قال الداعية الإسلامي الشيخ جابر البغدادي، وكيل الطريقة الخلوتية ببنى سويف، إن من آداب التعامل مع الرسول الكريم، أن نناديه بلفظ السيادة ومن سوء الأدب أن ندعوه بإسمه.
وأضاف الشيخ جابر البغدادي، خلال أحد دروسه العلمية بمدينة بني سويف، أنه من ضمن الأمور التي جاء جبريل ليعلمها للأمة هى كيف يكون طالب العلم، وقد فعل هذا سيدنا موسى مع سيدنا الخضر، قال "هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَىٰ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا "، وهو سيدنا موسى الذى يكلمه الله، الذى قال له الله " يَا مُوسَىٰ إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالَاتِي وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ"، و أنه لا عطاء أعظم من أن تكون شخص وصلت فى رتب العلم والقرب والولاية والنبوة أنك تكلم الله جهارًا نهارًا،ليس فى الحلم، بل حقيقة وحى.
وأوضح أن سيدنا جبريل الذى ضرب لنا أروع مثال لتواضع طالب العلم، فلم يتكبر على أحد أنه جاء من عند الله ﷻ ليكلم رسول الله، لم يفعل هذا، ومادام جاء وسط طلاب رسول الله ﷺ و وسط تلاميذه ووسط مريديه ﷺ فلا يسعه إلا الأدب أن يجلس قبالة النبي عليه الصلاة والسلام فى كمال مظهر التواضع فى طلب العلم، ثم وجه وجهه تجاه النبى ﷺ ثم قال "يا محمد أخبرني عن الإسلام "، وقد نجد شخصًا يقول سأفعل مثل جبريل عليه السلام وهو قال يا محمد إذًا سأقول يا محمد أيضًا، وهل أنت جبريل!!..
وأشار إلى أنه من سوء الأدب أن تتلفظ بإسمه ﷺ مباشرةً فقد قال ﷺ أنا منكم بمنزلة الوالد عن ولده وفى حديث آخر عن عائشة رضي الله عنها قالت : " أتي رسول الله رجل ومعه شيخ فقال له:يا فلان من هذا معك ؟ قال: أبى قال: فلا تمش أمامه ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه ولا تستسب له، فمن توجيه الرسول ومن آداب التعامل معه أنه أن نناديه بلفظ السيادة ومن سوء الأدب ان ندعوه بإسمه ﷺ، وجبريل قال هذا لإن هذة كما يبدوا أنها كانت لغة الزمان أن العرب عندهم كانوا ينادوا الشخص بإسمه مجردًا، لذلك وجّه النبي الرجل فى حديث عائشة ونهاه عن فعل هذا مع أبيه.
وبين الشيخ جابر البغدادي، كيفية جلوس سيدنا جبريل عليه السلام أمام النبىﷺ؟، وكيف تكون الجلسه فى حضرة النبي، وهل من المنتظر أن يترك رسول الله ﷺ المدينه ويأتى إليك لتجلس هذة الجلسة، فرسول الله بروحه واطلاعه وروحانيته المفروض أن المسلم مستشعر وجوده وإلا لماذا سمي مجلس الذكر "حضره" لا يوجد بعد حضرة النبي حضور فما دمت قد اتيت لأجل سيدنا النبى ﷺ يكن الأدب هكذا، وكان سيدنا جبريل يجلس إلى النبي ﷺ اى ترك كل الموجودين، فلم ينشغل بأحد ولم ينشغل بشيء معه ولم يلتفت يمينًا ولا يسارًا، فهو جالسٌ إلى حضرة النبي ﷺ، وأسند ركبتيه إلى ركبتية، اى بحث الى أقرب جزء من النبي ﷺ ووضع وجهه فيها، ولماذا وضع ركبتيه الى ركبتيه!! ما العله؟، العلة أن هذين الركبتين من قريب كان رسول اللهﷺ جاثيًا بهما على بساط الأُنس، سيدنا جبريل لم يذهب إلى هذا المكان، فذهب ليلتمس البركة فاسند ركبتيه الى ركبتيه فهاتين الركبتين ركعا وسجدا وتشهد بهما النبي ﷺ فى الحضره العليه لما جثا على ركبتيه إجلالًا للمشاهده ولعظمة المطلع الإلهى على بساط الأنس، فجلس جبريل عليه السلام إلى النبي ﷺ وأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفيه على فخذية فى كمال الإفتقار.
وتابع الشيخ جابر البغدادي كلامه قائلا : إن مشهد سيدنا جبريل هذا يمثل لنا كمال الإفتقار، فقد قال سيدنا الشيخ ابن عطاء الله السكندري " اذا اردت ان تنهل المواهب عليك"، وإذا أراد المسلم أن يتعلم ويغتنى وأن يشفيه الله وأن يعطيه، كما قال الشيخ ابن عطاء الله السكندري" إذا أردت أن تنهل المواهب عليك فأظهر الفقر والافتقار والفاقه اليه ألم تسمعه وهو يقول إنما الصدقات للفقراء"، لافتا إلى قول الشيخ أحمد الرفاعى " حشرت مع فرعون وهامان أن ظننت يومًا أننى شيخًا على أهل بيتى"، وأن جاء فى خاطره مرة أنه شيخًا على أحد، حتى زوجته وأولاده، فالعالم كله تواضع، وطلب العلم فريضة، ولكن الأدب مقدم على العلم، وهذة كانت آداب جبريل عليه السلام فى حضرة النبي ﷺ فقس على هذا وأنظر من أنت ومن هو.