في الوقت الذي انتفض فيه المجتمع المصري دعما للنائب عمرو درويش، إثر المشادة التي وقعت بيه وسناء عبد الفتاح، شقيقة الناشط علاء عبد الفتاح، المسجون على ذمة قضايا جنائية تشمل التحريض على الفوضى وقتل ضباط الشرطة، خلال المؤتمر الصحفي الذي نظمته على هامش مؤتمر المناخ الذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ، مطالبة بالتدخل الأجنبي لإطلاق سراح شقيقها، فوجئ الجميع بتنظيم تظاهرة لمناصرة علاء عبد الفتاح أمام السفارة المصرية في تل أبيب.
استعانة بالخارج
بداية تفاصيل الواقعة، تزامنت مع محاولة النائب عمرو درويش، الرد على الادعاءات التي روجت لها سناء عبد الفتاح، خلال المؤتمر الصحفي، حول قضية شقيقها الذي يقضي حكما بالسجن لمدة 5 سنوات بتهمة نشر أخبار كاذبة.
وقال النائب عمرو درويش إن أسرة علاء عبد الفتاح تسعى إلى الاستعانة بالدول الأجنبية، من أجل الضغط على الحكومة المصرية، وجذب الأنظار بعيدا عن النجاح الذي حققته فعاليات مؤتمر المناخ، وهو ما يعد تدخلا غير مقبول في الشأن المصري، ولن يتم السماح به بأي حال من الأحوال'.
وذكر درويش أن علاء عبد الفتاح ليس متهما بقضايا سياسية، لكنه يواجه تهما جنائية يعاقب عليها القانون المصري، وليس كما يتم الترويج من جانب أسرته.
رد فعل النائب عمرو درويش على افتراءات أسرة علاء عبد الفتاح، أجبره الدخول في مشادة مع الأمين العام لمنظمة العفو الدولية، أنييس كالامار، قبل أن يتدخل أمن الأمم المتحدة، ويطلب من النائب مغادرة القاعة التي يقام فيها المؤتمر.
وقال النائب عمرو درويش في تصريحات صحفية، تعليقا على ما حدث خلال المؤتمر الذي نظمته مجموعة DCJ، الناشطة في مجال العدالة المناخية: 'إن الأزمة جاءت بسبب عدم تقبل أسرة علاء عبد الفتاح للرأي الآخر، حيث تحدثت سناء في بعض الأمور دون مصداقية، وقمت بالتعقيب عليها بكلام لم يعجب المنظمين أو القائمين على الفعالية'، مشيرا إلى أنها كانت تتحدث عن سجين جنائي مرتكب جرائم، لإقناع الموجودين بأنه سجين سياسي على غير الحقيقة'.
انتفاضة شعبية ونخبوية
ما حدث مع النائب عمرو درويش، أكد أن أسرة علاء عبد الفتاح لا تريد سوى الاستقواء بالخارج، وإحراج الدولة المصرية في ظل تنظيمها حدثا عالميا تاريخيا، مثل: مؤتمر المناخ، وهو ما أدى إلى حالة من الغضب الشديد ضد محاولات أسرة علاء عبد الفتاح لجلب التدخل الأجنبي في أحكام القضاء، وأيضا لدعم النائب عمرو درويش الذي تعرض للطرد من المؤتمر الصحفي، عندما حاول تفنيد ادعاءات سناء سيف.
وبينما احتشد الرأي العام الشعبي والنخبوي في مصر، لدعم موقف النائب عمرو درويش، فوجئ الجميع بتنظيم وقفة لدعم علاء عبد الفتاح وأسرته في إسرائيل.
إسرائيل تدعم إرهاب علاء عبد الفتاح
الدعم الذي لقيه علاء عبد الفتاح من قلب العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، يعبر عن اتفاق توجهه مع توجهات الدولة العبرية، المعروفة بعدائها للمصريين، والعرب، وانتهاكها الصارخ لحقوق الإنسان، واعتدائها المتواصل على حقوق الشعب الفلسطيني، ولعله من دواعي الاستغراب أن يتم تنظيم تظاهرة لدعم علاء عبد الفتاح، فوق أراضي الدولة الأكثر اعتداءً على القانون في تاريخ البشرية، الأمر الذي يؤكد دون شك أن تحرك أسرة علاء الفتاح الأخير مدبر للإضرار بمصر، وأن إسرائيل تدعم إرهاب علاء عبد الفتاح ضد الشعب المصري.
موقف مفضوح
وبقدر ما يفضح التحرك الداعم لعلاء عبد الفتاح في قلب العاصمة الإسرائيلية تل أبيب، تفاصيل المؤامرة التي حاولت أسرته نسجها ضد مصر، فإنه يكشف أيضا عن حالة التناغم بين جميع الأطراف التي تريد الإضرار بالدولة المصرية، ووضعها تحت ضغط التدخلات الأجنبية، للتأثير في إرادتها وكسر هيبة القضاء فيها، وهو ما تقف له الدولة بالمرصاد، مدعومة من أبناء الشعب الشرفاء في كل مكان.
وفي النهاية يكشف هذا الموقف عن البون الشاسع بين من يشتري وطنه، ومن يقضي حياته في التحريض ضد أمن وسلامة هذا الوطن، فالأول يلقى الدعم من الشعب والنخبة الشريفة، والآخر لا يجد دعما إلا من منتهكي حقوق الإنسان، والمعتدين على القوانين الدولية والإنسانية الملطخة أياديهم بدماء الأبرياء.