تواصل وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة بالتعاون مع هيئة المحطات النووية استعداداتها لإنشاء أول محطة ضبعة نووية في مصر لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الاحتياجات التنموية الاقتصادية والصناعية المتزايدة، وذلك بالتعاون مع جمهورية روسيا الإتحادية الشريك الإستراتيجي لمصر في هذا المشروع عن طريق البدء في تنفيذ بناء أول محطة نووية في منطقة الضبعة، وسيتم وضع أساسيات أول مفاعل نووي خلال الأشهر المقبلة، ومن المتوقع الانتهاء من الوحدة الأولى منها والاستلام الإبتدائي والتشغيل التجاري بحلول عام 2026.
صرح الدكتور يسري أبوشادي، خبير الطاقة، كبير مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية سابقاً، والرئيس الأسبق لقسم الهندسة النووية بهندسة الإسكندرية، أنه تم توقيع اتفاقيات مشروع محطة الضبعة النووية في نهاية 2017 بين مصر وروسيا.
أول رخصة إنشاء محطة الضبعة النووية
وأضاف 'أبوشادي' لـ'أهل مصر' أنه تم إصدار أول رخصة لموقع ومكان إنشاء محطة الضبعة النووية بمطروح منذ 8 شهور وتتمثل الرخصة في مدى صلاحية الموقع لإنشاء محطات الضبعة النووية، مؤكدًا أن جاري دراسة وفحص تصميمات المفاعلات النووية وعوامل الأمان وبناء والتشغيل لإصدار الرخصة الثانية للبدء في بناء المحطة النووية.
'وخلال الأشهر المقبلة سيتم حفر أول بناء أساسيات محطة الضبعة النووية بمطروح وسينفذ وزير الكهرباء والطاقة، الدكتور محمد شاكر'، وأكد 'أبوشادي' أن محطة الضبعة النووية تتكون من 4 مفاعلات من نوعية الـ VVR 1200 وهي مفاعلات الماء الخفيف المضغوط.
المفاعل النووي الروسي
وتابع أن المفاعل النووي الروسي VVR 1200 نوع جديد، مؤكدًا أن أكثر من 70% من مفاعلات العالم الأكثر أمانًا، ويوجد 3 أنواع بدأت روسيا في تشغيل هذا النوع من المفاعل ويتميز بدرجات أمان عالية جدًا.
وأكد 'أبوشادي' أن مصر طلبت بصورة خاصة من روسيا أن يتحمل غلاف المفاعل النووي وزنه 400 طن أي يساوي وزن طيارة، مؤكدًا أنه من المقرر أن يتحمل غلاف المفاعل مقذوفات من الصورايخ 150 متر في الثانية.
سور شبكي بمحيط محطة الضبعة النووية
وفيما يخص إنشاء سور شبكي يحيط محطة الضبعة النووية بمطروح، أضاف 'أبوشادي' أنه سيتم سيتم إنشاء 3 أسوار.
وأكد 'أبوشادي' أن منطقة المفاعل النووي قلت مساحته وفقًا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، بمعدل 15 كيلو متر من المساحة الأصلية لمحطة الضبعة النووية وهي 56 كيلومتر مربع، مؤكدًا أن المساحة التي تم تقليصها ستخصص الناحية الغربية الغربية لصالح خدمات أهالي الضبعة 'مستشفيات، منازل، مدارس ومنهم مدرسة الضبعة النووية'.
العائد من محطة الضبعة النووية
وأما عن العائد من المحطة النووية، أكد 'أبوشادي' أن مشروع محطة الضبعة النووية اقتصادي بحت، مضيفًا أن مصر لن تدفع كثيرًا في مشروع محطة الضبعة النووية بل ستدفع أرباحها لتسديد قرض من روسيا والذي يبلغ 25 مليار لـ4 مفاعلات، وسيتم دفع أقساط مشروع محطة الضبعة على مدار الـ 35 سنة وأول قسط سيكون بناء الـ4 مفاعلات بعدة السنوات.
ويتمثل العائد من مشروع مرسى مطروح أيضًا في انخفاض تسعيرة الكهرباء المولد من محطة الضبعة بين 20 لـ25 قرشًا لدعم محدودي الدخل.
كورونا وإنشاء محطات نووية
صرح 'أبوشادي' أنه لا علاقة بين فيروس كورونا وتنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، مؤكدًا أنه لا يوجد أي تجمعات أو تكدسات ضخمة في المحطة النووية، مؤكدًا أن روسيا ليست من البلاد التي انتشرت فيها فيروس كورونا ومصر أيضًا بها إصابات محدودة بالفيروس.
وأكد الدكتور أمجد الوكيل، رئيس هيئة المحطات النووية، أن المفاعل النووي أكثر أمانًا من أي مفاعلات نووية أخرى وستحمي مصر من تكرار أي حوادث ضخمة مثلما حدث في دول العالم، مؤكدًا أنه سيتم البدء في بناء محطة الضبعة النووية بحلول 2020.
وأضاف 'الوكيل' أن دخول أول مفاعل نووي للخدمة عام 2026 والتشغيل التجريبي له في 2027 بقدرة تصل لـ 4800 ميجاوات يتكون من 4 مفاعلات نووية، حيث يدخل آخر مفاعل عام 2029.
الصناعات الجديدة العائدة من محطة الضبعة النووية
وفيما يخص الصناعات الجديدة التي تستهدف المحطة النووية إدخالها، أكد 'الوكيل' لـ'أهل مصر' أن صناعات جديدة كالأنابيب والمواسير ذات المواصفات الخاصة والتي يتم استخدامها في محطة القوى النووية بالإضافة إلى الارتقاء بضمان وتوكيد الجودة الخاصة بالصناعة المصرية.
وأما عن خطة وتوجه الحكومة المصرية لـ إنشاء محطات نووية أخرى، أكد ' الوكيل' أنه سيتم الإنشاء بمواقع النجيلة 1 والنجيلة 2 بمحافظة مطروح لإنشاء المزيد من المحطات النووية، مؤكدًا أن مصر ستستفيد فعليًا من المفاعل النووي بالضبعة بعد 6 سنوات.
وأكد نائب رئيس مجلس إدار هيئة المحطات النووية، أن الهيئة تطمأن المواطنين والعالم أجمع أن البرنامج النووي في مصر سلمي من الجيل الثالث المطور وبها وسائل أمان.
وأكد 'الدسوقي' أن فترة العمل لإنشاء محطة الضبعة النووية ستأخد من 10 لـ 13 سنة، مؤكدًا أن المحطة ستوفر قرابة ال15 ألف فرصة عمل.
وتابع 'السوقي' بينهم 3 آلاف عامل في المحطة النووية، و94 صناعة مكملة تتمثل في السباكة والكهرباء والحدادة والنجارة وغيرها.
وكان قد أعلن الدكتور محمد شاكر، وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، أن مصر تواصل جهودها لتنفيذ برنامجها النووي السلمي لتلبية الإحتياجات التنموية الإقتصادية والصناعية المتزايدة، وذلك بالتعاون مع جمهورية روسيا الإتحادية الشريك الإستراتيجي لمصر في هذا المشروع عن طريق البدء في تنفيذ بناء أول محطة نووية في منطقة الضبعة، وتتكون المحطة من 4 وحدات نووية بقدرة إجمالية 4800 ميجاوات، ومن المتوقع الإنتهاء من الوحدة الأولى منها والاستلام الإبتدائي والتشغيل التجاري بحلول عام 2026.
وتقع محطة الضبعة النووية على شواطئ البحر المتوسط في محافظة مرسى مطروح، وتبعد عن الطريق الدولي مسافة 2 كيلو متر، وبناء المشروع في الكيلو 135، بطريق 'مطروح الإسكندرية' الساحلي، وسيتم تنفيذ المشروع على مساحة 45 كيلومترًا مربعًا، بطول 15 كيلومترًا على ساحل البحر، وبعمق 5 كيلومترات.
ومن المتوقع أن ينتج المفاعل النووي 4800 ميجاوات سنوياً ما يعادل عشرات المرات من إنتاج السد العالى الذى يساهم بـ 9% فقط من استهلاك مصر من الكهرباء.
فازت 3 شركات مصرية من أصل 10 شركات بثلاث مناقصات خاصة بإنشاءات محطة الضبعة النووية لتوليد الكهرباء، وفقًا لما أعلنته شركة أتوم ستروي أكسبورت، القسم الهندسي لشركة روساتوم النووية الروسية.
وسيتم طرح شركة أتوم ستروي اكسبورت مناقصة جديدة 2020، لاستكمال تنفيذ مشروع محطة الضبعة النووية، وستتضمن المناقصة تنفيذ مهام تسوية جزء من مساحة البناء، وتسوية موقع البناء الرئيسي، والحفر، والشبكات، والطرق.
وتحرص روساتوم على مشاركة المؤسسات والشركات المصرية في عمليات تطوير مشروع بناء محطة الضبعة النووية على أن يتم اختيار المقاولين بناء على المناقصات التنافسية والتي تُقام وفقًا لمعايير الشركة الخاصة والتي تلتزم بالشفافية.