على طريقة الأفلام السينمائية، وقع ما يقرب من 300 مواطن مصري ضحية للبحث عن لقمة العيش خارج البلاد، بعد أن عقدوا العزم على الترحال إلى إحدى الدول الصديقة لعلهم يتمكنون من الخروج من دائرة الفقر، إلا أنهم وقعوا في دائرة للنصب جعلتهم يرتمون على جنبات الشوارع والأزقة خارج بلادهم، باحثين عن مأكلهم من صناديق القمامة ومطعمي أبناء السبيل بالمساجد.
النصب علي المواطنين
من محافظة المنيا «عروس الصعيد»، هرع العشرات من أبناء قرى ومراكز المحافظة لتوفير آلاف الجنيهات كي يتمكنوا من السفر للعمل بدولة الإمارات، من خلال مندوب إحدى الشركات، وما بين عقود العمل المحددة والفيز الحرة، بدأ أبناء المنيا في تجميع المبالغ المالية، البعض منهم قام ببيع قطع أراض، وآخرون قاموا ببيع مصوغات زوجاتهم، فضلا عن قيام بعضهم باقتراض تلك المبالغ كي يتمكنوا من تحقيق حلم السفر.
النصب علي المواطنين
في ساعات قليلة تمكن أبناء المنيا من توفير المبالغ المالية متوجهين إلى مندوب إحدى الشركات بدولة الإمارات، ويقطن بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية، وبالفعل تمكنوا من الحصول على تأشيرات السفر، وعاد أبناء المنيا لإلقاء نظرتهم الأخيرة على ذويهم قبل لحظة السفر، وفي رحلة ترحالهم سبقتهم أحلامهم بتحقيق أحلامهم والعودة من جديد لذويهم محملين بالمال الوفير، وعقب الوصول، اكتشف أبناء المنيا يرافقهم أبناء محافظات سوهاج، بني سويف، الشرقية، الدقهلية، وهم ينتظرون استلام أعمالهم المفاجأة الكبرى بالنصب عليهم، حيث لا يوجد عقود عمل تنتظرهم، وأن ما حدث ما هو إلا عملية نصب كبرى جعلتهم يرتمون بين الشوارع والأزقة الضيقة، باحثين عن طعام داخل صناديق القمامة.
النصب علي المواطنين
فرج إسماعيل عبد الفتاح
يقول فرج إسماعيل عبد الفتاح، أحد أبناء محافظة المنيا، العائدين من الإمارات عقب النصب عليه: قمت بدفع 30 ألف جنيه إلى مندوب الشركة مقابل فيزا للعمل بدولة الإمارات إضافة إلى تذكرة الطيران، وعقب وصولنا الإمارات فوجئنا بعدم وجود عمل في انتظارنا وأن عدد المسافرين من مصر للعمل بتلك الفيز كبير جدا تكدسوا جميعا داخل غرف صغيرة، لافتا إلى أن عدد من كانوا يقطنون داخل الحجرات بلغوا نحو 80 مواطنا من محافظات المنيا، سوهاج، بني سويف، الشرقية، الدقهلية، فضلا عن آخرين يقطنون بالخارج بإجمالي 300 مواطن مصري.
واستكمل: قيمة الفيزا المدفوعة لمندوب الشركة تختلف بحسب العمل، فإذا كان العمل بإحدى الشركات تبلغ قيمة الفيزا 30 ألف جنيه، وإن كانت الفيزا حرة بلغت قيمتها 60 ألف جنيه، واكتشفنا أنه تم النصب علينا جميعا وقمنا بتحرير محاضر لدى سلطات الأمن بدولة الإمارات ضد مندوب الشركة المصري وتم القبض عليه.
وأضاف: مع تكدس المواطنين بدأ الجميع يرتمون بالشوارع ومداخل العمارات السكنية لعدم استيعاب العدد الكبير من المواطنين داخل الغرف الصغيرة التي أقمنا بها عقب وصولنا، واستمر وضعنا بالمبيت في الشارع لأكثر من شهرين.
وتابع: سافرت من أجل تعديل وضعي المادي وأحوالي المعيشية، فلدي منزل بالخشب أريد تحويله لمسلح ولدي بناتي أريد تجهيزهن للزواج، لكنني فوجئت بأن المال الذي قمت باقتراضه تعرض للضياع بسبب النصب علي فيه، وزاد الوضع سوءا، وعدد كبير من المسافرين قاموا مثلي باقتراض المبلغ، وبعد أن أقمنا بالشارع لجأنا إلى أكل العيش من صناديق القمامة والبعض كان يبحث عن طعام داخل المساجد، فيما كان عدد من المصريين المقيمين هناك يحضرون لنا الطعام المعد بالمنزل.
عصام محمد أنور
من جانبه قال عصام محمد أنور، أحد العائدين، المنصوب عليهم في تأشيرات العمل بدولة الإمارات: سافرت للعمل برفقة شقيقي أشرف، وكل منا قام بدفع 30 ألف جنيه لمندوب الشركة بإجمالي 60 ألف جنيه كي نتمكن من السفر والعمل كأعمال نقاشة لدى إحدى الشركات تحمل اسم «هيبة النيل»، وعقب وصولنا اكتشفنا عدم وجود تلك الشركة ولا يوجد عمل والموضوع تحول إلى نصب، والكفيل من مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية أحضر ما يقرب من 300 مواطن مصري من محافظات الجمهورية.
واستكمل: عقب وصولنا إلى الإمارات في المطار أجريت اتصالا معه لكنه لم يجب ثم تواصلت مع مجموعة من المصريين أشاروا علي بأن أستقل سيارة إلى منطقة تدعى عدمان وعقب وصولنا فوجئنا بتواجد 300 مواطن مصري ينتظرون العمل، وانتظرنا حل الأزمة حتى مضت 60 يوما ووهذا يعد مخالفا لقانون البلاد، وارتمينا بالشارع ننتظر من يأتي إلينا من دولة الإمارات بالمأكل والمشرب.
أضاف: قمنا بتسليم أنفسنا إلى السلطات الإماراتية وتم ترحيلنا إلى مصر، وقمت ببيع هاتفي المحمول وحقيبتين كي أتمكن من استعادة جواز سفري والعودة مجددا إلى وطني.
وطالب العائدون من جحيم النصب الذي وقعوا ضحية له في سبيل توفير لقمة عيش لهم خارج البلاد، بضرورة تدخل السلطات المصرية لاستعادة حقوقهم المالية من مندوب الشركة الذي تم القبض عليه بدولة الإمارات.