ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي " فيس بوك" من أحد المتابعين يقول:"كيف أبرُّ والديَّ بعد وفاتهما"؟.
أوضحت دار الإفتاء المصرية أن بر الوالدين لا يقتصر على حياتهما فقط، بل يمتد إلى ما بعد وفاتهما.
وأشارت دار الإفتاء إلى أن السنَّة النبوية الشريفة أكدت على استمرارية البر والإحسان للوالدين بعد وفاتهما، مستشهدة بحديث للنبي ﷺ الذي يوضح ذلك، فقد روى الصحابي مالك بن ربيعة الساعدي رضي الله عنه قائلاً: "بينما نحن عند النبي ﷺ، إذ جاءه رجل من بني سلمة وقال: يا رسول الله، هل بقي من بر أبويَّ شيء أبرُّهما به بعد موتهما؟"، فأجابه النبي ﷺ قائلاً: "نعم، الصلاة عليهما، والاستغفار لهما، وإيفاء بعهودهما من بعد موتهما، وإكرام صديقهما، وصلة الرحم التي لا توصل إلا بهما".
وأكدت الدار أن هذا الحديث النبوي يبين بوضوح أن البر لا ينتهي بوفاة الوالدين، بل يستمر من خلال مجموعة من الأعمال التي يمكن أن يقدمها الأبناء.
وشملت هذه الأعمال الدعاء للوالدين بالرحمة والمغفرة، والحرص على تقديم الصدقات عنهما، وهبة ثواب الأعمال الصالحة إليهما، مثل قراءة القرآن أو أداء الحج أو العمرة، وزيارة قبرهما والدعاء عنده.
كما شددت دار الإفتاء على أهمية صلة الرحم المرتبطة بالوالدين بعد وفاتهما، مثل التواصل مع الأقارب من جهة الأب والأم، وإكرام أصدقائهما، وإنجاز الوصايا التي تركاها، والوفاء بالعهود التي أبرماها خلال حياتهما.
وأوضحت أن هذه الأعمال تعد صورة من صور الوفاء للوالدين، وتعكس استمرار البر بهما حتى بعد رحيلهما.
واختتمت دار الإفتاء بيانها بتذكير المسلمين بأن البر بالوالدين هو من أعظم القربات إلى الله، وأن استمراريته بعد الوفاة يعكس صدق الحب والوفاء لهما.
وأشارت إلى أن الإحسان للوالدين، سواء في حياتهما أو بعد مماتهما، يُعدّ طريقًا لنيل رضا الله عز وجل وتحقيق البركة في الدنيا والآخرة.