشوائي، وكثيرًا ما يستخدم بعضهم الأسمدة الخاطئة التي تدمر المحصول، مطالبًا وزارة الزراعة بتكثيف جرعات الإرشاد للفلاحين في وقت كثرت فيه الآفات والأزمات.

وأضاف عبد الرحمن حسن خلاف، أن مرحلة نقل محصول قصب السكر تعد أصعب مراحل زراعته، نظراً لارتفاع أسعار الوقود وتهالك خطوط قطار القصب المؤدية إلى مصانع السكر المعروفة بـــ ' خطوط الديكوفيل '، ليصبح بذلك تكلفة النقل والعمالة اليومية مدمرة لأرباح المحصول على المزارع البسيط، حيث يلجأ المزارعون إلى تأجير جرارات وشاحنات لنقله من الأراضي الزراعية إلى مصانع السكر التي قد تبعد نحو 40 كيلومترًا.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً