تدور الأيام ويثبت التاريخ أن مصر هي الباقية مهما حاول أعدائها الضغط عليها أو حصارها، وتأتي اليوم ذكرى معركة راس العش وهي إحدى معارك حرب الاستنزاف، دارت أحداثها يوم1 يوليو،1967 بالقرب من ضاحية بورفؤاد ، عندما حاولت المدرعات الإسرائيلية احتلالها، لكن تصدت لها قوة من الصاعقة المصرية كانت المعركة هى اولى معارك الصمود والشرارة التي أدت لاندلاع حرب الاستنزاف على ضفتي قناة السويس لنحو ثلاث سنوات. و التقت اهل مصر مع عبد السلام الدهشان الذى شارك فى معركة رأس العش و كان برتبة ملازم اول ليحكى لنا مادار على مدار سبع ساعات من تصدى قوات الصاعقة المصرية للقوات الاسرائيلية فيقول الدهشان اننى كنت من ضمن القوات المتمركزة فى بورفؤاد بعتبار انه الطريق الموصل لرأس العش منطلقة من بورفؤاد بتعليمات عليا من القوات المسلحة التى دفعت بقوة قتالية من افراد الصاعقة و وحدات الجيش المختلفة للتمركز شمال منطقة رأس العش لمنع اقتحام العدو اليهودى من الانطلاق منها باتجاه الشمال للسطو على باقى الناحية الشرقية لقناة السويس و وصولا الى مدينة بورفؤاد
و كنت من ضمن القوة المعاونة التى كانت خلف القوة الضاربة التى تصدت لقوات العدو لحماية ظهر قواتنا و امدادهم بالعتاد من الخلف و تمكنت من وقف تحقيق رغبته او تحقيق مهمته حيث كانت قوة العدو الصهيونية باعداد و تسليح قوى و تصدت لها القوات المصرية رغم ذلك بما هو متاح لها من اسلحة مستطاعة لدى قواتنا المسلحة فى هذا الوقت و كانوا ابطال التصدى فى هذه المعركة ، رجال يدافعون عن ارض مصر دون النظر لقوة تسليح حتى تحقق لنا النصر و دحر العدو من هذه المنطقة التى ظلت فى يد قواتنا المصرية حتى انسحاب اليهود من سيناء كليا .
كمين الكيلو 14 وبطولة اسطورية لرجال الكتيبة 34 صاعقة
و يتابع الدهشان حديثه انه لم يمر على نكسة يونيو 67 الا شهرا واحدا تنقصه عدة ايام و بالتحديد فى الساعة السابعة و النصف مساء ليلة 30 يونيو 1967 رصدت اعين مخابرتنا الحربية و استطلاع القوات المسلحة تحركات مشبوهه و نوايا التقدم شمالا من القنطرة شرق تجاه مدينة بورفؤاد ، المنطقة الوحيدة التى لم تحتلها القوات الاسرائلية من الضفة الشرقية للقناة بالرغم من سابقة امتثال القوتين المتحاربتين لقرار مجلس الامن بوقف اطلاق النار بين مصر و اسرائيل و لم يمر عليه سوى ثلاثة اسابيع و بالتحديد فى التاسع من يونيو 1967 . و كانت القيادة العسكرية الجديدة تعلم ان هناك طريقا ترابيا يقع فى شرق القناة و يربط القنطرة شرقا ببورفؤاد و ان القوات الاسرائيلية المتقدمة سوف تستخدمه لا محاله فى احتلال بورفؤاد لتحقق بذلك مكسبا استيراتيجيا و عسكريا هاما ، وصدرت صدرت الاوامر الفورية للكتيبة 43 صاعقة بقيادة الرائد سيد الشرقاوى بالقيام بزرع مجموعة من الالغام على ذلك الطريق بالتعاون مع مجموعة من المهندسين العسكريين و فى الاماكن الحيوية المتوقع مرورها عليها منطقة رأس العش عند الكيلو 14 طريق الكاب التينة جنوب بورفؤاد .
صباح اليوم التالي : اشتباكات مع العدو وجها لوجه بالسلاح الأبيض
و مع تباشير الصباح اليوم التالى الاول من يوليو 1967 حاولت قوة اسرائيلية عبارة عن كتيبة مشاة محملة على عربات مجنزرة تعززها سرية دبابات قوامها عشر دبابات يعاونها عناصر من المدفعية و سرب من المقاتلات القاذفة ..تتقدم من القنطرة شرق شمالا فى محاولة للاستيلاء على بورفؤاد ظانه انها فى نزهه خلوية لا يعكر صفوها احد و لم تتوغل شمالا طويلا ، بل تصدت لها فصيلة من الصاعقة المصرية قوامها ثلاثين فردا بقيادة الملازم فتحى عبدالله و كانت قد اعدت لها الكمائن و اشتبكت معها اكثر من ست ساعات بالسلاح الابيض و النيران ، و كان ذلك اول اشتباك وجها لوجه مع القوات الاسرائلية منذ نكسة يونيو 76 ، و كانت خسائر القوات الاسرائيلية فادحة فى العدة و العتاد ، تبعه انسحابها تجر ذيول الخيبة و العار و ردت فصيلة من الصاعقة المصرية جزءا من كرامتها فى معركة رأس العش حيث تم تدمير ثلاثة دبابات أسرائيلية و كثير من الجنود على أيدى ثلاثون فردا من أفراد الصاعقة المصرية و تم السيطرة على رأس العش و فى 21 أكتوبر عام 1967 تم تدمير المدمرة ايلات و خلفت من 200 الى 300 جريح و قتيل اسرائيلى و من الغريب ان اسرائيل لم تحاول تكرار تلك المحاولة خلال احتلالها للضفة الشرقية للقناة طيلة ست سنوات ، و من ضراوة و شدة تلك المعركة ان وصل عدد شهدائها الى سبعة شهداء و كان اولهم الشهيد الملازم جابر الجزار الذى تم دعمه لفصيلة الصاعقة من الكتيبة 43 صاعقة . مشيرا إلى أن الرئيس جمال عبد الناصر كان يتابع بنفسه خط سير العمليات من محطة ارشاد السفن بالقناة عند رأس العش يرافقه قائد الكتيبة 43 صاعقة و امر الرئيس عبد الناصر بمنح الرتب الاعلى لكل من شارك فى تلك العملية التى اذيعت تفاصيلها فى نشرة اخبار السابعة