رمضان عرفة يكتب.. سلاما علينا بما صبرنا

رمضان عرفة
رمضان عرفة
كتب : أهل مصر

رغم قسوة المرض الا انه يكون سببًا في جمع الأهل وتقوية الروابط العائلية. فعندما يمرض أحد أفراد الأسرة، يتحرك الجميع بدافع الحب والواجب، فتظهر معاني الرحمة والمساندة، ويشعر المريض بالدفء والاهتمام، مما يخفف من ألمه النفسي قبل الجسدي.

نعم، العلاقات الاجتماعية والعائلية تبرز قيمتها الحقيقية وقت الشدة، حيث يُختبر الوفاء، ويظهر المعدن الأصيل للأفراد. فالعائلة والأصدقاء الصادقون هم السند الحقيقي في المحن، يخففون الألم، ويدعمون بالمواساة والمساندة، فالإنسان قد يدّعي الوفاء والمحبة في أوقات الرخاء، لكن عند وقوع الأزمات والمحن، تتجلى حقيقته بوضوح

فالعلاقات الانسانية مسؤولية نحملها بكل أركانها، وليس مجرد نزهة وقتية نسعد بها للحظات عابرة، ثم لمجرد ما أن يقع ما يخدشها ويسيء إليها نتخلى عنها ونمل منها فنعود أدراجنا بدونها، فكل تجربة حب حقيقية كيفما كان نوعها أي مع مختلف الأطراف تأخذ من أرواحنا الكثير وتعطينا أكثر؛ فنكون بها منعمين بطاقة وجدانية كبيرة لا يستهان بها رغم ما يمكننا أن نخسره جراء خوض غمارها، فبالحب نعيش الحياة بكل ما فيها من خطأ وصواب.

الخلاصة ياحضرات ان لحظات الشدة كاشفة عن معادن الناس وخير مظهر لمدى صحة ما يدعون؛ فهي تجلي ما هو كامن فيهم، فقد تغيب عنك حقيقتهم وتعجز عن الاطلاع على ما يبطنون رغم كونك من الذين يعرفهم منذ مدة طويلة، لكن بمجرد مرور إحدى المصائب بك إلا وبرزت صفاتهم الحقة وبان لك ما يخفون في صدورهم تجاهك، فنوائب الدهر وشدائده منقيات، لهذا يسلطها الله على البشر لتتباين المواقف وتظهر الصفات الحقيقية لمن حولنا، فنعرف بذلك الطيب من الخبيث فيهم، فبفضل المحن التي تمر علينا نرى صورتهم بلا أي تزييف وتجميل متعمد، وتتبين لنا الحمولة القيمية التي يحملونها، فكم من مدع لقيم الوفاء والتضحية والعطاء النبيل إذا جاءت المصائب بانت بوضوح المساوئ والشرور التي كانت في قلبه مستبطنة.. فعلا لايرفع قدر الرجال الا المواقف

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصطفى بكري بعد تقرير الصحيفة الإسرائيلية: المساس بالرئيس السيسي إعلان حرب