يقول المولى سبحانه وتعالى في سورة الحج : 'أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير'. فما سبب نزول هذه الآية ؟ وما هو تفسيرها ؟ ولمن الإذن في هذه الآية ؟ وما هو النصر الذي يعد به الله سبحانه وتعالى الذين آمنوا بعد أن ظلموا ؟ نزلت هذه الآية نتيجة لإصرار أبى جهل عليه لعنة الله على قتال المسلمين ومواجهة رسول الله صلى الله عليه وسلم في موقعة بدر فلما أصروا على الحرب واجههم الله حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله. فقد كان مشركي قريش بمكة يؤذون المسلمين فاستأذنوا الرسول صلى الله عليه وسلم في قتالهم فنهاهم النبي عن ذلك لأنه لم يؤمر بقتالهم لكن عندما خرج الرسول صلى الله عليه وسلم إلى المدينة وقويت شوكة المسلمين وأصبحوا في موضع قوة وغلبة أنزل الله تعالى عليه: 'أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير'.
وقد اختُلف في الذين عُنوا بالإذن لهم بهذه الآية في القتال, فقال بعضهم: عني به: نبيّ الله وأصحابه. ذكر من قال ذلك:- حدثني محمد بن سعد, قال: ثني أبي, قال: ثني عمي, قال: ثني أبي, عن أبيه, عن ابن عباس, قوله: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) يعني محمدا وأصحابه إذا أخرجوا من مكة إلى المدينة; يقول الله: ( وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ) وقد فعل.
حدثنا ابن بشار, قال: ثنا أبو أحمد, قال: ثنا سفيان, عن الأعمش, عن مسلم البطين, عن سعيد بن جُبير, قال: لما خرج النبيّ صلى الله عليه وسلم من مكة, قال رجل: أخرجوا نبيهم، فنـزلت: ( أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا ) الآية الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ النبيّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه.