أحمد منسي، رجل لا يهاب الموت، تصدى لعملية إرهابية جبانة، من قبل قوات داعش التكفيرية، وقف كالصقر، دافع عن وطنه حتى أخر نقطة في دمه، أبى ألا أن يدنس وطنه أقدام تلك الشرذمة بأفكارهم، فتربعت محبته في قلوب المصريين، وخلد اسمه في تاريخ الوطن.
يحل اليوم ذكرى تلك الواقعة، التي استهدفت كمين «مربع البرث» يوم 7 يوليو 2017، والذي استشهد فيه «منسي»، وعدد من رجال القوات المسلحة، بعدما تصدوا ببسالة لهجوم العناصر التكفيرية.
منسي ورفاقه يتحدون داعش
معركة البرث جسدت ملحمة للجيش المصري في مواجهة التنظيمات الإرهابية في شبه جزيرة سيناء، كان بطلها «منسي» ورفاقه، التي شهدت تفاصيل مروعة كما تضمنت استبسال الجنود في المواجهة على مدار عدة ساعات حتى وصول الإمدادات الجوية، وخلال تلك الساعات ظهرت صلابة القائد وجنوده، بعدما أرادت الجماعة التكفيرية رفع علم داعش على موقع البرث، لكي تروج لانتصار على الجيش المصري، ولكن صدق وصلابة المنسي وكتيبته حمت الوطن من تلك العناصر التكفيرية.
معركة البرث
بدأت معركة البرث في الساعة الرابعة فجرًا وعبر نحو 150 عنصرًا مقاتلًا تابعًا لتنظيم داعش الإرهابي، وباستخدام نحو 12 سيارة كروز مُدججة بالأسلحة المختلفة، بداية من الأسلحة الخفيفة وقذائف 'آر بي جي' وهاون، فضلاً عن المفخخات والقنابل اليدوية.
في الوقت نفسه، قامت بعض العناصر بتطويق الكمين بالكامل وزرع عدد من الألغام لصد محاولات الدعم البري، وصدت عناصر الكتيبة 103 الهجوم وتبادل إطلاق النار، وتمكنت من الصمود طوال 4 ساعات.
معركة بطولية بقيادة منسي ورفاقه
خاض العقيد أحمد منسى، قائد الكتيبة ، ورفاقه معركة بطولية فى مواجهة الإرهابيين، وتعرضت قوات الدعم التي تحركت لإنقاذ الكمين إلى هجوم بالألغام والسيارات المفخخة، ولم تستطع الوصول بسرعة.
لم يكتفي منسي بتوجيه التعليمات لجنوده بل شاركهم في التصدي للدواعش، فكان يطلق النار من على سطح المبنى المحاصر صوب الإرهابيين، حتى قتل برصاص أحدهم، في مشهد بطولي.
مقتل 40 تكفيريًا وتدمير 6 عربات
وبعد مرور 4 ساعات، وصلت وحدات الدعم الجوي، وقامت بقصف العناصر وأسفرت عن مقتل أكثر من 40 تكفيريا، وتدمير 6 عربات.
توجيهات أحمد منسي لحماية الجثث
وكانت توجيهات أحمد منسي خلال المعركة لجنوده بحماية بعضهم البعض، وعدم ترك أي منهم جثة زميله حال مقتله حتى لا تتعرض للتمثيل بها على يد تلك العناصر الإرهابية.
وكان غالبية من قتل في المعركة من أبطال المعركة قابضين على أسلحتهم أو داخل معداتهم العسكرية، فيما لم تستطع العناصر الإرهابية حمل ولو جثة واحدة لأي من الأبطال، وفروا هاربين تاركين جثث زملائهم التكفيريين ممن تم اصطيادهم في تلك المعركة.
ملحمة للتاريخ
وأمام بسالة أحمد منسي ورفاقه، سطر التاريخ ملحمة يحكي عنها الجميع على مر السنين، تعلمنا الدفاع عن الوطن حتى أخر قطرة من دمائنا.