رحلة كفاح مليئة بالشقى قطعها 'آمال محمود' الشهيرة بـ'أم السيد'، ابنة محافظة الشرقية، بعد وفاة زوجها تاركًا لها 5 أبناء، لتواجه ظروف المعيشة الصعبة ببيع 'الجبن والبيض والمش الصعيدي والفطير المشلتت'، متنقلة ما بين محافظتي الشرقية وبورسعيد بحثًا عن لقمة العيش لإعالة وتربية أبنائها، وتفترش الأرض لعرض منتجاتها تحت أشعة الشمس الحارقة.
سردت 'أم السيد' صاحبة الـ46 عامًا، لـ'أهل مصر' تفاصيل قصتها، قائلة: 'تُوفي زوجي منذ 12 عامًا في حادث أليم، حيث أنه كان يعمل سائق على سيارة أجرة، وكان يرافقه نجلي الصغير في نفس توقيت الحادث، ولكن تم إخراج ابني من دواسة السيارة وإنقاذه بواسطة الأهالي، والحمد لله نجا من الموت بأعجوبة، وكنت وقتها حامل في الشهر السادس وبعد الولادة أسميت مولودي محمود نفس اسم والده رحمة الله عليه'.
'أم السيد' سيدة الشرقية المكافحة
12 سنة شقى وكفاح
وتُضيف 'أم السيد': بعد وفاة زوجي، كان لابد أن أنزل للعمل من أجل تربية أبنائي الـ5، ولم أتردد ولم أمد يدي لأحد، وقررت النزول لبيع المنتجات التي أقوم بتصنيعها في منزلي 'الفطير والجبن'.
وتُتابع سيدة الشرقية: 'خلال 12 عامًا من الشقى والكفاح وصلت بأولادي إلى بر الأمان، فالحمد لله ابنتي الكبرى في كلية الألسن، وشقيقتها الأصغر حصلت على دبلوم تجارة وتزوجت وباقي الأولاد في مراحل تعليمية مختلفة.
'أم السيد' سيدة الشرقية المكافحة
"إيدي وصحتي سلاحي الوحيد"
واستطردت سيدة الشرقية المكافحة، أن وفاة زوجها كانت صدمة كبيرة بالنسبة لها لأنه كان إنسانًا خلوقًا، ولم يحرمهم من شىء، ولم يكن يدعها تبرح منزلها لشراء أي مستلزمات للمنزل قبل وفاته، حيث كان يوفر لهم جميع متطلباتهم، وبمجرد وفاته أصبحت الأم والأب لأولادها.
"حمل ثقيل ولكن كان الله هو العون والسند لنا جميعا، ويكفي أنني لم أحتاج لأي إنسان" تقول "أم السيد" بنبرة حزينة، مستطردة: "اللي هيقف جنبك النهاردة بكرة يداري وشه منك، واللي هيعطيك النهاردة بكرة مش هيعبرك، إيدك وصحتك هما سلاحك الوحيد لمواجهة الظروف الصعبة".
'أم السيد' سيدة الشرقية المكافحة
الله هو العون والسند
واختتمت 'أم السيد'، حديثها موجهة رسالة لكل سيدة تُعافر من أجل لقمة العيش: 'كوني قوية، اعتمدي على نفسك، ما تستنيش حاجة من حد، ولا تحتاجى لقريب ولا غريب، قولي يا رب، واستعيني بالله، هو سندك الوحيد ولن يخذلك'.
'أم السيد' سيدة الشرقية المكافحة
تابعوا آخر أهل مصر على Google News
