في الأسابيع الأخيرة، زادت حدة التصعيد بين تل أبيب و'حزب الله'؛ ما أثار مخاوف من اندلاع حرب شاملة، لاسيما مع إعلان جيش الاحتلال 'المصادقة' على خطط عملياتية لـ'هجوم واسع' على لبنان.
أجرى 4 وزراء لبنانيين و16 سفيراً أجنبياً، الإثنين 24 يونيو، جولة في مطار رفيق الحريري الدولي بالعاصمة بيروت، عقب مزاعم صحفية عن تخزين 'حزب الله' أسلحة وذخائر في مرافق المطار.
الوكالة اللبنانية الوطنية للإعلام ذكرت أن 'الجولة الميدانية استُهلت من مركز الشحن في مطار بيروت، ثم انتقل المشاركون في الجولة إلى مركز الشحن الجوي'.
وتلبية لدعوة من وزير النقل اللبناني علي حمية، شارك في الجولة أيضاً 3 وزراء هم: وزير الإعلام زياد المكاري، ووزير الخارجية عبد الله بو حبيب، ووزير السياحة وليد نصار.
كما شارك سفراء الاتحاد الأوروبي وألمانيا ومصر والهند وباكستان والصين واليابان وكوريا الجنوبية وكوبا ورومانيا والبرازيل وكازاخستان والأردن وإسبانيا والجزائر ونيجيريا، وفق الوكالة.
بدوره، قال وزير النقل اللبناني، خلال مؤتمر صحفي في المطار: 'كان على صحيفة التلغراف أخذ أخبارها من مصادر رسمية'.
فيما أضاف أنه بحث مع رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، ووزارة العدل ومحامين رفع دعوى قضائية ضد الصحيفة، متابعاً: 'انتقلنا من الخروق الإسرائيلية إلى حرب نفسية عبر مقالات مكتوبة'.
إلى ذلك، أشار إلى أن 'العدو الإسرائيلي يخرق الأجواء اللبنانية ألف مرة سنوياً، وخصوصاً فوق مطار بيروت'.
فيما شدد على أن 'مرافق الدولة، من مطارات وموانئ، مفتوحة أمام الدبلوماسيين لأي زيارة'.
حرب إعلامية
خلال المؤتمر الصحفي، شدد وزير الإعلام اللبناني زياد المكاري، على أن 'مطار بيروت لم يتأثر بما نشرته التلغراف'.
وأضاف المكاري: 'نشهد حرباً إعلامية ضد لبنان، ومطلوب من الإعلام التأكد من مصادره'.
ماذا يحدث قي مطار بيروت الرئيسي؟
ويرهن 'حزب الله' وقف القصف بإنهاء إسرائيل حرباً تشنها بدعم أمريكي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي؛ ما أسفر عن أكثر من 123 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء.كشفت مصادر داخل مطار بيروت الرئيسي لصحيفة 'ديلي تليجراف' البريطانية أن حزب الله يخزن كميات هائلة من الأسلحة والصواريخ والمتفجرات الإيرانية في المطار.
وفقا لمصادر الصحيفة، يتضمن المخزون صواريخ 'فلق' المدفعية غير الموجهة، وصواريخ 'فاتح-110' قصيرة المدى، وصواريخ باليستية متنقلة على الطرق، وصواريخ 'M-600' بمدى يتراوح بين 150 إلى 200 ميل.
بالإضافة إلى ذلك، يتم تخزين صواريخ 'AT-14 كورنيت' الموجهة بالليزر المضادة للدبابات، وكميات هائلة من صواريخ 'بركان' قصيرة المدى، والمتفجرات من نوع 'RDX'، وهي مسحوق أبيض سام يُعرف أيضًا باسم 'سايكلونايت' أو 'هيكساجون'.
وأثارت هذه المعلومات المخاوف من أن مطار رفيق الحريري، الذي يقع على بعد أربعة أميال فقط من وسط المدينة، قد يصبح هدفا عسكريا رئيسيا.
شهادة عامل في المطار
وقال أحد العاملين في المطار، الذي تحدث بشرط عدم الكشف عن هويته: 'هذا أمر بالغ الخطورة. الصناديق الكبيرة الغامضة التي تصل عبر رحلات مباشرة من إيران تشير إلى تدهور الوضع. عندما بدأت هذه الصناديق بالوصول إلى المطار، شعرنا بالخوف لأننا كنا نعلم أن هناك شيئًا غريبًا يحدث'.
وحذر العامل من أن أي هجوم على المطار أو انفجار هناك قد يتسبب في أضرار جسيمة، مقارنة بالانفجار الذي دمر ميناء بيروت وألحق أضرارًا كبيرة بمركز المدينة في عام 2020.
وأضاف: 'سيتم عزل بيروت عن العالم، ناهيك عن عدد الضحايا والأضرار'، وقال إن الأمر مجرد مسألة وقت قبل أن يحدث كارثة في المطار أيضًا.
وواجه حزب الله اتهامات سابقة باستخدام المطار المدني لتخزين الأسلحة، ولكن المصادر تدعي أن هذه العمليات تصاعدت منذ بداية الصراع في أكتوبر.
صناديق من إيران
وفي نوفمبر، وصلت 'صناديق كبيرة بشكل غير معتاد' على رحلة مباشرة من إيران، وقال أحد العاملين: 'هذا لا يحدث كثيرًا، لكنه حدث بالضبط عندما كان الجميع في لبنان يتحدثون عن إمكانية اندلاع حرب'.
وقال عامل آخر في المطار: 'لسنوات، كنت أشاهد حزب الله يعمل في مطار بيروت، لكن عندما يفعلون ذلك أثناء الحرب، يتحول المطار إلى هدف. إذا استمروا في جلب هذه المواد التي لا يسمح لي بفحصها، فأعتقد حقًا أنني سأموت من الانفجار أو من قصف إسرائيل لهذه المواد، ليس الأمر متعلقًا بنا فقط، بل بالأشخاص العاديين، المسافرين، والناس الذين يذهبون في إجازات. إذا تم قصف المطار، فإن لبنان سينتهي'.