بعد فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة، لن يتوجه مباشرةً إلى البيت الأبيض كما هو معتاد في معظم دول العالم، بل سيتعين عليه الانتظار لمدة تقارب 11 أسبوعًا، وذلك وفقاً للقواعد الأميركية المعمول بها، والتي تُعرف بفترة 'البطة العرجاء'.
بعد فوزه بالرئاسة.. هل يتوجه ترامب مباشرة إلى البيت الأبيض؟
وفقًا للقانون الأميركي، سيظل بايدن يحتفظ بكل الصلاحيات الرئاسية حتى ظهر 20 يناير المقبل، في حين أن الرئيس المنتخب لا يمتلك أي صلاحيات تنفيذية حتى يتولى السلطة رسميًا، ولا يُسمح له أيضًا بإجراء أي زيارات خارجية خلال فترة الانتقال.
وعلى الرغم من أن هذه الفترة قد تبدو طويلة للبعض، إلا أنها أقصر من المدة الأصلية التي حددها الدستور، والتي تبلغ 4 أشهر، لتسليم السلطة من الرئيس الحالي إلى الرئيس المنتخب حديثاً.
خلال هذه الفترة، سيبدأ ترامب في تلقي إحاطات استخبارية يومية، تُعرف بالإحاطة اليومية للرئيس، ليكون على اطلاع بالتحديات الأمنية وسياسات البيت الأبيض، بالإضافة إلى جهوده في اختيار أعضاء حكومته، بعد ذلك، سيتعاون فريق إدارة ترامب مع إدارة الرئيس جو بايدن لضمان سلاسة عملية الانتقال، ومن ثم التحضير لحفل تنصيبه.
صلاحيات «ترامب» خلال مرحلة "البطة العرجاء"
وتتمثل مهمة الإدارة الجديدة خلال هذه الفترة التركيز على القضايا الداخلية فقط، على الرغم من حق الرئيس في لقاء ممثلي الدول الأجنبية لتحديد سياسته الخارجية.
ويتلقى الرئيس المنتخب التمويل اللازم لعملية انتقال السلطة، بالإضافة إلى إحاطات من الإدارة السابقة، فضلاً عن تقارير استخباراتية يومية أو شبه يومية خلال فترة الانتقال، مع توفير حماية إلزامية من الخدمة السرية الأمريكية.
من الناحية القانونية، يجب البت في جميع الدعاوى القضائية المتعلقة بالانتخابات قبل 8 من ديسمبر، وقبل 6 من يناير، موعد مصادقة الكونغرس على نتائج الانتخابات الرسمية.
ما هي فترة «البطة العرجاء»؟
تُعرف الفترة الانتقالية بين ظهور نتائج الانتخابات وتنصيب الرئيس الجديد بفترة 'البطة العرجاء' (Lame duck)، حيث تشير إلى الأيام الأخيرة التي يقضيها الرئيس في منصبه قبل أن يتولى الرئيس المنتخب مهامه بشكل رسمي.
يعكس مصطلح 'البطة العرجاء' الوضع السياسي الضعيف الذي يواجهه الرئيس بعد انتخاب خليفته، وفقاً لوزارة الخارجية الأميركية. وقبل اعتماد التعديل العشرين للدستور في عام 1933، كان الكونغرس الجديد يعقد جلساته في ديسمبر من الأعوام الفردية، مما كان يتيح له الاجتماع بعد الانتخابات وتمرير التشريعات لأكثر من عام.
أدى التعديل الذي جرى في عام 1933 إلى تغيير موعد انعقاد الكونغرس الجديد ليصبح في الثالث من يناير في السنوات الفردية، مما قلص الفترة بين الانتخابات وبداية الكونغرس التالي إلى شهرين فقط.
ومنذ ذلك الحين، بدأ الكونغرس يجتمع في جلسات غير منتظمة لإنجاز الأعمال العاجلة أو غير المكتملة.
كيف يتم تسليم السلطة في الولايات المتحدة؟
يوجد سبب آخر يدفع الولايات المتحدة للاحتفاظ بفترة انتقالية تمتد لحوالي 3 أشهر بين الرؤساء، فبدلاً من أن يحدد الحزب الفائز في الانتخابات البرلمانية هوية الرئيس، يتم اختيار الرئيس الأمريكي رسمياً من قبل الهيئة الانتخابية بعد مرور عدة أسابيع على الانتخابات الشعبية.
وعلى الرغم من أن هذا يعني أن الرؤساء لا يمكنهم تولي مناصبهم على الفور، إلا أن الفائز المُعلن يمكنه الحصول على التمويل اللازم للانتقال، بالإضافة إلى الإحاطات من الإدارة السابقة.
وتتميز الولايات المتحدة بأن الرئيس يشغل منصب رئيس الحكومة ورئيس الدولة في آن واحد، وعلى الرغم من أن عملية انتقال السلطة قد تبدو بطيئة، إلا أن التحول في البيت الأبيض يحدث بسرعة كبيرة في العشرين من يناير، مما يستدعي وجود فريق تكتيكي من موظفي الحكومة، وعادةً ما يغادر الرئيس المنتهية ولايته البيت الأبيض لحضور حفل التنصيب، قبل أن يتولى الرئيس الجديد مهامه بعد بضع ساعات.