لماذا يجب علينا كتابة المصحف بالرسم العثماني ؟ وما هو هذا الرسم ؟ وما هو سبب تسمية طريقة كتابة القرآن بالرسم العثماني ؟ الرسم العثماني هو عين ما رسم به القرآن في عهد النبي ، وأن هنالك أسباب جعلت هذا الرسم ينسب لعثمان نه ، وأن التحسينات التي أدخلت على الرسم لم تمس أصل الكتابة التي تمت في عهد النبي . وقد عرف بعض العلماء الرسم العثماني في الاصطلاح بأنه : « الوضع الذي ارتضاه الصحابة في عهد خلافة الخليفة الراشدي والصحابي الثالث عثمان إبن عفان وهي عين ما کتب بین يدي النبي صلى الله عليه وسلم ، وعممها على الناس في الأمصار وألزمهم بها، وأمرهم أن يحرقوا ما سواها ، فعثمان هو الذي عمم هذا الرسم النبوي وألزم الناس به ، وأزال كل رسم يخالفه .
ب/ إن الطريقة التي كتبت بها المصاحف العثمانية لكي تكون شاملة لكل ما ثبت رسمه بين يدي النبي و تحمل جميع القراءات الثابتة عن النبي ج اءت مبتكرة ؛ إذ كتبت عدة مصاحف ووزع رسم بعض الكلمات القرآنية التي تحتمل أكثر من قراءة عليها ، فالمراد بالرسم العثماني بصورة دقيقة : طريقة توزیع عثمان نه للرسم النبوي على المصاحف بحيث تتحمل كل القراءات القرآنية المتواترة ، فهذه الطريقة التي تخالفت بها المصاحف العثمانية في بعض رسومها لكي تشمل الرسم النبوي بأوجه قراءته المتواترة هي التي من
و للرسم مزايا كثيرة تشهد بسنيته التقريرية ، وتدعو للتمسك به من ذلك : الدلالة على أوجه القراءات المتعددة ، وإثبات اتصال سند القرآن خط و نطق بالنبي ، والدلالة على بعض لغات العرب التي نزل عليها القرآن ، وعلى أصل الحركة ، وأصل الحرف ، والدلالة على بعض المعاني الدقيقة ، وإفادة بعض المعاني المختلفة ، وتوحيد الأمة على طريقة واحدة في رسم القرآن ، مع إدراك سعة علم الصحابة ، وفوق ذلك إدراك عظمة هذا الكتاب وعمق أسراره . و من أبرز الفوائد المترتبة في المحافظة على هذا الرسم : المحافظة على القراءات المتواترة ، وإحياء سنة التلقي من أفواه القراء ، والعصمة من الخطأ في كتابة القرآن ، والمحافظة على هدي النبي وسنته ، وإدراك فضل علم السلف الصالح مع المحافظة على جهودهم المباركة ، إضافة إلى زيادة الأجر والثواب .