أثارت لقطة ومشهد في مسلسل رسالة الإمام، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، وهذا لظهور السيدة نفيسة، التي تقوم بدورها الفنانة فرح بسيسو، وهي ممثلة فلسطينية تحمل الجنسية الأردنية.
ولم تكن تجسيد السيدة نفيسة هو نقطة الخلاف الوحيدة بشأن المسلسل، إذ تعرض منذ بدايته لانتقادات، حول حدوث أخطاء تاريخية فيه، واستخدامه للغة العامية.
وهاجم عدد من الدعاة، مسلسل رسالة الإمام، ذاكرين أن هناك أخطاء تاريخية حدثت في المسلسل، وكانت لقطة ظهور السيدة نفيسة، وهي بنت الحسن ومن سيدات أهل البيت والتي اشتهرت بالعبادة والزهد، كما أن مكانتها عند المصريين كبيرة لكونها تملك مسجدًا مشهورًا في القاهرة وهو المسجد الذي دفنت فيه، ولأجل هذا تسبب ظهورها في المسلسل جدلًا واسعًا.
أكد الدكتور عبدالعزيز النجار، عضو لجنة الفتوى في الأزهر الشريف أن المسلسل تم مراجعته من قبل مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر، موضحًا أن تمثيل علماء الأمة الإسلامية أمر مستحب لكن الأهم هو الكيفية والحوار، هل يتناسب مع الشخصية أم لا؟، معلقًا على الأجزاء القليلة التي رآها أنه طبقًا للحبكة الدرامية هناك نساء كاشفات لشعورهن في المسلسل بحكم أنهن في المنزل، ولكن أنت لست مضطرًا أن تعرض النساء في المنزل وهن دون حجاب، قائلًا "هل تريد أن تصدر للناس أن هذه أمور عادية؟"، كما ذكر أنه هناك أشياء لا داعي منها في المسلسل مثل ظهور السيدة نفيسة فهو لا داعي من ذلك، مضيفًا أن هناك طرق متعددة لذكر السيدة نفيسة بدون الحاجة إلى ظهورها.
وعن تكرار تجسيد الشخصيات الدينية في المسلسلات الدينية المختلفة، قال إن ظاهره حسن وباطنه غير ذلك، فهذه الشخصيات التي تعلقنا بها عندما تتناولها الأعمال الفنية أفضل من أن تتناول أعمال أخرى مؤثرة على عقول وسلوكيات شبابنا مثل البلطجية والقتلة والمحتالين والنصابين كأبطال مسلسلات أخرى، مؤكدًا أن وجود عمل يوضح الفتاوى وآراء العلماء الكبار الأوائل الذين كانوا في هذه الأمة كالمصابيح، فهذا الشيء كبير، ولكن في حالة وجود خلل في طريقة العرض أو ركاكة في الأسلوب أو تدليس في التاريخ فعلى العلماء أن يصححوا ما تم عرضه بشكل خاطئ.
وقال الدكتور أحمد مصطفى، عضو لجنة الفتوى الرئيسية بالأزهر، إن توصيل الرسالة والشخصيات الإسلامية والقصص التاريخية الإسلامية، سواء في زمن النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين وما بعدها، هو أمر لا إشكال فيه ونصح بمشاهدته ولكن بشرط أن يتم بالمعايير الصحيحة بما لا يخالف الواقع ولا يخالف التاريخ الحقيقي، أو يرسل رسائل مبطنة تلقيها هذه الدراما للوصول إلى أهداف خاطئة.
وأكد "مصطفى"، في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر"، أن تجسيد الأنبياء أمر مرفوض تمامًا بقرار المجامع الفقهية الإسلامية، وأنه غير جائز لما في ذلك من إخلال من مقام النبي أو الرسول، كما يتم إسقاط هيبة النبي في أعين الناس إن رآه في شخص متجسد أمامه، إذ أن الصورة التي يضعها الخيال عند سماع سيرة الأنبياء والرسل تخيل أمر عظيم بجلاله وقدسية خاصة به، ورؤيته في شخص حقيقي يحطم هذه القدسية، وخاصة أن هؤلاء الممثلين يقومون بأدوار أخرى لا تليق، مما يتم الربط بين هذه الشخصيات وبين شخصيات إسلامية لها مكانة خاصة عند المسلم.