إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته .. هل كتب الله على نفسه السعة للرجل والمرأة إن انفصلا بالطلاق ؟ وهل في الطلاق سعة رزق ؟

فوائد صحية للتفاوض على الطلاق
فوائد صحية للتفاوض على الطلاق

يقول المولى عز وجل في كتابه العزيز : إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما، فما هى السعة التي سوف يغني الله كل من الزوج والزوجة منها بعد الطلاق ؟ وكيف تكون حكمة المولى عز وجل في تشريع الطلاق؟ وما هى مشروعية الطلاق؟ وهل كتب الله على نفسه السعة للرجل والمرأة إن انفصلا بالطلاق ؟ يقول القرطبي في تفسير هذه الآية : يغن الله الزوجَ والمرأة المطلقة من سعة فضله. أما هذه، فبزوج هو أصلح لها من المطلِّق الأول، أو برزق أوسع وعصمة. وأما هذا، فبرزق واسع وزوجة هي أصلح له من المطلقة، أو عفة=" وكان الله واسعًا "، يعني: وكان الله واسعًا لهما، في رزقه إياهما وغيرهما من خلقه (58) =" حكيمًا "، فيما قضى بينه وبينها من الفرقة والطلاق، أما السعدي فيقول في تفسير هذه الآية : إذا تعذر الاتفاق فإنه لا بأس بالفراق، فقال: { وَإِنْ يَتَفَرَّقَا ْ} أي: بطلاق أو فسخ أو خلع أو غير ذلك { يُغْنِ اللَّهُ كُلًّا ْ} من الزوجين { مِنْ سَعَتِهِ ْ} أي: من فضله وإحسانه الواسع الشامل. فيغني الزوج بزوجة خير له منها، ويغنيها من فضله وإن انقطع نصيبها من زوجها، فإن رزقها على المتكفل بأرزاق جميع الخلق، القائم بمصالحهم، ولعل الله يرزقها زوجا خيرا منه، { وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا ْ} أي: كثير الفضل واسع الرحمة، وصلت رحمته وإحسانه إلى حيث وصل إليه علمه. ولكنه مع ذلك { حَكِيمًا ْ} أي: يعطي بحكمة، ويمنع لحكمة. فإذا اقتضت حكمته منع بعض عباده من إحسانه، بسبب من العبد لا يستحق معه الإحسان، حرمه عدلا وحكمة.

وفي تفسير البغوي حول هذه الآية : (وإن يتفرقا ) يعني : الزوج والمرأة بالطلاق ، ( يغن الله كلا من سعته ) من رزقه ، يعني : المرأة بزوج آخر والزوج بامرأة أخرى ، ( وكان الله واسعا حكيما ) واسع الفضل والرحمة حكيما فيما أمر به ونهى عنه ، وقال جمهور من العلماء في تفسير هذه الأية، إن قول الله تعالي : إن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما، فقد يقيض للرجل امرأة تقر بها عينه ، وللمرأة من يوسع عليها . وروي عن جعفر بن محمد أن رجلا شكا إليه الفقر ، فأمره بالنكاح ، فذهب الرجل وتزوج ؛ ثم جاء إليه وشكا إليه الفقر ، فأمره بالطلاق ؛ فسئل عن هذه الآية فقال : أمرته بالنكاح لعله من أهل هذه الآية : إن يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله فلما لم يكن من أهل تلك الآية أمرته بالطلاق فقلت : فلعله من أهل هذه الآية وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته .

WhatsApp
Telegram