وكأن السماء تهدي مصر نجوم لامعة في عليائها تحب هذه البلد الذي لا أعرف غيره اجتمع عليه حب نبلاء العرب، والنجم هذه المرة هى الاستاذ الدكتور سامية الاغبري .. ( بدون تاء مربوطة وفقا لقواعد اللغة ) رئيس قسم الصحافة بجامعة صنعاء ( بدون تاء مربوطة أيضا ) .. (سمسم ) .. كما كان يناديه كل تسمح له برفع التكليف، رأيتها أول مرة في مدرجات كليات الاعلام بجامعة القاهرة في سنة 1994 سمراء جميلة رشيقة ذكية بشكل لافت لا يمكن تجاهله، كانت في هذا الوقت صحفية في صحيفة يمنية رئيسية قبل أن تنقل عملها للمجال الأكاديمي وتصبح أستاذة مساعدة ثم أستاذة ثم رئيسة قسم الصحافة في قسم الصحافة بجامعة صنعاء ، تتحدث معها فلا تملك إلا أن تفكر في هذا الصوت الأنثوي الهادئ الذي لا ينطق إلا بما يخشي أن يقوله الآخرون ولكن بحكمة، الحكمة اليمانية المشهورة، حتى وهى تعارض كل الأنظمة الاجتماعية التقليدية وتنطق بأحكامها الثورية التي لا يخطئ من يسمعها تأثرها باليسار العربي، وهو في تقدير يسار خائب، لكن مع هذه الخيبة يضم بين المتأثرين بأفكاره كل النبلاء الذين عرفتهم في حياتي، ومنهم سامية الأغبري .
سامية الأغبري
حواء اليمنية السمراء الجملية ساكنة المنيل
عشقت سامية الأغبري القاهرة كما لم أرى عاشقا لها من غير أبناءها من قبل، وسكنت المنيل وكان لها دوما ارتباط خاص بشارع المنيل ومنطقة منيل الروضة التاريخية، لدرجة أنها من كثرة ما تكلمت أمامي عن هذا الحي دفعني لأن أقرأ في تاريخ هذا الحى، وطفت بحي المنيل اتفقد المباني التاريخية التي أقرأ عنها بداية بقصر الامير محمد على توفيق، و قصر سليم الجزائرلى، وبستان المندوره، وأرض السيدة البارودية، واراضى حسن يكن باشا، وحديقة ذو الفقار باشا، أما فى طرف الجزيرة اقيمَ معملاً للبرود وتولى إدارته الفرنسى 'برتيلا'، ولكن أشهر ما بقى من قصور هذا العصر هو قصر 'المانسترلى' وحتي سينما ميراندا وتقع على أحد جانبي الطريق إلى كوبري الملك الصالح والجزيرة والتي تقع على النيل مباشرة بشارع الملك عبد العزيز آل سعود وأصبحت مسرحا الآن وسينما جرين بالاس وسينما الروضة وكانا يقعان بشارع منيل الروضة ولم يبقى منهم شيء وسينما الروضة التي اشتهرت بحضور أنور السادات فيلم ليلة قيام الثورة للتموية ويوجد الآن فقط سينما فاتن حمامة «ميراندا سابقا» .
استاذة دكتورة بتاء التأنيث الجملية المربوطة وليغضب سيبويه
لكن سامية الأغبري، حواء اليمنية السمراء الجملية ساكنة المنيل، كانت تحمل فوق كتفها عبء ثقافي واجتماعي وإعلامي تمثل في القضية التي وهبت نفسها من اجلها، أن ترفع مستوى الوعي بقضايا المرأة اليمنية التي قد تكون الجديرة بين كل نساء العرب بالمثل المصري التقليدي ( حمالة الأسية )، تقاعدت سامية الأغبري مؤخرا من منصبها كرئيس لقسم الصحافة والإعلام بجامعة صنعاء، لكن هذا التقاعد كان تقاعد النجوم الذين يتقاعدون وهم في قمة مجدهم وعطاءهم ، فركنت الأستاذة الدكتورة سامية الأغبري ( بتاء التأنيث الجملية المربوطة وليغضب سيبويه ) لبعض الراحة واختارت أن تنتصر لموقفها ورأيها ومبادئها في وقت يختار آخرون مصالحهم الشخصية فوق مبادئهم، ولكن حدث ذلك بعد أن تتلمذ على يدها عدد غير محدود من أشهر الصحفيين في اليمن ، وكأن سامية الأغبري لم تشأ أن تترك منصب رئيس قسم الصحافة إلا بعد أن أن لأيقونة الصحافة اليمنية