ads
ads

عمدة نيويورك المسلم.. هل سيغير "زهران ممداني" قواعد اللعبة السياسية في المدينة التي لا تنام؟

 زهران ممداني  عمدة نيويورك الجديد
زهران ممداني عمدة نيويورك الجديد

في مشهد سياسي يتغير بسرعة في أمريكا، يبرز اسم زهران كوامي ممداني بوصفه أحد أكثر الرموز السياسية الشبابية تأثيراً في السنوات الأخيرة، وخصوصاً بعد ترشحه وفوزه بمنصب عمدة مدينة نيويورك كأول مسلم يشغل هذا المنصب التاريخي. يمثل ممداني موجة جديدة من السياسيين التقدميين الذين يقدّمون خطاباً اجتماعياً واقتصادياً جريئاً، ويكسرون القواعد التقليدية للسياسة الأميركية، مستندين إلى دعم واسع من الشباب والأقليات وسكان المدن.

جذور متعددة وهوية عالمية

وُلد زهران ممداني عام 1991 في مدينة كامبالا بأوغندا لعائلة تمتد جذورها إلى الهند، بينما عاش طفولته متنقلاً بين أوغندا وجنوب أفريقيا قبل أن تستقر عائلته في نيويورك.

والده أستاذ جامعي بارز في العلوم السياسية، ووالدته المخرجة السينمائية المعروفة ميرا ناير، ما أتاح له نشأة غنية ثقافياً وفكرياً، وأكسبته قدرة على فهم قضايا الهوية والتعددية في المجتمعات الحديثة.

درس ممداني في مدارس نيويورك ثم انتقل إلى ولاية ماين ليلتحق بكلية بودوين، متخصّصاً في الدراسات الإفريقية، وهي خلفية أكاديمية انعكست لاحقاً في مواقفه السياسية التي تركز على العدالة الاجتماعية ومواجهة التمييز.

من مستشار سكني إلى قيادة مدينة نيويورك

بدأ ممداني مساره السياسي عبر العمل المجتمعي في أحياء كوينز بنيويورك، حيث عمل مستشاراً سكنياً يدافع عن حقوق المستأجرين ويواجه عمليات الطرد التعسفي، تلك المرحلة شكلت الوعي السياسي لديه حول أزمة السكن والفقر في المدن الأميركية.

لاحقاً، انتخب عضواً في الجمعية التشريعية لولاية نيويورك، وأثبت قدرة على تنظيم القواعد الشعبية وبناء حملات سياسية تعتمد على التفاعل المباشر مع المجتمع، بعيداً عن النفوذ التقليدي للأحزاب الكبرى.

ما هي رؤيته السياسية والاجتماعية؟

يحمل زهران ممداني رؤية اجتماعية واقتصادية واضحة تنتمي للتيار الاشتراكي-الديمقراطي، وتقوم على:

- تجميد الإيجارات وتوسيع برامج الإسكان الميسّر

- جعل المواصلات العامة — خاصة الحافلات — مجانية أو منخفضة التكلفة

- دعم الطبقات العاملة والحد من نفوذ الشركات الكبرى

- توسيع برامج الرعاية الصحية والخدمات الاجتماعية

- فرض ضرائب تصاعدية على الأثرياء والشركات لتمويل الخدمات العامة

خطابه المبني على فكرة أن 'المدينة ملك لسكانها لا للأغنياء وحدهم' وجد صدى واسعاً، خصوصاً بين الشباب والطبقة العاملة والمهاجرين الذين يشعرون أن نمط الحياة في نيويورك أصبح غير قابل للتحمّل مادياً.

موقفه من العالم العربي وفلسطين

رغم أنه لا يرتبط بعلاقات رسمية أو سياسية مباشرة مع مصر أو الدول العربية، إلا أن 'ممداني' يُنظر إليه كصوت داعم لقضايا المنطقة، وتحديداً القضية الفلسطينية. لطالما عبر عن رفضه للسياسات الإسرائيلية التي يعتبرها غير عادلة، ودافع عن حقوق الفلسطينيين في العدالة وتقرير المصير.

يؤمن 'ممداني' بأن دعم العدالة في فلسطين جزء من مبادئ عالمية تتعلق بحقوق الإنسان، ويرفض ربط التضامن مع الشعب الفلسطيني بأي شكل من أشكال العداء الديني أو العرقي، مؤكداً أن العدالة لا تتجزأ.

هذا النهج جعله محل اهتمام لدى قطاعات واسعة من العرب والمسلمين في أمريكا والعالم، كما جعله عرضة لانتقادات من أطراف ترى في مواقفه خروجاً عن الخط السياسي الأميركي التقليدي.

هل يمثل نموذج سياسي جديد؟

تجربة زهران ممداني تمثل تحوّلاً عميقاً في المشهد السياسي الأميركي، حيث يبرز جيل جديد من القيادات القادمة من خلفيات متعددة الهوية، لا يخشى تبني مواقف تقدمية جريئة، ويؤمن بأن السياسة أداة للتغيير وليس لإدارة الواقع القائم فقط.

صعوده ليس مجرد فوز انتخابي، بل هو مؤشر على اتجاه جديد في كبرى مدن العالم اتجاه نحو اقتصاد أكثر عدالة، وسياسة أقرب للناس.

حيث يرسم زهران ممداني ملامح مرحلة جديدة في المدينة التي تُعدّ عاصمة العالم.

ومن منصبه كأول عمدة مسلم لنيويورك، يقف اليوم نموذجاً للشباب وللأقليات ولمن يؤمنون بأن السياسة يمكن أن تكون طريقاً لبناء مدن أكثر إنصافاً وإنسانية. وبينما ينظر العالم إلى تجربته، يبقى السؤال الأهم: هل يكون ممداني بداية فصل جديد في السياسة الأميركية أم حالة استثنائية في لحظة عابرة؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
استمرار العمل بأسعار عائد 3% و8% في مبادرات التمويل العقاري السابقة