"بصاروخين وليس واحدًا".. اعتراف إيراني جديد بشأن إسقاط الطائرة الأوكرانية يعمّق تورطها في الكارثة.. و"حاجي زاده": لم يكن لدينا متسع من الوقت

مسؤولون يتفقدون حطام الطائرة المنكوبة
مسؤولون يتفقدون حطام الطائرة المنكوبة

اعترفت إيران، اليوم الثلاثاء، أن قواتها المسلحة أطلقت عن طريق الخطأ صاروخين أرض - جو (وليس صاروخًا واحدا) على طائرة الركاب الأوكرانية التي تحطمت وعلى متنها 176 شخصًا في وقت سابق من هذا الشهر، وهو أول اعتراف من طهران بالعدد الدقيق للصواريخ التي أُطلقت صوب الطائرة، ولكنها رغم ذلك لا تلقي باللوم بشكل كامل في تلك الكارثة على إطلاق الصواريخ، بل تقول إن الجزم بذلك لا يزاطائرة الركاب الأوكرانية ل محل بحث.

وأشارت تقييمات وكالات الاستخبارات الغربية ولقطات فيديو من موقع الإطلاق، إلى إطلاق صاروخين على طائرة بوينج 737-800 في صباح يوم 8 يناير الجاري، لكن المسؤولين الإيرانيين زعموا إطلاق صاروخ واحد فقط، وذلك قبل صدور تقرير أولي، اليوم الثلاثاء، من قبل هيئة الطيران المدني في البلاد. وفقا لصحيفة الجارديان البريطانية.

وقال ذلك التقرير إن الصندوقين الأسودين الذيْن عُثر عليهما وسط حطام الطائرة ما زالا قيد الفحص ويمكن أن يظلا كذلك في الوقت الحالي، مضيفا أن محققي تحطم الطائرات الإيرانيين يفتقرون إلى التكنولوجيا اللازمة لجمع البيانات من الصندوقين الأسودين للطائرة وطلبوا من المجلس الوطني الأمريكي لسلامة النقل ونظيره الفرنسي الحصول على المساعدة، لكن لم يستجب أي منهما حتى الآن بشكل إيجابي.

وتابع التقرير: "إذا تم توفير الأجهزة، يمكن استعادة المعلومات (الموجودة بالصندوقين) واسترجاعها في فترة زمنية قصيرة".

من جهتها، قدمت أوكرانيا أكثر من طلب لإيران لإرسال الصندوقين الأسودين إلى كييف لتحليلهما، ونقلت عن مسؤول إيراني في مجال الطيران الموافقة على القيام بذلك السبت الماضي، قبل أن يتناقض ذلك المسؤول مع نفسه في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام الحكومية بعد يومين. فيما دعت كندا، التي فقدت 57 مواطنا على متن تلك الرحلة، فرنسا للتعامل مع التحقيق.

وأفاد التقرير بأن صواريخ Tor-M1 الروسية الصنع أطلقت على طائرة الخطوط الجوية الأوكرانية المتجهة إلى كييف بعد وقت قصير من إقلاعها من طهران في تمام الساعة 06:12 صباحًا بالتوقيت المحلي. وكان آخر اتصال للطائرة مع مركز مراقبة الحركة الجوية وهي على ارتفاع 8100 قدم، واختفت من رادارات المراقبة الإيرانية الساعة 06:18 صباحا.

وقال المحققون إنها وبعد تعرضها للقصف، سقطت فوق منطقة سكنية وتحطمت في حديقة عامة، وتحولت إلى أشلاء أثناء زحفها عبر ملعب لكرة القدم، وأراضي زراعية وحدائق، وقُتل كل من كان على متنها.

ولم يوجه التقرير اللوم في الحادث بشكل نهائي للصواريخ، قائلاً إن تأثيرها "على الحادث وتحليل هذا الإجراء قيد التحقيق".

وأظهرت لقطات من الموقع الذي تم منه إطلاق الصواريخ، والتي نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، وجود فجوة زمنية تقدر بـ 23 ثانية بين إطلاق الصاروخين.

وكان قائد القوة الجوفضائية للحرس الثوري الإيراني، قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن أحد عناصر مشغلي أنظمة الدفاع الجوي الصاروخي أخطأ في التعرف على الطائرة وحددها على أنها صاروخ كروز، وكان لديه مساحة من الوقت مدتها 10 ثوان لتقرير ما إذا كان يجب إطلاق النار على الهدف أم لا. وأضاف "علي حاجي زاده": "وفي ظل هذه الظروف، قرر اتخاذ هذا القرار السيئ: إطلاق الصاروخ وإسقاط الطائرة".

وفي نفس اليوم وقبل حوالي خمس ساعات من إسقاط الطائرة، تم تعزيز الدفاعات الجوية الإيرانية حول العاصمة استعدادا لهجوم بصواريخ باليستية إيرانية على القوات الأمريكية المتمركزة في البلد المجاور، العراق.

وأُطلقت هذه الصواريخ انتقاما لاغتيال أمريكا قبل ذلك بخمسة أيام، للجنرال الإيراني قاسم سليماني، قائد العمليات الخارجية للحرس الثوري وأحد أكثر الشخصيات السياسية شعبية في البلاد.

وأرجعت إيران في البداية السبب في حادث تحطم الطائرة إلى عطل فني، لكن الشكوك حول هذا التفسير زادت عندما قال مسؤولون أوكرانيون إنهم يحققون بنشاط في احتمال "إسقاط" الطائرة. كما أظهرت الصور، التي يقال إنها التُقطت من موقع التحطم، ما بدا أنه حطام صاروخ Tor-M1.

وبعد أربعة أيام من الكارثة، اعترف المسؤولون في إيران بإسقاط الطائرة بطريق الخطأ، مما أدى إلى احتجاجات في طهران ومدن أخرى في جميع أنحاء البلاد، وكذلك إلى موجة استقالات وانتقادات من جانب الصحفيين العاملين بالمؤسسات الإعلامية الحكومية.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً