يقول المولى عز وجل في الآية 30 من سورة محمد : أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَن لَّن يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ. وَلَوْ نَشَاءُ لَأَرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُم بِسِيمَاهُمْ ۚ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ۚ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ فيمن نزلت هذه الآية؟ فهل يحاسب المولى سبحانه وتعالى الناس على ما في قلوبهم ؟ وما هو تفسير هذه الآية ؟ يقول الطبري في تفسير أن هذه الآية نزلت في أهل النفاق، وهم المقصدون في الآية بقوله تعالى ( فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ ) فعرّفه الله إياهم في سوره براءة, فقال: وَلا تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا ، وهن ابن زيد : في قوله ( وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ ) قال: هؤلاء المنافقون, قال: وقد أراه الله إياهم, وأمر بهم أن يخرجوا من المسجد, قال: فأبوا إلا أن تمسكوا بلا إله إلا الله; فلما أبوا إلا أن تمسكوا بلا إله إلا إلله حُقِنت دماؤهم, ونكحوا ونوكحوا بها.
وجاء في تفسير القرطبي كان المنافقون يخاطبون النبي - صلى الله عليه وسلم - بكلام تواضعوه فيما بينهم ، والنبي - صلى الله عليه وسلم - يسمع ذلك ويأخذ بالظاهر المعتاد ، فنبهه الله تعالى عليه ، فكان بعد هذا يعرف المنافقين إذا سمع كلامهم . قال أنس : فلم يخف منافق بعد هذه الآية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، عرفه الله ذلك بوحي أو علامة عرفها بتعريف الله إياه . والله يعلم أعمالكم أي لا يخفى عليه شيء منها .، ويتضح من هذه الآية أن السلوك البشري كان هو الهدف الرئيسي لآيات القرآن وكيفية تعديله وإصلاحه وتحويله للسلوك القويم الذي يتماشى مع شريعة الإسلام، ومن خلال شريعة الإسلام ومدرسة القرآن وآياته المحكمات والسنة النبوية الشريفة أصبحنا نحلل ونفسر ونتعلم منها ونستوضح معالم المنافقين وسماتهم وشرح لنا ماهية العلاقة العكسية التي نشأت بين الإسلام والمنافقين ، ولكن ووفقا لتفسيرات هذه الآية فإن هذه الاية خاصة بمن نزلت فيهم من المنافقين ولا تتعداهم لغيرهم من المسلمين في زمن آخر،