قال الدكتور شوقي علام، مفتى الجمهورية، إن الله سبحانه وتعالى أنزل كتابه العزيز على خاتم رسله، وحفظه بحفظه ولم يوكل أحدًا بحفظه، وهو ما قاله سبحانه وتعالى فى كتابه العزيز: (إِنَّا نَحْنُ نـزلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ)، لافتًا إلى أن الله سبحانه وتعالى جعل القرآن الكريم كتاب هداية للبشر جميعا، فى كل زمان ومكان إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وتابع مفتى الجمهورية، خلال حلقة برنامج 'للفتوى حكاية'، المذاع على قناة 'الناس': 'إننا مطالبون جميعا، بتعلم ووعى وفهم القرآن، هذا الفهم الذى يضئ لنا طريق الهداية، وهذا لن يتحقق إلا بالتركيز على بعض المبادئ التى تمثل حدودا وأركانا يفهم القرآن من خلالها، وأول هذه الأركان هى الفهم الدقيق للكليات الأخلاقية والقيمية التى سعى القرآن لترسيخها وأناط بها أحكامه وتشريعه وجعلها زاوية ينظر الإنسان من خلالها، إلى الكون والحياة وهذا لا يأتى إلا بالتدبر الكامل فى القرآن الكريم'، مستشهدا بقول الله تعالى:' كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ'.
واستكمل المفتى حديثه: 'هذا التدبر يمكن الوقوف على القيم الكبرى على سبيل المثال يجب أن نفهم حقيقة الخير والصلاح، وطبيعة الصراع الدائم بين الدوافع البشرية والسمو الأخلاقى وأن نتدبر الأيات التى عالجت تلك القضايا بشكل دقيق جدا، ونتتبع سبل التزكية للنفس البشرية، لمساعدتها على الانتصار فى تلك المعركة الدائمة وإعلاء قيم الحب والسلام والإخلاء، وكذلك الفهم الدقيق للقيم الكلية التى زخر بها القرآن'.
وأشار المفتى، إلى أن التراث الذى خلفه علماء الأمة فى تفسير القرآن الكريم تراث عظيم، ساعد بشكل كامل فى فهم آيات القرآن، ودقة الأحكام التشريعية، فيجب أن يفهم هذا التراث فى إطار الجهد العلمى البشرى وإنزاله إلى أرض الواقع دون خلط بما هو مقدس وما هو بشرى، وما هو ثابت وما متغير، وأيضا مراعاة الظرف المكانى والزمنى أثناء عملية التفسير وضرورة التوقف عن استدعاء نصوص تفسيرية دون العرض على الظرف الراهن، لأن تلك التفسيرات كانت نتاجا لظروف محددة فى سياقات زمنية مححدة وأسباب وشروط لم تعد موجودة الآن، حتى لا نقع فى الخطأ الذى وقع فى البعض وخرج بأحكام بعيدة عن الواقع.