ads
ads

حين تشتد ضغوط الحياة.. تذكّر أن حتى الأقوياء لديهم روح تحتاج من يُعيد إليها الحياة

ماجي قطامش
ماجي قطامش

في زمن تتلاحق فيه الأعباء وتزدحم التفاصيل،

أصبحنا نعيش في سباقٍ لا ينتهي.

كل يوم يبدأ وينتهي بسرعة، بين عملٍ لا يتوقف، ومشاكل اقتصادية تثقل الكتف، ومسؤوليات تتضاعف داخل كل بيت.

ولأننا نحاول أن نبدو دائمًا بخير، ننسى أحيانًا أننا بشر،

ولنا روح تحتاج من يسمعها… ويُعيد إليها الحياة.

الحياة اليومية أصبحت مليئة بالضغوط النفسية والمادية والمعنوية.

الكل يحاول أن ينجو بطريقته — امرأة تُوازن بين البيت والعمل،

ورجل يسعى لأن يكون السند، رغم ما يمر به من إرهاق داخلي لا يُرى.

نحن نظن أنه قوي، وأنه لا يتعب،

لكن الحقيقة أن الرجل أيضًا روح تتألم وتتعب وتحتاج من يحتويها.

الإنسان خلف القناع الذي وضعه لنفسه.

كثيرون يظنون أن القوة هي في الصمت أو التحمّل،

لكن أقسى ما في الحياة أن يتعامل الإنسان مع نفسه كأنه آلة لا يحق لها أن تنهار.

الرجولة لا تعني غياب الضعف،

ولا القوة تعني كتمان الألم،

فحتى أكثر الناس صلابة يحملون بداخلهم روحًا تحتاج إلى من يرد إليها الحياة.

وسط زحام المسؤوليات، ينسى الرجل — وربما المرأة أيضًا

أن له قلبًا يحتاج لراحة، وأنه ليس مضطرًا أن يكون قويًا طوال الوقت.

كل إنسان، مهما بدا متماسكًا، يحتاج إلى من يفهمه دون شرح،

إلى من يسمعه بلا حُكم،

إلى من يكون له “صديق الروح” كما يقولون،

شخص يتكلم معه بصدق، كما لو كان يتحدث إلى نفسه.

روح تحتاج إلى روح

البيت، الأولاد، العمل، الالتزامات اليومية —

كلها تأخذ من الإنسان دون أن تُعيد له شيئًا إن لم ينتبه.

لكننا لا نستطيع أن نكمل بهذه الوتيرة إلى الأبد و إلا سوف نشعر بالموت ونحن احياء ،

فحتى الجسد القوي يضعف إن أُهملت روحه.

نحن بحاجة إلى لحظات صدق، إلى إنسان قريب نرتاح في حضوره،

إلى كلمة طيبة تردّ فينا الحياة.

كلنا نكبر، والأيام تمضي، والأدوار تتبدّل.

الأبناء يكبرون ويبتعدون، الأهل بحكم الزمن يرحلون، والأصدقاء تنشغل حياتهم.

لكن من يبقى فعلًا، هو الروح التي تسند روحك،

الشريك أو الرفيق او الحبيب الذي يفهمك حين تصمت،

ويعيد إليك الإحساس بالحياة حين تشعر أن كل شيء فقد معناه.

في النهاية، لسنا أقوياء كما نظن.

نحن بشر، نحمل بداخلنا أرواحًا مرهفة تتعب وتحتاج إلى من يطمئنها.

كل روح تحتاج إلى روح ترد فيها الحياة،

وكل إنسان، مهما بدا صلبًا، يحتاج إلى دعمٍ ومعنى ويدٍ تمتد نحوه في الوقت المناسب.

لذا، تذكّر دائمًا:

القوة الحقيقية ليست في التحمّل وحده،

بل في أن تعرف متى تحتاج لمن يُعيد لروحك الحياة،

ومتى تُمدّ أنت يدك لروحٍ أخرى، تبحث عن الدفء ذاته.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً
عاجل
عاجل
مصر والسودان تؤكدان رفضهما القاطع لأي إجراءات أحادية تُتخذ على النيل الأزرق