كشف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، هاني إبراهيم، عن آخر تطورات الموقف في سد النهضة، الذي يصفه بالكارثي، مؤكدًا أن أعمال التعلية للممر الأوسط في سد النهضة لا تزال مستمرة، وأن إثيوبيا أغلقت فتحتي التصريف في السد، وتعتمد فقط على التوربينين المنخفضين فقط، ما يقلل من كمية المياه التي تأتي لدولتي المصب مصر والسودان، وفقاً لروسيا اليوم.
وأكد «إبراهيم»، أن خزان الروصيرص السوداني، أول سد بعد سد النهضة، تراجع منسوبه عن نفس الفترة من العام الماضي، مرجعًا ذلك لتراجع الوارد له من سد النهضة، ما يشير لتسارع كوارث سد النهضة الإثيوبي على قطاع النيل الأزرق بالسودان، مرجحًا بدء تسارع أضرار الملء الخامس بالسودان قبل أن يبدأ.
وعن موقف سد النهضة حاليًا قال: 'الموقف في السد الكارثي استمرار أعمال التعلية وتشغيل التوربينين المنخفضين فقط، ومنسوب البحيرة يتراجع بمعدلات بسيطة وفق مقارنة بين 3 مارس و8 أبريل الجاري تراجع بمعدل اقل من 1 متر وذلك لاعتماد البحيرة حاليًا على المتصرف من بحيرة تانا لانعدام الأمطار في الفترة الحالية مع تقليل التدفقات من السد الكارثي في اتجاه السودان ومصر.'
تراجع تصريف المياه عبر بحيرة تانا
وأشار الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل، إلى أن تصريف المياه عبر بحيرة تانا، وتراجع تدفقات سد النهضة، قال هاني إبراهيم: 'من 3 مارس الى 3 ابريل تم تصريف 630 مليون متر مكعب من بحيرة تانا (جزء يتم استخدامه في مشروع تانا بيلس بخلاف السحب على طول مجرى النيل الأزرق) ومازال منسوب بحيرة تانا أعلى من نفس الفترة قياسا مع العام الماضي. يمكن ملاحظة التراجع البسيط بالقرب من المفيض الغربي للسد.'
سد الروصيرص السوداني
كما كشف هاني إبراهيم عن كارثة تهدد سد الروصيرص السوداني، فقال: 'الموقف في خزان الروصيرص السوداني، أول سد بعد السد الكارثي، تراجع منسوب الخزان عن نفس الفترة من العام الماضي، وذلك بسبب تراجع الوارد له من السد الكارثي. ففي العام الماضي كان تمرير المياه من ممرين الاستخدامات أما العام الحالي فقط من خلال التوربينين المنخفضين.'
كوارث سد النهضة
وعن تسارع كوارث سد النهضة، قال الباحث بحوض النيل هاني إبراهيم: 'منسوب اليوم يعادل منسوب نهاية ابريل العام الماضي بما يرجح تسارع كوارث السد الإثيوبي على قطاع النيل الازرق بالسودان. فعليًا استخدامات النيل الأزرق خلال أبريل تتجاوز 700 مليون متر مكعب بالسودان، وترتفع إلى 900 مليون في مايو و1200 مليون في يونيو و1200 مليون خلال يوليو مما يرجح بدء تسارع اضرار الملء الخامس بالسودان قبل ان يبدأ.'
أما الموقف في النيل الأبيض، أحد أفرع النيل التي تمد مصر بالمياه، فقال هاني إبراهيم: 'الموقف في النيل الأبيض جيد مناسيب بحيرة فيكتوريا ونيل فيكتوريا وبحيرة كيوجا وبحيرة ألبرت ونيل ألبرت وصولا الى نيمولي بجنوب السودان مؤشرات جيدة قياسا مع نفس الفترة من العام الماضي تعد الافضل وتقترب بشدة من مناسيب مايو 2021.'
ارتفاع منسوب المياه
وتابع هاني إبراهيم قائلًا: 'إن قدرة المنفذين يتم تحديدها حسب ارتفاع منسوب المياه في بحيرة السد. عند أول تشغيل للمنفذين كانت قدرتهم 25 مليون إلى 50 مليون. لاحقا مع مناسيب أعلى من 615 متر، وصلت إلى 150- 160 متر لفترة محددة في التشغيل لاعتبارات خاصة بالصيانة وقوة الصلب المستخدم. مؤخرًا تم غلقهم'.
أما أزمة تدفق المياه من سد النهضة، فأوضحها هاني إبراهيم 'مع التعلية الثالثة للسد بدأت ترتفع تدفقات المنفذين السفليين. مع التعلية الرابعة تم غلق منفذ والاكتفاء بتشغيل جزئي لمنفذ اخر لاسباب منها تسريع الملء وتوفير اموال الصيانة للمنفذين. فعليا تم غلقهم تماما وغير مرجح بشكل شبه نهائي ان يتم تشغيلهم مرة اخرى طالما المنسوب اعلى من 620 متر.'.
وأضاف الباحث في الشأن الإفريقي وحوض النيل 'أن تم تصميم المنافذ السفلية لسد النهضة بقطر 6 أمتار، ووفقا لمواصفات التصميم تمكن كل منفذ من تفريغ 930 مترًا مكعبا في الثانية. وهذا يُترجم قدرة تصريف يومية تبلغ 80.352 مليون متر مكعب لكل منفذ. وعلى مدى عام، يصل هذا إلى ما يقرب من 29.328 مليار متر مكعب لكل منفذ، مع العلم أن هناك 86.400 ثانية في اليوم و365 يومًا في السنة.'