ربما لن يكون هناك فائز واضح في انتخابات الكنيست الاسرائيلي، هذا ما أشارت إليه استطلاعات آراء الناخبين لدى خروجهم من مراكز التصويت التي نشرها التلفزيون الإسرائيلي، في وقت مبكر اليوم الأربعاء.
ووفقا لهذه الاستطلاعات، بحسب "رويترز"، فشل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الحصول على أغلبية قوية في البرلمان.
وأشارت الوكالة إلى أن تكتل اليمين بقيادة حزب ليكود الذي يتزعمه نتنياهو، حقق بالفعل تقدما طفيفا، لكنه يخوض سباقا تتقارب فيه مراكز المتنافسين، حيث يتطلع تجمع من أحزاب الوسط واليسار واليمين إلى الإطاحة به.
ورغم أن الانتخابات الإسرائيلية تبدو في ظاهرها شأنا داخليا، إلا أن ما يحدث داخل إسرائيل له تأثيراته وتبعاته على المنطقة، فما هي الأطراف الرئيسية المتنافسة في الانتخابات العامة الإسرائيلية؟ وما متى سيتم إعلان النتائج النهائية للانتخابات؟ وماذا سيحدث بعد إعلان النتائج؟ وما هي المدة المتوقعة لتشكيل الحكومة الجديدة؟ هذه كلها أسئلة مهمة لمعرفة أين ستتجه إسرائيل في الفترة المقبلة.
أربعة مرشحين يتنافسون على الأصوات
يتعين أن يتجاوز أي حزب منافس في الانتخابات العامة الإسرائيلية عتبة 3.25 في المئة من مجموع الأصوات لدخول البرلمان، ويملك نحو 12 حزبا فرصة حقيقية لتحقيق ذلك.
غير أن "رويترز" تشير إلى أن هناك أربعة مرشحين رئيسيين في الانتخابات العامة الإسرائيلية، على رأسهم نتنياهو (71 عاما)، وأشارت إلى أنه أبرز سياسي إسرائيلي في جيله.
ولفتت الوكالة إلى أن نتنياهو يستند في حملته الانتخابية بشكل أساسي على الإجراءات التي قام بها في تعامله مع أزمة فيروس كورونا، وبرنامج التطعيم بلقاحات كورونا، والذي يأتي في صدارة برامج التطعيم على مستوى العالم.
غير أن نتنياهو أمامه مهمة صعبة كذلك، بسبب الاتهامات بالفساد التي تواجهه، وتكتنف مسيرته الانتخابية، وينفي نتنياهو الذي انقسمت الآراء بشأنه ارتكاب أي جريمة في محاكمته بتهم الفساد والتي تستأنف في أبريل.
والملاحظ أن نتنياهو اليميني نافس في الانتخابات الثلاثة الأخيرة منافسين من اليسار، لكنه هذه المرة يخوض الانتخابات ضد منافسين من اليمين الذي ينتمي له.
ويتهمه منتقدوه بسوء إدارة أزمة كورونا في البلاد خلال فترات الإغلاق، على الرغم من الإشادة بحملة التطعيم التي تتم تحت إشرافه، لكنهم يؤكدون أن إدارته لأزمة الإغلاق أضرت بشدة بالاقتصاد الإسرائيلي.
ومن بين المرشحين الرئيسيين، نفتالي بينيت (48 عاما) وهو أحد مساعدي نتنياهو السابقين ووزير دفاع سابق في الحكومة. وهو مليونير كون ثروته من مجال التكنولوجيا ويرأس حزب يامينا المتطرف وينافس على زعامة اليمين.
وعلى الرغم من أن من المتوقع أن يحصل حزبه على سبعة مقاعد فحسب، فإن بينيت استعد للعب دور المساهم المحتمل في تحديد الزعيم المقبل حيث يرفض الوقوف في صف نتنياهو أو ضده. ويرى بعض المحللين أنه سيدعم على الأرجح نتنياهو الذي ينتمي مثله للمعسكر المحافظ.
وكذلك هناك وزير المال السابق يائير لابيد (57 عاما)، وهو صاحب برنامج حواري تلفزيوني، ويرأس حزب "هناك مستقبل" الذي ينتمي ليسار الوسط.
ومن المتوقع أن يحل حزبه في المرتبة الثانية. وخاض حزبه الانتخابات تحت شعار "إعادة العقلانية" إلى إسرائيل بحكومة نظيفة وقيادة معتدلة. ويأمل في تحقيق ما يبدو أنه مستحيل وتوحيد ستة أحزاب متباينة من مختلف الاتجاهات في الساحة السياسية. وعلى الرغم من أن جميع هذه الأحزاب تريد إزاحة نتنياهو فهي مختلفة فيما بينها.
وهناك أيضا جدعون ساعر (54 عاما) وزير سابق استقال من الليكود لتشكيل حزب "الأمل الجديد" وتعهد بإنهاء حكم نتنياهو.
ومثل الليكود يعارض حزبه قيام دولة فلسطينية مستقلة لكن حملة ساعر تركزت على الحكم النظيف وتنشيط الاقتصاد. ومن المتوقع أن يحصل حزب الأمل الجديد على نحو ستة مقاعد فحسب، لكن يُنظر إلى ساعر على أنه سياسي متمرس في المعسكر المعارض لنتنياهو قد يستطيع توحيد الفصائل من شتى اتجاهات اليمين واليسار.
موعد الإعلان الرسمي عن النتائج
يستغرق فرز الأصوات وقتا طويلا، لأن إسرائيل تستخدم بطاقة التصويت الورقية فضلا عن إدلاء 4.5 مليون ناخب بأصواتهم.
وتشير التوقعات إلى أن حزب ليكود سيتصدر بقية الأحزاب ويفوز بعدد 30 مقعدا بدلا من 36 مقعدا فاز بها في الانتخابات السابقة. ويأتي حزب "هناك مستقبل" الذي ينتمي لتيار الوسط برئاسة يائير لابيد خلفه بعدد 18 مقعدا.
ومن المتوقع إعلان النتائج النهائية الجمعة المقبلة، والأرقام تتغير مع استمرار فرز الأصوات وهو ما سيعطي صورة أوضح مع تحول التركيز من استطلاعات آراء الناخبين الخارجين من مراكز التصويت إلى النتائج الفعلية.
وبعد إعلان النتيجة النهائية للانتخابات سيتشاور الرئيس الإسرئيلي مع قادة الأحزاب بشأن مرشحهم المفضل لشغل منصب رئيس الوزراء، ومع السابع من أبريل، من المتوقع أن يختار المرشح الذي يملك أفضل فرصة لتشكيل ائتلاف.
وسيكون أمام المرشح 42 يوما لتشكيل حكومة، وإذا فشل يختار الرئيس سياسيا آخر للمحاولة، أما في حالة لم يفز أي حزب أبدا بأغلبية مطلقة، عادة تستمر مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية لأسابيع.