✍️ بقلم رامي لبيب علم الدين
منذ توليه الحكم، أثبت الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه قائد وطني يحمل على عاتقه مسؤولية حماية الأمن القومي المصري والعربي، مهما كانت الضغوط والتحديات، واليوم نجد مصر في مواجهة مباشرة مع المخططات التي تهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية عبر تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، فيما يعرف بـ"صفقة القرن"، ولكن الرد المصري جاء حاسمًا وواضحًا من القيادة السياسية المصرية : لا للتهجير.. سيناء خط أحمر!
مصر لديها موقف ثابت ضد التهجير فمنذ اللحظة الأولى التي طُرحت فيها فكرة توطين الفلسطينيين في سيناء، كان موقف القيادة المصرية صريحًا قاطعًا سيناء ليست للبيع، ولا يمكن أن تكون بديلًا عن الأرض الفلسطينية المحتلة، هذا الموقف لم يكن مجرد تصريحات سياسية، بل ترجمته مصر على أرض الواقع برفضها القاطع لكل المحاولات التي حاولت القوى الدولية تمريرها، سواء بالترغيب أو بالضغط، لم يكن غريبًا أن تعلو أصوات الصحف الغربية، التي تعبر عن دوائر صنع القرار في واشنطن وتل أبيب، مهاجمة الرئيس السيسي، فمصر اليوم تمثل العقبة الكبرى أمام تنفيذ المشروع الأمريكي-الإسرائيلي، الذي يسعى لتصفية القضية الفلسطينية عبر تفريغ الأرض الفلسطينية من سكانها، وتحويلها إلى كيان منزوع السيادة تحت الهيمنة الإسرائيلية مما يعني تصفية القضية الفلسطينية للأبد وهذا ظلم لا يقبله اي مصرى او عربي .
الولايات المتحدة تدرك جيدًا أن وجود قائد قوي مثل السيسي في مصر يمثل عائقًا أمام تنفيذ مخططاتها في المنطقة، ويقف حجر عثرة أمام الحلم الصهيوني بالتوسع، فهو لا يسير وفق الأجندات المفروضة، ولا يسمح بالتدخلات في القرار المصري المستقل، التقارير الغربية تصفه بـ"الديكتاتور غير الصديق لأمريكا"، فقط لأنه يرفض الرضوخ للضغوط، ويحافظ على السيادة المصرية دون مساومات، وما يثير قلق واشنطن وتل أبيب أكثر، هو أن الرئيس السيسي يحظى بشعبية واسعة ودعم غير محدود من الجيش المصري، الذي يعد أقوى جيوش المنطقة، وهو ما يعيد للأذهان صورة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، الذي كان يمثل حجر عثرة أمام المشاريع الاستعمارية في الشرق الأوسط.
في الأيام الأخيرة، خرجت الصحف الأمريكية والإسرائيلية بهجوم شرس على مصر، حيث نشرت تقارير تتحدث عن رفض القاهرة لـ"صفقة القرن"، وعن عرقلة مصر للخطط الأمريكية في الشرق الأوسط. بعض هذه الصحف تساءلت صراحة عن جدوى استمرار المعونة الأمريكية لمصر، طالما أنها لا تسير وفق الأوامر الأمريكية، بل إنها أصبحت تقود مواقف عربية رافضة للمخططات الأمريكية-الإسرائيلية، لكن الحقيقة التي يحاولون إخفاءها، هي أن مصر لا تشتري أمنها القومي بالمعونات، ولا تقبل الإملاءات من الخارج، والدليل على ذلك أن الجيش المصري اليوم أقوى مما كان عليه قبل سنوات، والتسليح المصري لم يعد يعتمد فقط على المصادر الأمريكية، بل تنوع ليشمل فرنسا وروسيا وألمانيا والصين وغيرها، في تأكيد على استقلال القرار العسكري المصري.
لمن لا يعرف سيناء أرض مصرية لا بديل عنها، ليست مجرد أرض جغرافية، بل هي رمز للكرامة المصرية، دفع المصريون دماءهم لتحريرها، ولن يسمحوا بأي محاولة للمساس بها. الأمن القومي المصري يبدأ من سيناء، وأي تغيير في تركيبتها السكانية أو وضعها الجغرافي هو تهديد مباشر لمصر كلها، الرئيس السيسي يدرك ذلك جيدًا، ولهذا كان قراره حاسمًا بأن سيناء ليست محلًا لأي صفقات أو مساومات، ويكفي أن نتذكر كلماته القاطعة: "لن نفرط في شبر واحد من أرضنا.. وسيناء ستظل أرضًا مصرية خالصة".
المطلوب الآن دعم شعبي لموقف الدولة ال افض للتهجير، إذا كانت الصحف الغربية تسعى لحشد الرأي العام العالمي ضد مصر، فعلينا نحن كمصريين أن نكون أكثر وعيًا، وأن ندعم دولتنا ورئيسنا في هذه المعركة المصيرية. ليس بالكلام فقط، بل بنشر الوعي، وفضح المخططات التي تحاك ضدنا، ورفض تصريحات العجوز ترامب التي باتت استفزازية فهي تمنح من لايملك لمن لا يستحق، وانتهاك للقانون الدولي وسيادة الدول علي اراضيها ويعد انتهاك للسيادة الوطنية.
اليوم، مصر ليست وحدها في المعركة، بل معها كل الشعوب العربية التي تدرك أن سقوط سيناء في فخ التهجير يعني تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، ولهذا، يجب أن يكون الرد الشعبي واضحًا: نحن مع السيسي.. لا للتهجير.. وسيناء خط أحمر!