القضية الفلسطينية والشرعية الدولية تتعرض الى عدوان سافر من قبل الولايات المتحدة والرئيس الأمريكي من خلال قراراته الأخيرة المتعلقة بشرعنة الاستيطان الإسرائيلي، ودمس الهوية الفلسطينية والمقدسات بالأراضي الفلسطينية، بهذه الكلمات بدء الشيخ محمد أحمد حسين، المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية وخطيب المسجد الأقصى المبارك، حواره لـ "أهل مصر" على هامش مشاركته في مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية.
كيف ترى إعلان الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" عن صفقة القرن؟
في البداية هي ليست صفقة حقيقية بل هي صفعة في هذا القرن واحتيال لتصفية القضية الفلسطينية برمتها، فما ظهر عن هذه الصفقة أصبح واضحًا للعيان، قضية القدس القضية الأولى للأمة الإسلامية باعتبارها عاصمة للكيان الصهيوني، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس ثم محاربة وكالة الغوث التي تصرف على تعليم وشئون اللاجئين، هذه أمور رئيسية لهذه الصفقة, إضافة إلى اعتبار أن الاستيطان شرعي ولا يخالف القانون الدولي، ثم تأتي الطامة الواضحة لكل هذه الترهات وسرقة هذه الحقوق، فحينما تتنكر للقدس وتتنكر للاجئين وحق العودة، وتسمح للمستعمر الإسرائيلي بسرقة الأرض الفلسطينية وبناء المستوطنات، فإن هذا يدل بشكل واضح على الهمجية التى وصلت إليها آلات التحريض ضد شعبنا وأرضه ومقدساته وأن هذه الجريمة اعتداء صارخ ضد العقائد والأديان وتتنافى مع كل الشرائع والقوانين الدولية.
هل هناك إجراءات ستتخذها فلسطين بعلماءها بعد إعلان هذه الصفقة؟
فلسطين بعلماءها وشعبها ترفض هذه الصفعة جملة وتفصيلًا، ونطالب المؤسسات الإسلامية العربية والدولية بأن تعمل على إنهاء هذه الاعتداءات العلنية على حقوق الفلسطينين ومقدساتهم، وإيقاف ما يسمى بصفقة القرن وكذلك والضغط على الاحتلال ومستوطنيه بالابتعاد عن المساجد والمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس وغيرها من محافظات الوطن.
كيف ترى التوقيت الذي جاء فيه مؤتمر الأزهر للتجديد في الفكر والعلوم الإسلامية؟
جاء مؤتمر الأزهر العالمي للتجديد في الفكر الإسلامي في الوقت الصحيح، وتظهر أهمية المؤتمر بدأً من إسمه، فتجديد الفكر الديني والعلوم الإسلامية لا يعني تغيير الدين، لأن الدين ثابت لا يتغير، لكن المشكلة التي نعاني منها تكمن في إيصال حقائق الدين للناس، وكذلك أساليب الخطاب والحوار، ومواجهة الفكر المتطرف، كما ان التوقيت الذي يواكب مؤتمر الأزهر غاية في الأهمية لما ألم البلدان من كثرة النوازل وكثرة فيه الحوادث والفتن.
هل التجديد في الفكر والعلوم الإسلامية أمر وليد العصر كما ينادي البعض؟
العوة إلى التجديد دعوة قديمة ودعوة الأزهر لعقد هذا المؤتمر تنبثق من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، وكذلك الإرث الإسلامي من أقوال الفقهاء والعلماء، وأعطيك مثالًا في قضية الإمام الشافعي حينما كان في بغداد كان له مذهب ولما جاء إلى مصر كان له مذهب، فهذا دليل على التجديد في الفكر وغيره منذ القدم.
من وجهة نظركم من ترى أهلًا للقيام بمهمة التجديد في الوقت الحالي؟
في الحقيقة الأمر حساس للغاية، فحينما نتحدث عن التجديد في الفكر فهذه القضية لابد لها من تأصيل ولابد لها من المتابعة ولابد أن ترتكز على تراثنا وحضارتنا الإسلامية وعلى كل نصوص الشرع الحنيف من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة، فلهذا كان لابد وأن يكون التجديد من أهل الإختصاص لأنه قد يتحول إلى تبديد وتدمير للأفكار والنهج.
كيف ترى آليات تجديد الفكر الديني في الوقت الحاضر؟
أليات تجديد الفكر الدينى يجب أن تكون فى المناهج المدرسية والجامعية ويجب أن تكون فى أساليب الدعوة خاصة بين أئمة المساجد والعاملين فى مجال الدعوة الإسلامية.
هل ترى أن مؤتمر الأزهر نجح في التكليف الذي كُلف به نحو التجديد؟
حقيقة منذ الوهلة الأولى للمؤتمر بدءًا من الإعداد له والترتيبات والمشاركين وكذلك الجلسات الحوارية والأوراق البحثية التي طرحت خلال جلساته المختلفة على مدار يومي انعقاده، إضافة إلى البيان الختامي الذي ألقاه فضيلة الإمام الأكبر، نقول إنه إنجاز جديد لخدمة الإسلام والمسلمين، وهذا ليس بغريب عن مؤسسة يزيد عمرها عن ألف عام في خدمة الإسلام والمسلمين بشتى بقاع الأرض.