سوريا مقابل ليبيا.. أردوغان يساوم أوروبا للدخول في شمال إفريقيا.. مخاوف من اندماج «مرتزقة تركيا» مع داعش والقاعدة.. و15 مليون قطعة سلاح تزيد التعقيدات

أردوغان
أردوغان

هدوء ما يسبق العاصفة، هذا هو الوضع على الجبهات الليبية بعد اتفاق وقف إطلاق النار الذي صدر في ختام مؤتمر برلين، حيث يستغل طرفي الصراع حالة الهدنة من أجل أن يعززا موقفهما على جبهات القتال استعدادًا لجولة قتالية مرتقبة.

فالجنرال خليفة حفتر الذي تتواجد قواته في المنطقة الشرقية حيث معظم آبار النفط وتحاضر العاصمة، بدأ في تعزيز موقف قواته بالقرب من طرابلس التي يفرض حصارًا عليها، وفي الوقت ذاته يصل بشكل يومي مئات المقاتلين السوريين المرتزقة، للقتال بجانب قوات فايز السراج التي تتواجد في غرب البلاد، خاصّةً في طرابلس ومصراتة.

وكشفت وكالة أسوشيتد برس أن هناك ما يقرب من 4 آلاف مقاتل من سوريا موجودين داخل العاصمة الليبية الآن، مشيرة إلى أن بعضهم من جماعات إسلامية متشددة مثل داعش والقاعدة.

وبظهور مثل هذه الجماعات المتشددة يتجلى موقف النظام التركي الذي يهدف إلى تأجيج الصراعات وإيجاد موطئ قدم له داخل ليبيا يمكنه من مساومة أوروبا بورقة الجماعات الجهادية المتشددة .

وكشفت تسريبات أن أردوغان لم يتمكن من إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا إلا بعد موافقة حلف الناتو رغم موافقة البرلمان التركي على ذلك، وذلك بعد أن لوح الرئيس التركي بورقة الانسحاب من شمال سوريا مقابل تواجده في ليبيا حتى لو كان ذلك عن طريق الوكالة.

وأوضحت التسريبات أن أن حكومة الوفاق دفعت مليون دولار لكل قائد فصيل سوري يقاتل إلى جانبها، مشيرة إلى أن أردوغان يدير شبكة إرهابية دولية من خلال شركة أمنية أصبحت ذراعا لتنظيم الإخوان لتنفيذ هجمات إرهابية في ليبيا.

وأكد تلك التسريبات اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، حيث أوضح أن تركيا نقلت ما يصل إلى 2000 مسلح من تنظيم جبهة النصرة إلى ليبيا عبر مطار معيتيقة، مشيرًا إلى أن أن مدينة معيتيقة تحولت إلى قاعدة تركية بشكل شبه كامل، بعد أن كانت تمثل الشرف والعزة الوطنية.

الأولى بالتركيز هنا، أن أردوغان تراجع عن إرسال قوات تركية إلى ليبيا لنصرة السراج، باستثناء عشرات المستشارين، وذلك على الرغم من موافقة البرلمان التركي عى ذلك.

إلا أن أردوغان استبدل الجنود الأتراك بمرتزقة من سوريا رغم الرواتب العالية التي يدفعها لهم والتي تصل إلى 5 آلاف دولار شهريا، وذلك خوفًا من الرأي العام التركي الذي رفض تلك الخطوة المتهورة.

وتزامن مع تلك الخطوة وقوع العديد من البلدات والمدن السورية في إدلب في أيدي قوات الجيش السوري، الأمر لذي يؤكد أن ثمة اتفاق بالفعل عقده أردوغان مع أوروبا لترك سوريا مقابل تواجده في ليبيا.

الكارثة هي تحول ليبيا لمنطقة حاضنة لقاعدة وداعش بعد دخول آلاف المقاتلين من التنظيمين غليها، ففي حالة استمرار حالة الحرب داخلها، لا شك سينضم العديد من المقاتلين إلى التنظيمات المتشددة، وفي ظل وجود 15 مليون قطعة سلاح وآلاف الأطنان من الذخائر والمساحات الشاسعة من الأراضي التي يصعب السيطرة عليها، خاصة مع قرب ليبيا من الساحل الأوروبي الشمالي، بالطبع كل هذه الظروف توفر فرصة ذهبية للتنظيمين اللذين يعملان في الوقت الراهن على إعادة تنظيم صفوفهما والعودة من جديد.

وما يؤكد ذلك أن هناك ما يقرب من 700 من هؤلاء المقاتلين تمكنوا بالفعل من التسلل عبر البحر إلى أوروبا وفقًا لتقارير إخبارية، التي أكدت أن ذلك هو السبب الرئيسي في الغضب الفرنسي من أردوغان.

ومن ضمن أبرز أهداف أردوغان من نقل مقاتلين من الجماعات الإرهابية إلى ليبيا هو أن تصبح ليبيا المعسكر الذي يجرى فيه التدريب واحتضان الجماعات الوافدة من سوريا والعراق، في ظل وجود قيادات ملمة بالجغرافيا والخصائص، تقوم بعد ذلك بتسريب المجموعات إلى خط الساحل والصحراء، خاصة إلى تشاد والنيجر.

وحضر الرئيس السيسي في جلسة مجلس السلم والأمن الإفريقيين، وطالب في كلمته بإيجاد وسيلة سليمة للاستقرار في ليبيا، متحدثًا عن وجود تحديات كبيرة في منطقة الساحل الإفريقي منها محاولات توغل الجماعات الإرهابية المتطرفة، وتنامي أنشطة الجريمة المنظمة وتهريب السلاح والبشر.

كما شدّد السيسي على أن التدخلات الخارجية المعروفة في الشأن الليبي جلبت تهديدات لا يتوقف أثرها عند حدود الدولة الليبية.

وأضاف أن إرسال المقاتلين الأجانب والعناصر الإرهابية من سورية إلى ليبيا لن يقتصر تهديده على الأراضي الليبية، بل سيمتد خارج حدود ليبيا ليطال أمن دول جوارها.

من العدد الورقي

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً