ads
ads

ماجي قطامش تكتب: وُلدت المرأة المستقلة.. حين غاب الرجل أم حين اختارت أن تكون؟!

ماجي قطامش
ماجي قطامش

في السنوات الأخيرة، أصبح مصطلح “Strong Independent Woman” شعارًا ترفعه النساء في كل مكان.

امرأة قوية، لا تحتاج أحدًا، تعتمد على نفسها، وتعيش وحدها بمعاييرها الخاصة.

لكن، هل خُلقت المرأة أصلًا لتكون Strong Independent Woman؟

أم خُلقت لتكون امرأة… بكل ما في الكلمة من عطاء وحنان وأنوثة واتزان؟

العمل لم يعد اليوم مجرد وسيلة للإنتاج أو للمشاركة، بل صار درعًا واقيًا من الخوف.

الخوف من الغد، من الغدر، من الوحدة، من الخيانة، من الانكسار.

كأن المرأة وجدت نفسها فجأة في عالم يقول لها: “احمي نفسك بنفسك، ولا تنتظري أحدًا.”

فتحوّل السعي الشريف نحو الكرامة إلى صراع مرهق مع الحياة.

وفي المقابل، لم يعد بعض الرجال كما كانوا.

الرجل الذي كان يسأل “هل أستطيع أن أُسعدك؟” أصبح يسأل “كم تستطيعين أن تساهمي؟”

تحوّل الزواج إلى صفقة مالية أكثر منه عهد مودة ورحمة.

وراحت الرجولة تتنازل طواعية عن دورها القيادي، متخفية وراء شعار “المشاركة.”

لكن، هل المشكلة في المرأة التي قررت أن تكون قوية؟

أم في الرجل الذي تراجع عن مسؤوليته فاضطرت هي أن تملأ الفراغ؟

نحن لا نلوم المرأة لأنها أصبحت مستقلة،

بل نسأل: ما الذي دفعها لتكون كذلك؟

هل هو الفكر الغربي الذي تسلّل عبر الشاشات والسوشيال ميديا فزرع فكرة “الاكتفاء بالذات”؟

أم هي الظروف الاقتصادية التي فرضت على الجميع واقعًا قاسيًا لا يرحم من يختار الضعف؟

المرأة بطبيعتها ليست ضد القوة، لكنها ليست آلة تُقاتل بلا توقف.

هي في الأصل نبع من الحنان، من الرحمة، من الدفء الذي يُرمم الرجل حين ينهار.

فإذا تحولت إلى محاربة، من سيُرممها هي؟

لقد اختلت الموازين حين نسينا أن القوة الحقيقية ليست في الاستقلال عن الآخر، بل في التكامل معه.

حين تنازل الرجل عن دوره كقائد وراعٍ، اضطرت المرأة أن تصبح قائدًا،

لكنها في أعماقها تشتاق أن تعود كما كانت: امرأة يعتمد عليها، لا امرأة تتحمل كل شيء وحدها.

السؤال الذي يجب أن نطرحه اليوم ليس:

هل المرأة القوية المستقلة على حق؟

بل: هل هذا ما أراد الله لها؟

وهل ما نراه اليوم هو ناتج اختيار حر… أم اضطرار مؤلم؟

ربما نحتاج أن نعيد تعريف القوة

فالقوة ليست في أن أستغني،

بل أن أختار أن أكون مع الآخر، وأظل نفسي.

رؤية ختامية: حين تعود الموازين إلى مكانها

القوة الحقيقية لا تعني أن تتخلى المرأة عن أنوثتها،

ولا أن يتخلى الرجل عن رجولته،

بل أن يتذكّر كلٌّ منهما دوره الذي خُلق من أجله.

حين تعود الشراكة إلى معناها الأصلي — أن نكمّل بعضنا لا أن نتنافس

سيستعيد البيت دفأه، والمرأة هدوءها، والرجل احترامه لذاته.

المطلوب ليس أن تتراجع المرأة عن استقلالها،

بل أن توظفه في توازن جميل:

تعمل، وتبدع، وتشارك، ولكن دون أن تفقد نعومتها ولا طبيعتها.

والمطلوب من الرجل ألا يختبئ خلف شعار “المساواة”،

بل أن يتحمّل مسؤوليته كقائدٍ بالرحمة، لا بالسلطة.

القضية ليست صراع قوى بين الرجل والمرأة،

بل معركة وعي ضد فكر دخيل أراد أن ينسينا من نحن.

وحين ندرك ذلك، سيعود كلٌّ إلى مكانه الطبيعي…

هي سكن، وهو أمان.

هي دفء، وهو ظل.

وبينهما تستقيم الحياة كما أرادها الله.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً