حكم الغش في الامتحانات, أجابت دار الإفتاء المصرية عن أهم ظاهرة تنتشر خلال فترة الامتحانات، ونظرًا لبدء امتحانات النقل في مختلف محافظات الجمهورية، ويخوض الطلبة الآن امتحانات الترم الثاني 2023، إليك ما رأي الشريعة الإسلامية في الغش.
يبرر الطلاب الغش في الامتحانات أحيانًا بأنها مواد تكميلية لن ينتفع بها وبدرجاتها أو تعود له بالنفع في المستقبل، أو أنها امتحانات القدرات لأجل الالتحاق بالكليات، وأحيانا يساعده ذلك عدم إخلاص المراقب في عمله وترك فرصة الغش في اللجنة في اعتقاد أنه بهذا يساعد الطلاب على النجاح.
ولأجل ذلك أوضحت دار الإفتاء المصرية عبر موقعها الإلكتروني إجابة أ.د شوقي إبراهيم علام، على تساؤلات حول الغش، وما حكم الشرع الإسلامي في الغش في الامتحانات، إليك الاجابة.
حكم الغش في الامتحانات
أكد الدكتور شوقي ابراهيم علام أن الغش حرام شرعًا، وهو أخطر المشاكل التي تواجه العملية التعليمية، كما أوضح أنه اشتمل على الكثير من المفاست الأخلاقية والاجتماعية، ففيه الكثير من الإثم والعدوان والخروج عن ما يأمر به الفضائل والمكارم التي يتحلى بها المسلم، وأضاف أن الرسول صلى الله عليه وسلم حذر من الغش في أكثر من حديث، بجانب أن الكثير من الفقهاء يرى الغش من الكبائر.
حكم الغش في الامتحانات
الغش في الامتحانات التكميلية أو القدرات
أوضح الدكتور علام بأن يستوي تحريم الغش في الامتحانات سواء أكانت مواد أساسية أو تكميلية أو امتحانات قدرات لأجل الالتحاق بالكليات وغيرها، كما يتضمن التحريم الغش البسيط في حالة التذكير بجزء من الإجابة أو المعلومات لكي يتذكر بقيتها، إذ أنه منهي عنه ومخالف للشرع والقانون.
حكم المراقب الذي يساعد على الغش
ذكر الدكتور شوقي في إجابته عن حكم المراقب الذي يساعد على الغش بأنه يأثم شرعًا من يساعد غيره على الغش، ويتضمن ذلك المراقب المتهاون في أداء عمله والذي ينص على ضبط اللجنة التي يقوم بالمراقبة عليها، سواء في حالة مساعدة الطالب في الغش أو ترك الفرصة للغش أو تجاهل منعه وعدم الإبلاغ عنه، ويكون عليه حكم أنه متعاون على الإثم والعدوان.
الغش في الاسلام
يتنافى الغش في الامتحانات مع أخلاق الإسلام ومقاصده وأحكامه، ويعني في اصطلاحه أنه اعتماد الطالب في إجابته عن أسئلة الامتحان عن أمر خارج ما حصله في ذهنه من العلم، وهذا بطريقة مخادعة للجهة التي تقيس مستواه العلمي، بطريقة اختلاس الاجابة كلها أو جزء منها من شخص آخر أو كتاب أو مذكرة أو أي وسيلة غش متاحة، ويتضمن ذلك تسريب أسئلة الامتحانات وتداولها قبل موعدها.
وورد في القرآن الكريم في سورة الأحزاب الآية 58، ما يحرم ذلك السلوك قائلًا الله عز وجل: 'وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا'، وفسر علان البكري الصديقي الشافعي هذه الآية بان أشد الإيذاء هو الغش بسبب ما فيه من تزيين غير المصلحة والخديعة.
وفي السنة النبوية ما ورد عن حرمانية الغش بكافة أنواعه إذ ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ' مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا ' أخرجه مسلم، وهناك ما قاله ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ' مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا، وَالْمَكْرُ وَالْخِدَاعُ فِي النَّارِ ' أخرجه الطبراني.
كما قال الله تعالى عن من يعاون على الغش والذي أتفق أنه من الإثم والعدوان، قال تعالى في سورة المائدة الآية رقم 2: ' وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ '.
إذ أن المقصود بالعملية التعليمية هو إعطاء الشهادة التعليمية لمن يستحق، والرقابة تحافظ على نزاهة العملية التعليمية، والمراقب عليه أمانة يؤديها أمام الله تعالى والمجتمع والقانون، إذ يقول الله تعالى: ' إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا '.
أكدت دار الإفتاء المصرية على عدم تورط الطلاب في ارتكاب الغش في الامتحانات ونصحت بالاجتهاد في التحصيل العلمي، وأكدت على الطلاب على ضرورة التحلي بالفضائل ومكارم الأخلاق والتعاون على البر والتقوى.