القاعدة الفنية والنقدية تقول شاهد ثم إحكم أو إنقد وإصرخ وهاجم وإرفع اللون المناسب من كروت حكام مبارايات كرة القدم ياأصفر ياأحمر وإكشف بعدها عن رأيك كيفما تشاء بالكتابة أو بالتصريح فلن يحجر عليك أحد إنما أن تهاجم وتنتقد قبل أن تشاهد فتلك مسألة لاعلاقة لها بالفن ولا بالنقد من قريب أو بعيد إنما قل عنها أي شيئ أخر.. زيطة ممكن.. شوشرة جائز.. إنما لاتربط بينها وبين النقد مطلقا فهي أقرب إلي ركوب الموجة وحشد الرأي العام ضد عمل فني أو فنان بعينه .
مايحدث حاليا مع مسرحية سيدتي الجميلة المقرر عرضها بالمملكة العربية السعودية خلال الساعات القليلة المقبلة هو بمثابة حجر علي الإبداع وتعليق المشانق لصناعها وإعدامهم في ميدان عام إن لزم الأمر دون أن نري مايستحقون عليه هذه الأحكام سابقة التجهيز وفي وقت يطالب الجميع بالحرية في إبداعاتنا وفنوننا وكثير منا كان أكثر إنفتاحا ويطالب بإلغاء جهاز الرقابة علي المصنفات الفنية لمنح الإبداع والمبدعين فرصة للإنطلاق بعيدا عن القيود الرقابية التي تحد أحيانا من حركة المبدع .
أصوات هاجت وماجت مطالبة بمحاكمة فريق عمل المسرحية وفي مقدمتهم أحمد السقا الذي تطاول كما يرون وقرر إعادة تقديم العرض و أداء نفس الدور الذي سبق ولعبه الفنان الكبير فؤاد المهندس منذ مايزيد عن الـ50 عاما .
تناست هذه الأصوات أن كثير من نجومنا أعادوا كلاسيكيات خالدة وقدموها في صورا جديدة ومختلفة عن الأصل وحققت أيضا نجاحا كبيرا فهذا علي الحجار وأنغام يتقاسمان بطولة عرض مسرحي بعنوان رصاصة في القلب مأخوذ عن نفس العمل الذي كتبه توفيق الحكيم وقدمه موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب وراقية إبراهيم وأخرجه محمد كريم وهو نفس العمل أيضا الذي إستمد منه الكاتب الكبير أحمد بهجت مسلسلا إذاعيا بنفس الإسم لعب بطولته أحمد زكي ونيللي ولم نسمع عند تقديمها أصواتا تطالب بمنع تقديم هذه الأعمال بحجة أن الأصل موجود .
رد قلبي رائعة يوسف السباعي سبق تقديمها في السينما وإعيد تقديمها في عمل تليفزيوني وأعمال كثيرة أخري إعيد تقديمها أكثر من مرة
لماذا لانسمع هذه الأصوات تهاجم بهذه الحدة ونحن نقتبس ونمصر مسلسلات مكسيكية وأمريكية وبرازيلية بل وتمتدح هذه الفكرة أصواتا من تلك التي فتحت نيران مدفعيتها علي صناع سيدتي الجميلة .
تناسي المهاجمون أن العرض سيتم تقديمه في المملكة العربية السعودية ضمن موسم الرياض لجمهور غير مصري قد لايتذكر أو لم يشاهد العرض الذي قدمه فؤاد المهندس وشويكار وأخرجه حسن عبد السلام في سيتينات القرن الماضي لسبب أو لأخر لصغر السن مثلا أو لعدم مشاهدة العرض الأصلي من الأساس .
لم ينظر المهاجمون الي إيجابية يقدمها العرض الجديد الذي لم نشاهده وقد لانشاهده هنا في مصر وهي الحفاظ علي أسماء نجوم العرض من الراحلين والمعاصرين الذين سبقت أسماءهم أسماء المشاركون الجدد في العرض من مؤلفين مثل عبد الوهاب محمد وتلاه إسم أيمن بهجت قمر أم ملحنين مثل حلمي بكروتلاه إسم محمود طلعت مع الحفاظ علي إسم مخرج العرض الراحل حسن عبد السلام مما يعني أن العرض الجديد سيكون مختلفا في محتواه عن العرض الخالد للمهندس وشويكار بدليل هذه الأسماء الجديدة التي وردت بأفيشات العرض الجديد لكن تقول لمين ؟
وفي وقت نشاهد كثير من الأعمال مأخوذة عن أعمال مصرية أو عربية أو حتي أجنبية دون إشارة لصناعها الأصليين أو حتي التلميح بأن العمل مقتبس من عمل أخر .
هناك مونولوج نسجه الشاعر الكبير الراحل بيرم التونسي يقول في كلماته ياأهل المغني دماغنا وجعنا دقيقة سكوت لله ده إحنا شبعنا كلام ماله معني ياليل وياعين وياأه وبدورنا نقول أيضا لكل من يهاجم قبل أن يشاهد أو يهاجم لمجرد الهجوم دقيقة سكوت والنبي علشان خاطر ربنا .