تهامى البندارى يكتب: نعم.. لديّ أقوال أخرى

مِنحة إلهية.. لا يُكلف الله نفسًا إلا وسعها

الكاتب الصحفي- تهامى البندارى
الكاتب الصحفي- تهامى البندارى

تجربة ألم مريرة عصفت بنا قبل نحو أسبوع، كان أسبوعا مليئا بمشاعر مختلطة، بين نوبات ألم متفاوتة لم يفارقها دعوات الله والمخلصين، بأن ينجينا ويكتب لنا النجاة والسلامة.

واجب عزاء في جارة طيبة لنا، قطعنا معه مسافة طويلة لتشييع جثمانها إلى مقابر أسرتها، أعقبه عاصفة الألم الصعبة، استوجبت عليّ مساندة الفريق الطبي في قراره ومؤازرته بشكل سريع حاسم، ينقذ ما يمكن إنقاذه، بقدر تدخل الإله وعنايته بنا.

سريعا سريعا، استشارات طبية مختلفة، كل يدلي بدلوه، وكل يبدي وجهة نظره بحسب مدرسته الطبية والأكاديمية التي يعمل بها أو تخرج منها، آراء طبية عدة لاحقت مشوارنا خلال ساعات، كان الوقت يمر بلا جدوى دون بارقة أمل، وكان عليّ بشخصي معاونة الفريق الطبي في قراره بُغية الحفاظ على الحياة.

نجونا بفضل الله وعنايته، وكان لطف الله يلاحقنا ويلازمنا في كل خطواتنا التي كنا نتشبث فيها بالأمل، بالفعل نجانا الله بفضله وعنايته ولطفه وكرمه، بعد أقل من 72 ساعة على نوبة الألم، وخروجنا من محنة المرض إلى منحة إعادة «إعراب» الجميع.

72 ساعة فقط، كنت أسير خلالها بـ «سديري» ورثته (طبعًا وشكلًا) عن أبي العظيم، أحمل بداخله بعض الجنيهات التي يلقيها الرجال أسفل أقدامهم وقت الشدائد، لدرجة جعلت أحد الأطباء - كان قد عرف والدي بطريق الصدفة - يقول لي «أنت ابن أبيك»، لم أكترث أن أستفيض شرحًا مع كلمة الطبيب التي زادتني ثقة ويقينا في لطف الله وعنايته بنا، إذ لم يكن الوقت في صالحنا مُطلقًا، لم يكن ببالي سوى أن أغادر بمريضتي جدران المستشفى.

مرت تجربة الألم، أعقبتها نجاة فرد آخر من أبنائي من خطر محقق، تلاها بيوم واحد تصادم عنيف لي غير متعمد من سائق ميكروباص بمنطقة المعادي، في أول أيام نزولي للعمل بعد استقرار الوضع، ولولا ملاحظتي لعلامة في جسد السائق جعلتنى أشك أنه مُسجل، لكان الحادث مر مرور الكرام، غير أنه تحقق لي بخلاف ذلك أنه في حالة سكر، تتبعنا خط سيره، ولم أتركه إلا و«الكلابش» في يديه بمعاونة المخضرم العميد محمد دويدار رئيس مباحث قطاع جرائم النفس بمديرية أمن القاهرة، وصدر قرارا بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيقات في المحضر المقيد برقم 1405 لسنة 2024 جنح المعادي.

مرت التجارب الثلاث، ولم تمر «ثمرتها» مرور الكرام، فخلق الله لنا من المحنة، منحة إعادة «إعراب» الجميع كما ذكرت، خسرنا رهان البعض في مقدرتي على تغيير أشباه «البني آدمين» إلى ساحة من «العِشرة والمروءة والجدعنة»، وفي الأخير كسبنا بصيرة الله التي تعلمناها وتيقنا منها، فالمنافقون لن يغيرهم الزمان والكاذبون لن يصدقوا القول أبدا، وأصحاب الهوى مآلهم إلى سلة القمامة، والمخطيء سينال عقابه.

خففوا المجاملات قليلًا كي يدرك «الحلاليف» أنهم «حلاليف»، واختاروا سلامة قلوبكم وعقولكم، واستمروا في عطاءكم فقط للأصحاء والأسوياء، واكسبوا رهان الحب والاحترام مهما تكبدتم من صعابٍ ومشاقٍ، فقط .. اختاروا أنفسكم، فلا يُكلف الله نفسا إلا وسعها.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً