" أسامح اللي ظلمني ولا آخد حقي منه ".. دار الإفتاء تجيب

دار الإفتاء المصرية
دار الإفتاء المصرية

ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" يقول صاحبه :"أسامح اللي ظلمني ولا آخد حقي منه؟.

أجاب على السؤال الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، قائلاً:" إن عدم مسامحة الشخص الذي أساء أو ظلم؛ ليس ذنبًا بحد ذاته، ولكنه يشير إلى درجات مختلفة من الفضل عند الله".

وأكد أنه ليس من الضروري أن يشعر الشخص بالذنب إذا لم يكن قادرًا على مسامحة من أساء إليه أو ظلَمه، ولكن هناك درجات أعلى من الفضل عند الله- سبحانه وتعالى- لمن يسامح ويعفو، موضحا أن تمسك الإنسان بحقه واسترداده؛ ليس ظلمًا، ولكنه قد يكون أقل درجة من الفضل الذي يناله من يعفو و يسامح.

وأشار إلى أن الله- تعالى- يقول في القرآن الكريم: "وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ" (سورة النور: 22)، وهو يشير إلى أن الفضل والكرم أعلى درجة من التمسك بالحقوق فقط، مضيفا أن هذه الآية نزلت في سياق حادثة الإفك، حيث كان سيدنا أبو بكر الصديق- رضي الله عنه- يمد قريبًا له بمرتب شهري، وعندما انتشرت الإشاعات عن ابنته السيدة عائشة- رضي الله عنها-؛ قطع سيدنا أبو بكر المساعدة المالية، ورغم أنه لم يكن عليه إثم؛ إلا أن الله- سبحانه وتعالى- يوصي بالعفو والفضل.

وشدد على أن مسامحة الآخرين والعفو عنهم هي درجة عالية من الفضل عند الله، في حين أن التمسك بالحقوق هو أمر مشروع ومسموح به، فإن العفو والتسامح يرفعان الإنسان إلى درجات أعلى من الأجر والمغفرة، موضحاً أن الله سبحانه وتعالى يقول في نهاية الآية: "وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ" (سورة النور: 22)، مما يدل على أن العفو والتسامح قد يكون سببًا لمغفرة الله ورحمته.

WhatsApp
Telegram