تتعدد المعاني البلاغية في القرآن الكريم مع الأخذ في الاعتبار إن أسلوب الأمر مثل غيره من الأساليب البلاغية التي تأتي معبرة عن الأصل ويخرج إلى مختلف الأغراض ومنها الالتماس والسخرية والدعاء والتعجيز وغيرهم الكثير، كما انه عند البلاغيين فإن بنية الأمر لا تقتصر على أنها للأمر فقط وإنما للأمر دلاتين فالأولى حقيقية والثانية مجازية، كما يوجد مختلف الأغراض البلاغية في القرآن الكريم حول الأمر ومنها خروج الأمر إلى معنى الدعاء: وذلك في قوله تعالى وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، وخروج الأمر إلى معنى الوعيد والتهديد: وذلك في قوله تعالى وَسَوْفَ يَعْلَمُونَ حِينَ يَرَوْنَ الْعَذَابَ ، بإلاضافة إلى خروج الأمر في معنى الإباحة:وذلك في قوله تعالى وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ ۖ كُلُوا مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ ۖ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ
اقرأ أيضا .. قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا .. هؤلاء هم الأخسرون أعمالا
وفي نفس الوقت يعد التعجب هو حالة انفعال النفس عند الشعور بأمل يجهل سببه، وبالتالي فقيل إذا ظهر السبب بطل العجب، كما يعرف التعجب أنه يصاحب ألفاظ تدل على الدهشة والاستغراب، بالإضافة إلى أنه استعظام فعل فاعل ظاهر المزية نتيجة لزيادة خفي سببها. ومن أساليب التعجب في القرآن الكريم: قول الله تعالى: قَالَتْ يَا وَيْلَتَىٰ أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَٰذَا بَعْلِي شَيْخًا ۖ إِنَّ هَٰذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ، و قول الله تعالى: قَالَ رَبِّ أَنَّىٰ يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ ۖ قَالَ كَذَٰلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ