مباحثات موسعة بين الوفد الأمني المصري ووفد حركة حماس بالقاهرة، هذا ما تم الإعلان عنه كمقدمة لبوادر هدنة جديدة تلوح في الأفق بين طرفي الصراع في قطاع غزة المنكوب، حيث نقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عمن وصفته بمسؤول رفيع في حركة حماس تأكيده أن لا عقبات كبيرة تقف في وجه المقترح الأخير حول اتفاق تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
هدنة تلوح في الأفق
حيث قال المسؤول: 'الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة، إذ لا توجد قضايا كبيرة في الملاحظات والاستفسارات التي تقدمها حماس بشأن ما تضمنه الرد'.
وأكد المسؤول أن وفداً من حماس برئاسة خليل الحية سيقدم الرد على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع وسطاء مصريين وقطريين في القاهرة الإثنين.
وأعلنت حركة حماس، تسلمها رد إسرائيل الرسمي على موقف الحركة حول صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار والذي سلمته للوسيطين مصر وقطر في، مشيرة إلى أنها حال الانتهاء من دراسته ستسلم ردها للوسطاء.
بنود الهدنة الجديدة
وتزامن تسلّم حماس الرد الإسرائيلي مع زيارة لوفد أمني مصري، إلى تل أبيب، حاملاً مقترحاً لبلاده يتناول:
- إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة
-إطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين
- وقف إطلاق النار لمدة عام
وأكد الوفد الإسرائيلي خلال الاجتماع مع المسؤولين المصريين: 'نحن مستعدون لإعطاء فرصة حقيقية أخيرة لمحادثات التفاوض قبل العمل العسكري في رفح'، بحسب وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن هذه ستكون الفرصة الأخيرة للتوصل لاتفاق قبل الهجوم على رفح.
وأوضح الوفد الإسرائيلي للوفد الأمني المصري، أنه إذا لم يتم إحراز تقدم في المفاوضات، فإن الجيش الإسرائيلي سيهاجم رفح.
أسرى إسرائيلين في غزة
وتقدر تل أبيب وجود 133 أسيراً إسرائيلياً في غزة، فيما أعلنت 'حماس' مقتل 70 منهم في غارات عشوائية شنتها إسرائيل، التي تحتجز في سجونها ما لا يقل عن 9 آلاف و500 فلسطيني.
ومنذ أشهر، تقود مصر وقطر والولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحماس، وسط اتهامات متبادلة بين الحركة وتل أبيب بالمسؤولية عن تعثرها.
وخلفت الحرب الإسرائيلية المدمرة على غزة خلفت أكثر من 112 ألف قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة ودماراً هائلاً، حسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتواصل إسرائيل هذه الحرب رغم صدور قرار من مجلس الأمن الدولي بوقف إطلاق النار فوراً، وكذلك رغم مثولها للمرة الأولى أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب 'إبادة جماعية'.
شرط وقف اطلاق النار
وأكد الوفد الإسرائيلي للوفد المصري أن هناك موعدا نهائيا للتحرك في رفح وأنهم لن يوافقوا على جولة أخرى من المحادثات.
وأبلغت حماس الجانب المصري بأنها لن تقبل بأي اتفاق أو صيغة لا تتضمن وقف إطلاق النار وانسحاب قوات الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة.
وقالت مصادر مصرية لصحيفة 'وول ستريت جورنال' في وقت سابق اليوم، إن فرص نجاح المفاوضات ضئيلة، لكنها تأمل أن تتمكن الولايات المتحدة ودول أخرى من الضغط على إسرائيل حتى لا تتحرك في اتجاه رفح.
وأفادت قناة 'كان' الإسرائيلية نقلا عن مسؤول كبير في الحكومة قوله أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل التوصل إلى اتفاق تبادل للأسرى مشددا على أن نتنياهو يضع الكثير من العقبات لإنجاز اتفاق.
تدمير أو تحرير
ويُعرب عدد كبير من العواصم الأجنبية والمنظمات الإنسانية عن الخشية من سقوط أرواح بشريّة كثيرة في حال نفّذت إسرائيل هجومها على المدينة الواقعة في جنوب القطاع الفلسطيني المحاصر، التي تكتظ بأكثر من 1.5 مليون شخص، غالبيتهم نازحون.
ويأتي ذلك في حين يؤكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو منذ أسابيع، أن هذه العملية ضرورية للقضاء على حماس، مشيراً إلى أن رفح تُعد آخر معقل رئيسي للحركة في غزة.
لكن وسائل إعلام إسرائيلية عدة نقلت عن مسؤولين، طلبوا عدم ذكر أسمائهم، أن الحكومة ناقشت مقترح هدنة جديداً ينص على الإفراج عن الرهائن، قبل زيارة متوقعة لوفد مصري.
ونقل موقع «والا» عن مسؤول إسرائيلي كبير لم يُسمّه، أنّ المحادثات تركز خصوصاً على اقتراح من أجل الإفراج في البداية عن 20 رهينة يُعدون حالات إنسانية.
اتفاق الآن
في الغضون، تظاهر أقارب الرهائن الإسرائيليين أمام وزارة الدفاع في تل أبيب، في مواصلة للضغوط التي يُمارسونها على الحكومة الإسرائيلية من أجل إطلاق سراح المخطوفين في قطاع غزة.
وعمد عدد من المتظاهرين إلى تقييد أيديهم وتلطيخها باللون الأحمر، بينما غطوا أفواههم بلاصق يحمل الرقم 202، في إشارة إلى عدد الأيام التي مرت منذ السابع من أكتوبر كما حمل بعضهم لافتة كُتب عليها اتفاق حول الرهائن الآن.
في هذا الإطار، دعا قادة 18 دولة، بينها الولايات المتحدة، وفرنسا، والمملكة المتحدة، وألمانيا، في نص مشترك إلى الإفراج الفوري عن جميع الرهائن الذين تحتجزهم حماس في غزّة
وأكد النص، الذي نشره البيت الأبيض، أن الاتفاق المطروح على الطاولة لإطلاق سراح الرهائن سيسمح بوقف فوري ومطول لإطلاق النار في غزة.
اندلعت الحرب في السابع من أكتوبر بعد هجوم غير مسبوق لـحماس ضد إسرائيل، خطفت خلاله أكثر من 250 شخصاً ما زال 129 منهم محتجزين في قطاع غزة، بينهم 34 توفّوا على الأرجح، وفق مسؤولين إسرائيليّين.