عيد الأم هو احتفال سنوي يُقام في أنحاء مختلفة من العالم من أجل الأمهات، وبتواريخ مختلفة أيضًا حسب ظروف كل دولة، ويُعد الاحتفال بعيد الأم من الاحتفالات التي ظهرت في القرن العشرين تكريمًا لدور الأمهات داخل الأسرة والمجتمع.
وتحتفل مصر بعيد الأم في 21 مارس من كل عام، وكانت البداية سنة 1956 عندما قامت إحدى الأمهات بزيارة الكاتب الصحفي المرحوم مصطفى أمين في مكتبه بجريدة أخبار اليوم وقصت عليه قصتها، وكيف أنها صارت أرملة وأولادها صغار، ولم تتزوج وكرست حياتها من أجلهم حتى تخرجوا في الجامعة، وتزوجوا واستقلوا بحياتهم وانصرفوا عنها تمامًا، فكتب مصطفى أمين وعلي أمين في عمودهما الشهير "فكرة" يقترحان تخصيص يوم للأم يكون بمثابة يوم لرد الجميل وتذكير بفضلها، 1 واختير يوم 21 مارس، وهو أول أيام فصل الربيع، ليكون عيدًا للأم في مصر.
وفي إطار ذلك، تحرص وزارة التضامن الاجتماعي على الاحتفال بعيد الأم كل عام، وذلك لما يمثله من معاني التقدير والاحترام للمرأة التي تعكس رموز التضحية والعطاء والنجاح للأمهات المحققات لقصص نجاح أو عشن قصص كفاح، حيث كانت المرأة على الدوام الرقم الأهم في المعادلة الوطنية، واللون الأكثر بهجة في لوحة الأمة المصرية.
ولعلي لا أبالغ حينما أقول إن الاحتفال هذا العام 2025 شهد تميزًا واهتمامًا كبيرًا عن الأعوام السابقة، ويرجع الفضل في ذلك للدكتورة مايا مرسي وزيرة التضامن الاجتماعي، التي تابعت بنفسها جميع مراحل مسابقة اختيار الأم المثالية على مستوى الجمهورية وبالمحافظات طبقًا للمعايير وبمنتهى الشفافية، لأن الهدف من الاحتفال هو تحفيز النماذج الإيجابية على الظهور والتحدث عن تجاربهم لخلق نماذج قدوة في المجتمع.
وللحقيقة، فإن الدكتورة مايا مرسي منذ أن تولت منصب وزيرة التضامن الاجتماعي تتعامل بحكمة مع كافة العاملين بمختلف مستوياتهم الوظيفية، وتمتاز بقوة شخصيتها مما جعل الجميع داخل وخارج الوزارة يحترمونها وينبهرون بأدائها، لأنها وزيرة غير نمطية ولا تنصاع لآراء وأهواء المحيطين بها في العمل، كما أن شخصيتها القوية تفرض على الجميع احترامها وتقديرها، ومن بين صفاتها البارزة هي ثقتها بالله وبنفسها وكان لذلك انعكاسًا في كسب ثقة كل من حولها وكل من تعامل مع هذه الشخصية الوطنية التي تقدر جهود الآخرين وهو أمر هام جدًا في مجال عملها لأنه يساعدها على التصرف بإيجابية، حيث تهتم بمشاعر الآخرين وتظهر التعاطف مع من تشعر أنه بحاجة إليها وخصوصًا في الحالات الطارئة كالمرض أو الوفاة، إضافة إلى أنها منصتة جيدة لتكون على علم بطريقة تفكير الآخرين وتعاملهم مع المواقف المختلفة في العمل.
وتمتلك مايا مرسي رصيدًا متميزًا من الخبرة، اكتسبتها من خلال عملها لأكثر من 25 عامًا في العديد من المنظمات الوطنية والإقليمية والدولية، والتي يأتي من بينها المجلس القومي للمرأة، والأمم المتحدة، والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، بالإضافة إلى المؤسسات الأكاديمية.
حقًا ونحن نحتفل بعيد الأم، تستحق الدكتورة مايا مرسي أن نطلق عليها لقب وزيرة السعادة، فكثيرًا ما تؤكد أهمية تقديم خدمة متميزة لكل من يتعامل مع الوزارة أو المديريات أو الإدارات وحتى الوحدات الاجتماعية بقرى مصر، لأن هذه المؤسسات هي أذرع الحكومة لرفع مستوى سعادة أفراد المجتمع من خلال ما تقدمه من حزم حماية اجتماعية ومساندة للمجتمع الأهلي، لذا أحببت أن أطلق لقب وزيرة السعادة على الدكتورة مايا مرسي لحسها السياسي المتميز وحرصها على دعم حقوق الأسر الأكثر احتياجًا وظهر ذلك جليًا في قانون الضمان الاجتماعي الجديد الذي يعد خطوة غير مسبوقة من الدولة المصرية لتحسين شبكة الأمان الاجتماعي وتوسعة مظلة الضمان الاجتماعي، وكفالة حقوق الفئات الأولى بالرعاية وتوفير أقصى حماية ممكنة لها كذوي الإعاقة والمسنين والأيتام والمرأة المعيلة.