اعلان

من يحمي المغفلين؟

طارق متولي
طارق متولي

انتشرت في الآونة الأخيرة عمليات النصب في مصر فكل فترة يظهر خبر نصب شخص أو مجموعة من الأشخاص على عدد من الناس بالاستيلاء على أموالهم بحجة الاستثمار، والمكاسب الكبيرة، ثم فجأة يختفي ويهرب خارج البلاد أو داخلها لا يعلم أحد وتضيع أموال الناس وأحلامهم معا.

أما بالنسبة لطرق النصب فهى كثيرة ومتعددة، ولا تقتصر فقط على جمع الأموال من الناس بل تمتد لتشمل مراكز علاج وشركات بيع عن طريق الإنترنت وخدمات وصيانة وكثير من المجالات أذكر أنني ذهبت في يوم إلى مركز لأحد مشاهير الإعلام في وقت من الأوقات كان يصف علاج بالأعشاب، لم يكن هذا الشخص موجود بالمركز ولا يتواجد على الإطلاق، ولكن يقابلك هناك سكرتيرة تسمع منك الشكوى وتعطيك كيس بلاستيك يحتوي على مجموعة من العطارة مقابل خمسمائة جنيه على الأقل وإذا طلبت أن تقابل طبيب يقابلك شخص لا يبدو عليه أنه طبيب ويصف لك خليط من العطارة تشتريه من عند السكرتيرة هذا المركز موجود في عمارة فاخرة في منطقة الدقى يمارس أعماله في العلن ولا يراجعه أحد أو يسأله أحد عما يفعل.

من الطريف في حادث النصب الأخير لمنصة اسمها هوج بول hogg pool أن معنى هذه الكلمة بالعربية هو تجمع الحملان أو الخرفان الصغيرة .

بعد كل حادثة من هذه الحوادث التي يتعرض لها المواطنين، كثير من الناس يلقي باللوم على الضحية ويصفونه بأنه طماع ولولا طمعه في المكسب الكبير والسريع لما وقع في شباك النصاب وهذا أمر صحيح من جانب لكن الجانب الآخر الذي يجب أن نسأل أنفسنا عنه هو ما الذى دفع المواطنين أو الناس للمخاطرة بهذه الطريقة وهنا سنجد عدة عوامل تجتمع على المواطن تجعله يقدم على مثل هذه المخاطرة.

أولها: الحالة الاقتصادية السائدة في البلاد التي لا تسمح للمواطن البسيط في استثمار أمواله بطريقة آمنة وبدون عقبات وإجراءات يعجز عنها المواطن وتؤدي به فى النهاية إلى خسارة أمواله وجهده.

ثانيا: أن الأشخاص الذين يمارسون النصب والخداع على المواطنين يظهرون في العلن ويعلنون عن شركاتهم أو مشاريعهم فى وسائل الإعلام المختلفة بل وأحيانا تستضيفهم برامج معتبرة ومذيعين معتبرين وتقدمهم للناس على أنهم نماذج ناجحة في العمل والإستثمار مما يجعل لهم مصداقية عند الناس فيطمئنوا للتعامل معهم .

ثالثا: يستعين بعض هؤلاء النصابين بأسماء وجهاء وشخصيات عامة معروفة، وأحيانا أصحاب مناصب رسمية تجعل المواطن لا يشك لحظة في أن يتورط مثل هؤلاء في أعمال مشبوهة.

رابعًا: وهذا الأهم كيف يختفى هؤلاء النصابين ويحولون الأموال للخارج أو يحتفظون بها في الداخل دون رقيب أو سؤال عن مصدر الأموال الذي يقره القانون.

أعتقد أن من أهم أدوار الحكومات في أي مكان في العالم أن تحمي المواطن فكل القوانين إنما سنت من أجل حماية حقوق كل فرد من أفراد المجتمع ضد أي ضرر يقع عليه ويسترد بها حقوقه.

لا يجب على الحكومات أن تتغافل عن الجرائم التي تتم أمامها كل يوم طالما أنه لم يتقدم أحد إليها بالشكوى فإذا عرفت أن شخص ما يخطط للجريمة لا تنتظر حتى يفعلها لكي تتحرك بل يجب منع الجريمة قبل وقوعها.

إذا كان كما يقولون القانون لا يحمي المغفلين فمن يحميهم إذن من يحمي السذج والأطفال والنساء والضعفاء؟

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
شعبة الدواجن تكشف حقيقة تراجع أسعار الفراخ 30 جنيها