يقول تعالى مخبرا عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال لله تعالى : قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين . يقول السعدي في تفسير هذه الآية : يقول تعالى مخبرا عن إبليس وتمرده وعتوه أنه قال لله تعالى أي: أزين لهم الدنيا وأدعوهم إلى إيثارها على الأخرى، حتى يكونوا منقادين لكل معصية. { وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ } أي: أصدهم كلهم عن الصراط المستقيم،
قال بعضهم : أقسم بإغواء الله له . وقال ابن كثير : ويحتمل أنه بسبب ما أغويتني وأضللتني ( لأزينن لهم ) أي : لذرية آدم - عليه السلام - ( في الأرض ) أي : أحبب إليهم المعاصي وأرغبهم فيها ، وأؤزهم إليها ، وأزعجهم إزعاجا ، ( ولأغوينهم ) أي : كما أغويتني وندرت على ذلك.
ويقول القرطبي : قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين قوله تعالى : قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض تقدم معنى الإغواء والزينة في الأعراف . وتزيينه هنا يكون بوجهين : إما بفعل المعاصي ، وإما بشغلهم بزينة الدنيا عن فعل الطاعة . ولأغوينهم أجمعين أي لأضلنهم عن طريق الهدى . وروى ابن لهيعة عبد الله عن دراج أبي السمح عن أبي الهيثم عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : إن إبليس قال يا رب وعزتك وجلالك لا أزال أغوي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسامهم فقال الرب وعزتي وجلالي لا أزال أغفر لهم ما استغفروني . ولكن مع ذلك فعلى الرغم من الآية تؤكد هبوط آدم للأرض إلا أن أحدا من مفسري القرآن الكريم لم يجزم هل نزل إبليس هو أيضا للأرض أم بقى في السماء.