مع خروج اللآلاف من طلبة الجامعات الأمريكية في كافة الولايات في انتفاضة لدعم القضية الفلسطينية، حاولت جريدة "أهل مصر" والوصول لبعض طلاب الجامعات من خلال مصادرنا للكشف عن تفاصيل الخطة التي وضعتها إسرائيل داخل الجامعات للتصدي لتلك الانتفاضة.
ومن خلال بحثنا وتوصلنا لعدد من الطلاب أكد معظمهم أنه عقب القبض عليهم يقوم بعض الضباط بتهديدهم بالتشهير وترهيبهم، الأمر الذي يثير تساؤلات عن هل تسمح أمريكا بتنفيذ الخطة ضد مواطنيها؟
تشير تفاصيل الخطة إلى وجود خشية كبيرة لدى إسرائيل من حراك الجامعات، لأنها تشكل خطراً على صورة إسرائيل بالخارج خاصا في أمريكا.
قال "ناجيري أويتن" أحد الطلاب في جامعة بنسلفانيا الامريكية والتي شهدت عدة مظاهرات الفترة الماضية دعما لغزة انه تم القبض عليه وخرج بعد إمضاء تقرير بأنه لن يخرج مرة أخرى في مظاهرات "معادية للسامية"، وعند استجوابه حضر ضابطين إسرائيلين كان احدهم قد قال لزميله الآخر أنه التعليمات هي نشر أسماء تلك الطلاب وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات الأمريكية الذين يتضامنون مع غزة، والتشهير بهم بغرض التأثير سلباً على فرص حصولهم على الوظائف في أمريكا.
واضاف "أويتن" في حديثه لـ"أهل مصر" أن هذا قد قيل له صراحة قبل إمضاء التقرير أنه في حالة الخروج مرة أخرى للمظاهرات سيتم إضافة أسمه من ضمن المشهر بهم على مواقع معروفة في أمريكا حتى أنهم سيستخدمون أسمه في بعض الصحف المعروفة هناك.
وفي سياق أخر، قالت ناردين شومان إحدى اعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد الأمريكية من أصول فلسطينية أن هناك موقع يديره شاب يدعي "آدم ليون"، وهو يهودي يعد من بين أكثر الشخصيات بأمريكا عداءً للتظاهرات بالجامعات، وقد بدا بالفعل هذا الموقع في التشهير ببعض اعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد، حيث نشر بعض الصور وأكد أنهم معادون للسامية.
وأضافت ناردين في تصريحات خاصة لـ"أهل مصر" أن هذا الموقع ينشر أسماءهم وصورهم وتفاصيل شخصية عنهم، وتوجه لهم تهمة جاهزة وهي "معاداة السامية"، التي يطلقها الإسرائيليون على كل من يندد بالحرب على غزة.
ومع البحث وجدنا دراسة أجرتها مجلة "ذا نيشن" الأمريكية، بين مشروع يشبه ما يحدث الآن في الجامعات بمشروع حصل قديما في الموساد في 2015، حين اجتمع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع رجال أعمال أمريكيين يهود، في لاس فيغاس عام 2015، وكان نتنياهو حينها قد قرر التحرك على نطاق واسع ضد المناهضين لإسرائيل بأمريكا، واشرك حينها الموساد في هذا الأمر.
وبالفعل تم إنشاء شبكة عنقودية في 2015 خدمت الخطة الإسرائيلية، منذ ذلك الحين يضم هذا الموقع صوراً ومعلومات تشهيرية تعود لأشخاص تضامنوا مع فلسطين، إلا أنه يُعد الآن من بين أبرز المُشهرين بطلبة الجامعات المتظاهرين في الجامعات الأمريكية.
قادنا التحقيق في حملات التشهير ضد طلاب الجامعات الأمريكية المتضامنين مع غزة، إلى العثور على حسابات نشطة على موقع "إكس"، تشارك في التشهير ومهاجمة الطلاب والأساتذة الجامعيين، وتتهمهم بـ"معاداة السامية"، وبأنهم من "أنصار حركة حماس".