اثار تقدم الطب ووسائل العلاج التساؤلات حول مشروعية أشكال من العلاج الطبي منها العلاج عن طريق تعديل الجينات الوراثية، كما أثارت هذه التطورات التساؤلات حول تعديل الصفات الوراثية للأجنة البشرية عن طريق التدخل في تركيب الجينات الوراثية أو تعديل الصفات الوراثية، فهل يجوز العلاج عن طريق التدخل على الصفات الوراثية للكرومسومات ؟ وهل يجوز التعديل في جينات الأجنية وراثيا ؟ وما هو رأى الفقه الإسلامي في هذا؟ حول هذه الأسئلة يقول الأستاذ الدكتور شوقي ابراهيم علام، مفتي الديار المصرية إن العلماءأجازوا التعامل المجهري مع الكروموسومات والمادة الوراثية (DNA) لنفس الغرض؛ إذ ليس في الشرع ما يمنع من ذلك على المستوى الفردي، كل هذا بشرط ألَّا يكون في التقنية المستخدمة ما يضرّ بالمولود في قابل أيامه ومستقبله، وهذا مَرَدُّه لأهل الاختصاص؛ فلا يُقبَل أن يكون الإنسان محلًّا للتجارب، ومحطًّا للتلاعب.
وأشار فضيلته إلى أن الأجنة وما يتصل بعلم الوراثة من أهم وأشمل العلوم البيولوجية التي كانت وما زالت محل اهتمام بحث العلماء، وقد بدأ الكشف عن أسس الوراثة عمومًا منذ نشأت الحضارات في بلاد الرافدين ووادي النيل، وتم استخدام تطبيقاتها العملية على بعض الأحياء المعروفة؛ مثل القمح والأرز وفول الصويا والقطن، واهتم البابليون بتحسين سلالات الخيل وتلقيح أشجار النخيل بواسطة علم الوراثة، واهتم الطبيب أبُقراط بن إقليدس اليوناني بعلم الوراثة، ودوّن بعض الملاحظات عن انتقال الصفات الوراثية في العائلة الواحدة؛ مثل: لون العين الأزرق، وصفة الصلع، ووضع العالم جان باتيست لامارك الفرنسي (Jean-Baptiste de Lamarck) نظرية "وراثة الصفات المكتسبة"، وكانت أول نظرية تفسر آلية التغيرات المظهرية.
ومن أهم الاكتشافات الحديثة اكتشاف كائنات مهمة لإنتاج الطاقة بالإنسان تسمى بـ"الميتوكوندريا" (Mitochondria).