قضية أمن قومي

طارق متولي
طارق متولي

بينما تقوم السلطات بحملات القبض على تجار المخدرات وعمل حملات إعلانية تحت شعار لا لإدمان المخدرات تتكلف ملايين الجنيهات تجد على أرض الواقع شيئا آخر.

فالمخدرات فى كل مكان والناس يتداولونها بكل أريحية ويتعاطونها بكل أريحية أيضا فى جميع الأفراح الشعبية التى تقام فى سرادقات فى الشارع تحت سمع وبصر الجميع يضع صاحب الفرح بجانب الطعام والشراب قطعة الحشيش أو يمر على موائد المعازيم يوزعها عليهم ومما يدعو للسخرية أن تجد مسؤول يجلس بين المعازيم يجامل صاحب الفرح.

الأفراح الشعبية بالمناسبة هى التى أخرجت لنا مطربين الحشيش وجمهور الحشيش والإبتذال والفن الهابط.

فى يوم كنت اصطحب مجموعة من السياح فى الأقصر وكان من ضمن برنامج الزيارة الوقوف عند أحد ورش صناعة التماثيل من الألباستر فى البر الغربى للمدينة فجاء صاحب المصنع أو الورشة يريد أن يعطينى شيئا فى السر يضعه فى يدى اكتشفت أنه قطعة كبيرة من الحشيش فقلت له انا لا أدخن فاعتذر قائلا إن جميع الزملاء والسائقين اعتادوا أن يحصلوا منه على الحشيش كهدية إلى جانب عمولات البيع للأجانب .

فى يوم قابلت أحد المنتجين الكبار فى مكتبة ومعه كوكبة من النجوم مجتمعين على تعاطى الحشيش والسهر

والأنس والفرفشة .

فنانين يعلن فى الصحف والمواقع عن تلقيهم العلاج من الإدمان بعدما وصلوا لمراحل متأخرة من تعاطى المخدرات .

مطرب شاب من جيل الثمانينات وجدوه متوفيا فى سيارته وهو فى ريعان شبابه متأثرا بجرعة زائدة من المخدرات .

ماهذا ؟ وماذا يحدث ؟

هل نحن ضد المخدرات والإدمان حقا ؟

هل نحن نحارب تجارة المخدرات حقا ؟

ولماذا لا نقضى عليها حتى الآن ؟ لابد أن نعترف أن هناك تقصير من الجميع تجاه محاربة المخدرات أو أن رابطة تجار المخدرات والمكاسب التى تتحقق من تجارة المخدرات والسموم اقوى من كل إرادة للقضاء على المخدرات وتخليص المجتمع من شرها صارحوا انفسكم وصارحونا كى نستطيع التعامل مع هذه القضية التى دمرت كثير من الشباب والفتيات والأسر والسلوك المجتمعى والنشاط والعمل والذوق العام . أخبرونا لماذا تنتشر المخدرات والسموم وكيف نقضى عليها ؟ فهذه قضية أمن قومى مثلها مثل الإرهاب بل اسوء منه بكثير .

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً