داليا عماد تكتب: عباس وإخوانه

منصور عباس
منصور عباس

جاءت خطوة ما تسمى بالحركة الإسلامية فى إسرائيل بالمشاركة لأول مرة فى ائتلاف حكومى فى الدولة العبرية ليضع جميع من يراقب المشهد العام فى ورطة، ولا أحد يمكن أن يزعم أن بمقدوره تقديم تفسير لما حدث أو أن يتوقع ما الذى سوف يحدث فى المستقبل، ولكن المفاجئة الصاعقة هو أن القائمة العربية الموحدة، وهى الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين التى تطلق على نفسها اسم الحركة الإسلامية فى إسرائيل، أصبحت شريكا فى الحكومة الإسرائيلية، وبين مشاهد الدهشة التى ترسم لوحة جنونية لما سوف تقبل عليه المنطقة فى ظل تحالف بدأ فعلا وظهر لأول مرة علنا بين أحزاب صهيونية وبين منظمة سياسية تحمل لافتة إسلامية ولا ينكر أعضاءها انتمائهم لتنظيم الإخوان المسلمين، يبدو أن هذه المنطقة من العالم سوف تشرب من كأس جديد قد يتركها فى حالة ثمالة أو قد يعزز احتمالات إعادة رسم خريطة جديدة لها.

إن مشاركة قائمة منصور عباس فى الائتلاف الجديد الحاكم فى إسرائيل ليس مجرد قرار فردى يتخذه قيادى فى جناح سياسى للحركة الإسلامية، ولكن خطورة هذه الخطوة هو أن منصور عباس لن يستطيع أن يقدم على هذه الخطوة بدون أن يحصل على موافقة من مجلس شورى الحركة الإسلامية، وهى سابقة خطيرة أن فصيلا يحمل توجها إسلاميا يتحالف مع تنظيمات صهيونية متطرفة، خاصة وأن الحكومة الائتلافية الإسرائيلية التى يشارك فيها (عباس وإخوانه) تضم فى بنيانها الرئيسى حزب صهيونى يمينى متطرف يرأسه نفتالى بينيت الذى يتفاخر بعدد من قتلهم من العرب فى الحروب العربية الإسرائيلية والداعم لعمليات ضم أراضى عربية جديدة خارج خريطة فلسطين التاريخية للحفاظ على المشروع الصهيونى، ونفتالى نفسه سوف يرأس نفس هذه الحكومة بعد عامين من الآن بمقتضى اتفاق الائتلاف الحاكم فى إسرائيل.

لقد كتبنا فى أهل مصر قبل عامين نشير إلى أن هناك إخوان يحملون الجنسية الإسرائيلية، ووقتها لم ينتبه أحد لما كتبناه، واليوم نكتب أن مشاركة الإخوان فى حكومة ائتلافية فى إسرائيل جنبا إلى جنب مع أحزاب صهيونية متطرفة تدعو لاحتلال المزيد من الأراضى العربية خارج خريطة فلسطين التاريخية سوف تكون بداية خطيرة لها ما بعدها.. فهل ينتبه الجميع هذه المرة؟!

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً