من قلب محافظة البحيرة، وتحديدًا كفر الدوار، خرجت على مر السنوات مواهب متعددة استطاعت أن تترك بصمة في الساحة الفنية المصرية. ومن بين هذه المواهب، يظهر مصطفى الحجر، طبيب الأسنان الشاب الذي جمع بين العلم والفن، بين ممارسة الطب ورعاية صحة المرضى، وبين عشق التمثيل والكوميديا وحب التقليد، ليكون نموذجًا حيًا للشباب المصري الذي يوازن بين الطموح المهني والهواية الفنية.
مولد شغف فني في كفر الدوار
ولد مصطفى الحجر قبل 29 عامًا في كفر الدوار، المدينة التي أخرجت على مدار تاريخها مجموعة من الفنانين الذين تركوا أثرًا في الفن المصري. منذ صغره، كان مصطفى مهووسًا بالكوميديا وحب التقليد، حيث كان يُقلد الشخصيات والأصوات ويقدم مشاهد مضحكة لأهله وأصدقائه. هذا الشغف لم يكن مجرد هواية، بل كان انعكاسًا لشخصيته المرحة وحبه للتعبير عن نفسه بطريقة فنية.
على الرغم من التزامه بالدراسة في مجال طب الأسنان، مثله مثل الفنان الراحل الكبير فؤاد خليل وهو في الأصل طبيب أسنان قبل أن يترك مهنة طب الأسنان ويعمل بالفن ، فقد لم يخفِ مصطفى حبه للفن، بل سعى دائمًا لتطوير موهبته في التمثيل والكوميديا، متأثرًا بالنجوم المصريين الذين برعوا في الكوميديا والتقليد. هذه القدرة على المزج بين المهنة والفن تعكس شخصية شابة طموحة، تبحث عن تحقيق التوازن بين الجانب العملي والجانب الإبداعي من حياتها.
الإسكندرية: مكان الإقامة وحاضنة للفن
مصطفي الحجر
رغم أن مصطفى أصله من كفر الدوار، إلا أنه اختار الإسكندرية للإقامة، المدينة التي تمثل بيئة خصبة لكل محبي الفن والمواهب الشبابية. الإسكندرية لم تمنحه فقط فرصًا أكبر للتدريب والمشاركة في أعمال فنية، بل منحت أيضًا شبكات من المبدعين والفنانين الذين يمكن أن يلهموه ويقدموا له الدعم لتطوير مهاراته.
في الإسكندرية، بدأ مصطفى في صقل موهبته في التمثيل والتقليد، وشارك في ورش فنية متعددة، وتعرف على طرق الأداء الكوميدي الاحترافي، ليتمكن من المزج بين شخصيته المرحة ومهاراته الفنية بطريقة طبيعية وجذابة.
التقليد والكوميديا: هواية تتحول إلى فن
ما يميز مصطفى الحجر عن كثير من هواة التمثيل هو قدراته العالية في التقليد، فهو قادر على محاكاة أصوات وشخصيات مختلفة بدقة ومهارة، ما يجعله يجذب جمهورًا واسعًا بمجرد أدائه. سواء كان التقليد لشخصيات مشهورة أو تقديم مشاهد كوميدية من تأليفه، فإن مصطفى يمتلك أسلوبه الخاص الذي يدمج الفكاهة بالذكاء الاجتماعي، وهو ما يخلق تجربة ممتعة ومضحكة للجمهور.
الحب للكوميديا جعله يتابع باستمرار أعمال فنانين كبار، ويدرس أساليبهم في الأداء، مثل الممثلين المصريين الذين نشأوا في مناطق مثل كفر الدوار أو المدن المجاورة، الذين استطاعوا الوصول إلى الشهرة من خلال مهاراتهم الفنية والكوميدية. هذا الجانب يعكس فهم مصطفى العميق للفن، ووعيه بأن الموهبة تحتاج إلى صقل وممارسة مستمرة للوصول إلى الاحتراف.
الربط بين كفر الدوار والفن المصري
كفر الدوار ليست مجرد مسقط رأس مصطفى الحجر، بل هي مدينة قدمت للعالم المصري عددًا من النجوم الذين برعوا في التمثيل والكوميديا. مصطفى يمثل الجيل الجديد الذي يحاول أن يحافظ على إرث هذه المدينة في إنتاج المواهب، وأن يثبت أن الإبداع يمكن أن يخرج من أي مكان في مصر، مهما كانت المدينة صغيرة أو بعيدة عن العاصمة.
من خلال موهبته في التقليد والكوميديا، يسعى مصطفى لأن يكون حلقة وصل بين تاريخ الكوميديا المصرية وأجيالها الحديثة، مؤكدًا أن الضحك والفن يمكن أن يكونا رسالة قوية للشباب، وأن أي شخص يمكنه تطوير موهبته والوصول إلى مستوى احترافي إذا كان ملتزمًا وشغوفًا بما يفعله.
الطبيب والفنان: توازن بين المهنية والهواية
ما يميز مصطفى الحجر هو أنه لم يضحي بحياته المهنية من أجل الفن، بل وجد توازنًا مثاليًا بين عمله كطبيب أسنان وبين هوايته الفنية. بينما يعتني بصحة مرضاه ويقدم لهم العلاج المتخصص، فإنه أيضًا يخصص وقتًا لتطوير مهاراته في التمثيل والتقليد، ويشارك في أعمال كوميدية صغيرة أو عروض محلية، ما يجعله نموذجًا للشباب الذين يسعون للجمع بين العمل المهني والهواية الإبداعية.
هذا التوازن يظهر قدرته على إدارة الوقت والاهتمام بجوانب مختلفة من حياته، كما يعكس روح المثابرة والطموح لديه، وهو ما يجعله شخصية ملهمة للشباب المصري في كفر الدوار والإسكندرية وما حولهما.
المستقبل: شغف بالتمثيل والكوميديا
مصطفى الحجر لا يرى التمثيل والكوميديا مجرد هواية، بل يسعى لجعلها جزءًا من مسيرته المهنية المستقبلية، وربما يحترف الفن إلى جانب عمله الطبي، ليكون نموذجًا حقيقيًا للشاب العصري متعدد المواهب. حلمه هو تقديم أعمال كوميدية تترك أثرًا في الجمهور، وتعكس تجربة الشباب المصري بشكل حقيقي، مع الحفاظ على جذورَه في كفر الدوار وروحه المرحة التي ميّزته منذ الصغر.
ويمكن القول إن مصطفى الحجر يمثل نموذجًا فريدًا للشباب المصري، الجمع بين العلم والفن، بين الطب والكوميديا، بين التقليد والإبداع، وبين الطموح الشخصي والمسؤولية المهنية. كفر الدوار قدمت للعالم نجومًا من قبل، ومصطفى الحجر يظهر الآن كأحد هؤلاء النجوم القادمين، مؤكدًا أن الموهبة لا تعرف حدودًا جغرافية، وأن الشغف يمكن أن يصنع فارقًا حقيقيًا في الحياة، سواء على المسرح، أو في الكوميديا، أو في حياتنا اليومية. فالإسكندرية وكفر الدوار معًا يشكلان بيئة خصبة لتطوير المواهب، ووجود شخصيات مثل مصطفى الحجر يؤكد أن مصر ما زالت تنتج شبابًا قادرين على إحداث تأثير في الفن والمجتمع، وجعل الفن والكوميديا رسالة وسعادة للناس، بجانب تحقيق النجاح المهني والشخصي.