ads
ads

ماجي قطامش تكتب: التكنولوجيا والأطفال بين التأثير الإيجابي والسلبي… ولماذا اتسعت الفجوة بين الأهل وأبنائهم؟

ماجي قطامش
ماجي قطامش

في زمن بقينا فيه نعيش بنص عقلنا في الحياة، والنص التاني في الشاشة… ظهر سؤال حقيقي ومؤلم:

هل التكنولوجيا نعمة لأولادنا ولا بوابة لفجوة أكبر بينّا وبينهم؟

الجيل الجديد اتولد وإيده متعودة تفتح شاشة قبل ما تفتح كتاب. التكنولوجيا بالنسبالهم مش “رفاهية”… دي جزء من وعيهم، وطريقتهم في الفهم، ومساحتهم اللي بيعبروا فيها عن نفسهم.

الجانب الإيجابي… لما التكنولوجيا تبقى فرصة

لو عرفنا نستخدمها صح، هتبقى باب واسع ينمّي أولادنا:

• بتفتح لهم عوالم معرفية عمر الكتب الوحدها ما كانت هتوصلها.

• بتعلمهم لغات ومهارات بسرعة إحنا نفسنا ما كناش نتخيلها.

• بتديهم مساحة يبدعوا، يرسموا، يصمّموا، ويطلعوا اللي جواهم.

• بتخليهم مستعدين لعالم كله بيعتمد على التقنية، من أول المدرسة لحد الشغل.

التكنولوجيا مش عدو… العدو الحقيقي هو الاستخدام من غير وعي.

الجانب السلبي… لما الشاشة تبقى البديل عن الحضن

التكنولوجيا ممكن توجع لما:

• يتحول الطفل لمستخدم مش متعلم.

• يهرب من العالم الحقيقي للعالم الافتراضي.

• يقيس قيمته بعدد اللايكات، مش بكلمة تشجيع من أبوه أو أمه.

• يعيش عزلة رغم إن البيت مليان ناس.

وهنا يبدأ الخطر… وهنا تبدأ الفجوة.

اتساع الفجوة بين الأهل والأطفال… ليه حصلت؟

بكل صدق… التكنولوجيا ما كانتش السبب الوحيد.

السبب الأكبر إننا كبّرنا على عالم… وهم اتولدوا في عالم مختلف تمامًا.

إحنا اتربينا على الكلام المباشر، العلاقات الواقعية، واللعب في الشارع.

هما اتربّوا على السرعة، الشاشة، والمعلومة الجاهزة في ثانية.

إحنا بنفهم الحب من الوجود.

هما بيفهموه من الاهتمام.

ولما نفهم ده، هنكتشف إن أول خلاف بين الأهل والأولاد مش سببه التكنولوجيا…

سببه إن كل طرف بيتكلّم لغة مختلفة.

دور الأهل… مش منع التكنولوجيا، لكن مرافقة الطفل داخلها

دورنا مش إننا نمنع، ولا نهاجم، ولا نخوّف…

دورنا إننا نكون المرشد، البوصلة، الصوت اللي يعلّم الطفل إزاي يعيش في العالم ده من غير ما يضيع فيه.

وده يحصل إزاي؟

• نقسّم وقت استخدام الأجهزة بشكل صحي وواضح.

• ندخل عالمهم… نتفرج معاهم، نلعب معاهم، نفهم هما بيحبوا إيه وليه.

• نعلّمهم الفرق بين المحتوى الصحي والمؤذي.

• نشجعهم يعيشوا حياة حقيقية: أصحاب، رياضة، مهارات، علاقات.

• نسمع… ونسأل… ونسند. مش نلوم.

والمصيبة الأكبر… إن الفجوة بقت عاطفية مش تقنية

الفجوة ما بين الأهل والأطفال مش في “إزاي يشغل اللعبة”،

الفجوة في:

إزاي يفهموني؟

إزاي يسمعوني؟

إزاي يحسّوا بيا؟

الطفل مش محتاج تابلت أقل…

الطفل محتاج أهل أكتر.

مضمون كلامي

التكنولوجيا في نفسها مش خير ولا شر.

هي مجرد أداة…

وإحنا اللي نقرر هتكون:

باب نور لأولادنا، ولا باب يبعدهم عنّا خطوة ورا خطوة.

الأهل مش محتاجين يبقوا خبراء تكنولوجيا…

هما محتاجين يبقوا قريبين.

ولما القرب يحصل… الفجوة مهما كانت كبيرة، هترجع تقصر.

لأن الطفل دايمًا… بيرجع للي يفهمه قبل اللي يعلّمه.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً