كان للزعيم الليبي الرحل معمر القذافي دور مهم في إفشال محاولة انقلاب كبيرة ضد الرئيس السوداني جعفر النميري في عام 1971 تمكنت من السيطرة على السلطة لنحو 3 أيام، بدأت القصة بصراع على السلطة جرى بين القيادات العسكرية التي نفذت انقلاب عام 1969 بقيادة جعفر النميري.
وبعد إقصاء النميري ثلاثة ضباط على خلفية توجههم الشيوعي من مجلس قيادة الثورة وهم هاشم العطا، وفاروق حمد الله وبابكر النور، قاد العطا الذي كان يعد الرجل الثاني بعد النميري محاولة انقلابية يوم 19 يوليو 1971، ونجح في السيطرة على العاصمة الخرطوم، وكادت الأمور أن تنتهي بالإطاحة بالنميري، حيث تمت قراءة البيان رقم واحد الذي أعلن فيه هاشم العطا 'استرداد الثورة المسروقة'، وبدا كما لو أن الأمور قد انتهت.
في تلك الأثناء كان المقدم بابكر النور الذي عين رئيسا لمجلس قيادة الثورة، والرائد فاروق عثمان حمد الله في العاصمة البريطانية لندن.
وبعد أن عقد الضابطان مؤتمرا صحفيا في السفارة السودانية في لندن استقلا صباح يوم 22 يوليو من عام 1971 طائرة تابعة للخطوط الجوية البريطانية عائدين إلى الخرطوم.
عبرت طائرة الركاب البريطانية الأجواء الليبية في طريقها إلى السودان عبر مالطا، وما أن دخلت الأجواء الليبية حتى اعترضتها مقاتلتان ليبيتان بأمر من القذافي وأجبرتها على الهبوط في مطار بنغازي، حيث اقتحمتها قوة خاصة واقتادت المقدم بابكر النور والرائد فاروق عثمان حمد الله.
ولاحقا نقلت طائرة عسكرية ليبية الضابطين السودانيين إلى الخرطوم وسلما إلى جعفر النميري الذي تمكن من استعادة أنفاسه ونجحت القوات التابعة له في إجهاض الانقلاب بعد مرور 3 أيام، وكان مصير قادة محاولة الانقلاب الثلاثة الإعدام.
وكان هاشم العطا قد أعلن في بيانه الانقلاب قيام مجلس لقيادة الثورة برئاسة بابكر النور وكان هو نائبا له، وعضوية فاروق الحمد لله. ويبدو أن اعتقال هاتين الشخصيتين الكبيرتين وأحدهما كان يرأس مجلس الانقلاب، قد أسهم في إفساد ترتيبات القائمين على المحاولة، وأتاح للنميري الحكم لنحو 14 عاما أخرى.