على الرغم من أنه لا يمكن رد جميل الأمهات، ولا يكفي يوم واحد في العام، للتعبير عن الامتنان لها، إزاء ما تقدمه من حياتها وروحها لتربية أبنائها، فإن الجميع ينتظرون يوم 21 مارس من كل عام، باعتباره يوما نعبر فيه عن الوفاء، ورمزا يقف فيه المجتمع إجلالا وإكبارا للأم المصرية.
وأعلنت منذ قليل، وزيرة التضامن الاجتماعي، نيفين القباج، في مؤتمر صحفي، أسماء الأمهات المثاليات اللاتي تم اختيارهن هذا العام، وللاتي من المقرر أن يكرمهن الرئيس عبد الفتاح السيسي، في لقاء الأربعاء المقبل.
حكاية وحيدة
جاء حصول السيدة 'وحيدة الديداموني إبراهيم'، 58 عاما، من محافظة الشرقية، على المركز الأول على مستوى الجمهورية، في مسابقة الأم المثالية، تتويجا لرحلتها النبيلة لتربية أبنائها بعد وفاة زوجها.
خاضت وحيدة رحلتها دون كلل على الرغم من معاشها الضئيل الذي لم يتعد 110 جنيهات، كما عملت بالأجر اليومي في الحقول الزراعية، وفي مشروعات التشجير، بأجر 40 جنيها شهريا، كما عملت أيضا في تحفيظ الأطفال القران الكريم مقابل جنيهين اثنين عن كل طفل، وعلى الرغم من كل هذه التحديات والصعوبات، اهتمت بتعليم أبنائها حتى تخرجوا جميعا، وحصلوا على مؤهلات عليا، وتزوجوا بمنزل الأم.
سميرة أحمد ورحلة معاناة
جاء حصول سميرة أحمد هاشم، 66 سنة، من محافظة سوهاج، على المركز الثاني على مستوى الجمهورية، في مسابقة الأم المثالية، ليمثل هدية المجتمع لها، بعد رحلة شاقة استمرت طويلا.الأم المثالية الثانية على الجمهورية، نشأت في بيت متواضع، وكانت متفوقة في دراستها، إلى أن وصلت للمرحلة الثانوية العامة 'قسم علمي'، وقبل الوصول إلى تلك المرحلة مرت أسرتها بظروف قاسية، بفقد أخ من إخواتها لأحد عينيه، فخيم الحزن على الأسرة، وأرغمت هي على الخروج من المدرسة رغم تفوقها.
وبعد 9 سنوات أتيحت لها الفرصة أن تواصل دراستها، فجاهدت والتحقت بالعمل كمشرفة بدور الحضانات، لكي تحصل على المصاريف لاستكمال دراستها، وكانت خلال 14 سنة المشرفة المثالية.
وفي هذه الأثناء تزوجت الأم، مرة أخرى، بعد أن فقدت زوجها الأول عقب زواج دام ست سنوات فقط، من زوج يعاني من مرض نفسي، كانت تعامله معاملة خاصة، رغم انشغالها في بيتها ووظيفتها بالحضانة، وتربية أبنائها.
وجاء تعيين الأم في التربية والتعليم، بعد أن نجحت في المعهد الفني، وبعدها أصيبت بائزلاق غضروفي، نتيجة ضغط العمل في منزلها، واحتاجت لتدخل جراحي، ورفضت لعدم حدوث عجز كامل.
وظلت الأم تعاني فترة طويلة، لكنها لم تستسلم للمرض، واستطاعت أن توازن بين البيت وعملها في المنزل، والوظيفة، ومساعدة أهل زوجها.
وكانت ترافق زوجها للعلاج حيث عانى من انفصام ذهني نشط، ورغم ذلك لم تشعر الأم أبنائها بما يعاني به والدهم، ولم تعرفهم إلا بعد أن كبروا وفهموا ذلك من معاملته لهم وقسوته عليهم.
سهير عبد السلام.. 28 عاما من الكفاح
حصلت السيدة سهير عبد السلام علي، 60 سنة، حاصلة على بكالوريوس الهندسة، من محافظة المنوفية، على المركز الرابع على مستوى الجمهورية، في مسابقة الأم المثالية، وهي أرملة منذ 32 عامًا.
سهير تزوجت ورزقها الله ثلاثة أبناء، وعاشت حياة بسيطة هادئة، ولكن شاءت الأقدار بعد 6 سنوات من الزواج، أن يتوفى الزوج تاركًا لها ثلاثة أطفال أكبرهم عمره 3 سنوات، ومعاش استثنائي شهري قدره 50 جنيهًا.
نماذج ملهمة
وتعد الأمهات المثاليات، نماذج ملهمة للجميع، يعبر اختيارهن للتكريم، عن كونهن سفراء لتلك القيمة العليا، التي يطلق عليها الأمومة، خاصة أن المجتمع يكتظ بأمهات يقدمن الغالي والنفيس لحماية أسرهن، وتربية أبنائهن.
وكشفت الدكتورة نيفين القباج وزيرة التضامن الاجتماعي، اليوم الأحد، عن تكريم الرئيس عبدالفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، لـ'الأمهات المثاليات'، في حفل يعقد الأربعاء المقبل، مشيرة إلى أن كل أم من الأمهات المثاليات ستحصل على 50 ألف جنيه.
وأعلنت وزيرة التضامن الاجتماعي، في مؤتمر صحفي أسماء الأمهات الفائزات، في مسابقة الأم المثالية لعام 2022 علي مستوى محافظات الجمهورية.
اقرأ أيضا: قائمة الأمهات المثاليات لعام 2022 على مستوى الجمهورية
وأكدت 'القباج'، أن عدد المتقدمات لمسابقة الأم المثالية لعام 2022 بلغ 775 سيدة على مستوى الجمهورية، لكل واحدة منهن قصة كفاح تستحق التكريم، ومن بينهن 400 متقدمة انطبقت عليهن الشروط، والتي جاءت كالتالي، ألا يقل سن الأم عن 50 عامًا، والإلمام بالقراءة والكتابة على الأقل، وألا يزيد عدد الأبناء علي ثلاثة أبناء مع استثناء المحافظات الحدودية من شمال سيناء وجنوب سيناء والوادي الجديد ومرسي مطروح والبحر الأحمر وأسوان بحد أقصي 5 أبناء، وأن يكون جميع الأبناء حاصلين علي مؤهل عالي أو في الفرق النهائية بالكليات أو أحد الأبناء حاصل علي مؤهل فني متوسط ومتميز بأحد المهن ويُستثني الابن أو الابنة من ذوي الإعاقات الذهنية أو غير القابل للتعلم.
وأما عن الأم الكافلة لأحد الأطفال 'كريمي النسب، فقد استلزم إضافة لكل ما سبق أن يكون الابن البديل قد حصل علي مؤهل جامعي ونال من عطاء الحب والاهتمام القدر المناسب الذي أتاح له حياة نفسية واجتماعية سليمة، وأما عن الأم البديلة بأحد دور الرعاية فقد استلزم أن يكون الابن البديل بالدار قد حصل علي مؤهل جامعي وألا يقل عمر الأم عن 45 عامًا وأن تكون حاصلة علي مؤهل عالي وألا تقل فترة عمل الأم بالمؤسسة عن 15 عاما.