تستخدم غالبية الدول العظمى وسائل التواصل الاجتماعي سواء كانت فيسبوك أو تويتر أو واتساب، كوسيلة اتصال مهمة تُساعد على التواصل بينهم بشكل سريع ومفيد، لكننا في مصر لا نجيد فن استخدام هذه الوسائل، إذ أصبح استخدامها عبارة عن محادثات نسائية أو استغلال المواطنين وابتزازهم، أو النصب عليهم من خلال إنشاء صفحات وهمية تحت أسماء صحفيين وإعلاميين عبر الفيسبوك.
إذ كنت تمتلك كاميرا ومصورًا، إذًا أنت أصبحت إعلاميًّا من خلال صفحات التواصل، إذ أصبح الآن المتحتوى الإعلامي لا قيمة له، بالعكس يستغل البعض طيبة المواطنين البسطاء الذين يعانون من نقص الخدمات، من خلال التصوير معهم تحت مسمى قنوات كبيرة وهم في الأساس لا يمتون لهذه القنوات بأي صلة، يستغل بها المواطنين من خلال عرض مشاكلهم والعمل على حلها وهو ما يتنافى مع الحقيقة بشكل قطعي.
منذ عامين تقريبًا، كان هناك حوار بيني وبين أحد أصدقائي الإعلاميين، الذين نشاهدهم عبر القنوات الفضائية، إذ كان لي تحفظ على محتوى برانامج يُعرض على القناة التي يقدم فيها صديقي برنامجه، ودار بيننا حديث انتقدت فيه أداء هذه المذيع، لما شاهدته من أسلوب متطفل أو بمعنى أوضح التسول على الفقراء، لأنه يقوم باستضافة بعض الحالات الإنسانية، ثم بعد ذلك يعرض قصتهم عبر القناة، ويناشد أهالي الخير، لكن الأغرب عندما صارحني صديقي، مؤكدًا أن هذا المذيع ليس لديه أي شهادة أو مؤهل دراسي.
والأغرب من هذا، عندما فاجأني بأنه يشترط على الحالة التي يسجل معها، بأن له نسبة 50% من التبرعات التي تأتي للحالة بعد التسجيل من خلال المتبرعين، وشاء الله أن أجتمع بهذا المذيع بعد انتهاء حلقته، خاصة أنني كنت موجودًا في هذا الاستوديو للتعليق على الأحداث السياسية التي تمر بها الدولة.
من يعرفني جيدًا يعلم أنني أمتلك قدرًا عاليًا من الجرأة، لا أخاف أو أهاب أحدًا، كما تعلمت، لكنني واجهته بما قاله صديقي، لتظهر عليه علامات تعجب واستغراب لمعرفتي كل هذه التفاصيل، وعندمال خرجت لباب الاستوديو رأيته يقود سيارة من أحدث أنواع السيارات في مصر، إن دل هذا فإنما يدل على أن البعض يستخدم ويستغل البسطاء في النصب، بالإضافة إلى مشاركتهم في التبرعات، أو بمعنى أدق وأوضح: «من بره هالله هالله ومن جوه يعلم الله».
غياب الرقابة على ما نشاهده الآن عبر صفحات التواصل الاجتماعي، هو سبب رئيسي في زيادة أعداد النصابين، بالعكس ترك لهم مسافة كبيرة كي يكتسبوا أموالًا ليست من حقهم، فضلًا عن حملهم بعض الكارنيهات المضروبة التي تُصنع تحت بئر السلم، أو قنوات ليست خاضعة لنقابة الإعلاميين، كي يشرفوا عليها، بالإضافة إلى زيادة عدد النصابين في مجال الإعلام.
مهنة الإعلام هي من أعظم المهن، إذ تعد هي لسان البسطاء في الوقت الحالي، وهو ما أكده نقيب الإعلاميين الدكتور طارق سعدة، منذ أيام مضت أثناء حديث هاتفي معه، لمعرفة هل غابت النقابة عن دورها المنوطة به، وهو التصدي لمنتحلي صفة إعلامي، الذين أصبحوا يمثلون عددًا مهولًا يزعج البعض، لكنني أتساءل لماذا تُركت الساحة أكثر من ذلك لهؤلاء النصابين؟
في نهاية المقال، أؤكد دائمًا على جميع المسؤولين، أن كل من يعرفون أنفسهم بأنهم صحفيون وإعلاميون من حقك أن تطالبهم بإبراز هويتهم الشخصية، من خلال البطاقة الشخصية أو كارنيه نقابة الصحفيين أو الإعلاميين، غير هذا فلا تتعامل مع هذا الشخص، بالعكس تخطر النقابات التي أشرت لها باسم هذا الشخص لكي يتم اتخاذ الإجراءات القانوينة ضده.