بعد أن قررت بعض الدول الأوروبية التي شهدت بداية جائحة فيروس كورونا فتح بلادها بحذر مع اتباع الإجراءات الوقائية، عادت المدن والدول في جميع أنحاء العالم إلى فرض قيود أشد صرامة تتعلق بفيروس كورونا لمكافحة حالات التفشي المتكررة بعد الموجة الثانية من الوباء الذي أصاب مايقارب من 14 مليون شخص حول العالم دون إيجاد لقاح أوعلاج حتى الآن؛ وحذرت منظمة الصحة العالمية من أنه 'لا توجد طرق مختصرة لتجاوز الجائحة.
ما هي الإجراءات الأشد صرامة لإعادة غلق الدول؟
هونج كونج
وفقاً لتقرير لصحيفة الجارديان البريطانية، فإنه من المقرر أن تفرض هونج كونج إجراءات صارمة جديدة للتباعد الاجتماعي بدءاً من منتصف ليل الثلاثاء 14 يوليو 2020، وهي الإجراءات الأشد صرامة هناك منذ بدء الجائحة، إذ حذّرت السلطات من أن خطر التفشي على نطاق واسع كان مرتفعاً للغاية.
تقتضي الإجراءات أن تكون أقنعة الوجه إلزامية للأشخاص الذين يستخدمون وسائل النقل العام، وأن تتوقف خدمات تناول الأطعمة داخل المطاعم، وأن تقتصر على توفير الوجبات الجاهزة بعد السادسة مساءً، وأدت القيود الجديدة إلى إغلاق مدينة ألعاب ديزني لاند هونج كونج مرة أخرى بعد إعادة افتتاحها في يونيو 2020.
الفلبين
وفي الفلبين، من المقرر أن يعود ربع مليون شخص في مانيلا إلى حالة الإغلاق، وذلك في محاولة لوضع حد لمعدل الإصابات هناك، مع عدد يزيد قليلاً على 57000 حالة، يوجد في الفلبين ثاني أكبر عدد من الإصابات في جنوب شرق آسيا. وحتى الآن لقي حوالي 1600 شخص حتفهم في البلاد طوال فترة الجائحة.
أمريكا
في الولايات المتحدة التي أبلغت عن حوالي 60 ألف حالة جديدة في اليوم لمدة أسبوع تقريباً، بحسب بيانات نشرتها جامعة جونز هوبكنز التي تتبع الإصابات والوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، أمر حاكم كاليفورنيا جميع الحانات بالإغلاق على مستوى الولاية وأمر جميع المطاعم ودور السينما والمتاحف بإيقاف عملها في الأماكن المغلقة، وذلك في انتكاسة كبيرة لجهود إعادة فتح الاقتصاد مع استمرار تزايد الحالات.
إضافة إلى الإغلاق على مستوى الولاية، يجب أيضاً على 30 مقاطعة في قائمة الرصد بالولاية إيقاف الأنشطة في الأماكن المغلقة بدور العبادة ومراكز اللياقة البدنية وصالونات تصفيف الشعر والحلاقة والمراكز التجارية.
تواجه كاليفورنيا عدداً متزايداً من الحالات، وشهدت الولاية في المتوسط عدداً يومياً من الحالات بلغ 8211 حالة خلال الأسبوع الماضي، مقارنة بمتوسط الحالات الذي بلغ 7876 حالة منذ أسبوعين.
اقرأ أيضاً: مخاوف من تحوله لجائحة جديدة.. ماهو فيروس ليزا؟ وكيف اتخذت إيطاليا التدابير اللازمة؟
استراليا
نظراً لتجاوز عدد الحالات في أستراليا 10 آلاف حالة يوم الثلاثاء 14 يوليو 2020، فرضت ولاية نيو ساوث ويلز أيضاً قيوداً على الحانات، وذلك بتقليص عدد حجوزات المجموعات إلى 10 أشخاص كحد أقصى، وفرض حد أقصى لعدد الأفراد المسموح به في الأماكن بحيث لا يتجاوز 300 شخص، وإلزام الأماكن الكبيرة بتوفير مراقبين متخصصين للنظافة الصحية يرتدون 'ملابس مميزة' لمراقبة التباعد الاجتماعي والتنظيف والنظافة الصحية طوال الوقت.
من المقرر أن تستعين ولاية فيكتوريا بموظفين من القطاع الخاص، من بينهم موظفو شركات الطيران وشركات الاتصالات والبنوك، إضافة إلى 1000 فرد إضافي من قوات الدفاع الأسترالية، وذلك للمساعدة في جهود احتواء فيروس كورونا، وذلك بعد الإبلاغ عن 270 حالة إصابة جديدة بالفيروس على نحو مفاجئ.
تشمل أهم المستجدات الأخرى من جميع أنحاء العالم ما يلي
ناشد مسؤولو الصحة في العاصمة اليابانية، طوكيو، يوم الثلاثاء 14 يوليو، إجراء اختبار لأكثر من 800 من مرتادي أحد المسارح بعد اكتشاف أن عملاً فنياً لفرقة فتيان يابانية كان مصدر إصابة ما لا يقل عن 20 حالة.
حذر الخبراء من أنه يجب على بريطانيا الشروع في إجراء 'استعدادات مكثفة' لموجة ثانية من فيروس كورونا من شأنها أن تقتل ما يصل إلى 120 ألفاً من مرضى المستشفيات في أسوأ الأحوال.
اقرأ أيضاً: بعد استمرار فيروس كورونا.. ماهي الجغرافيا السياسية الجديدة للدول؟
ستصبح أقنعة الوجه إلزامية بالمحلات التجارية في جميع أنحاء إنجلترا، ومن المقرر أن يعلن الوزراء يوم الثلاثاء، 14 يوليو، إثر أنباء متضاربة، وانقسام في الحكومة، وتصاعد الضغط على رئيس وزراء البلاد، بوريس جونسون، لتغيير التوجيهات العامة.
وفقاً لشهادة الكونجرس التي أدلى بها مديرون تنفيذيون لبعض الشركات، ثبتت إصابة أكثر من 880 موظفاً من المتعهدين من القطاع الخاص الذين يديرون مراكز احتجاز المهاجرين في الولايات المتحدة،وُضع مستشفى كامل في ولاية واهاكا جنوب المكسيك في الحجر الصحي بعد ثبوت إصابة 68٪ من الطاقم المتبقي من موظفيها.
كيف يمكن أن تؤثر الموجة الثانية على الاقتصاد العالمي؟
توقعت هيئة مكونة من 48 اقتصاديًا أمريكيًا من الجمعية الوطنية لاقتصاديات الأعمال انخفاضًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 5.8 ٪ في الولايات المتحدة هذا العام - وهو أكبر انخفاض منذ أربعينيات القرن الماضي، وثلث الانخفاض في الربع الثاني من عام 2020 مقارنة بنفس الفترة،ربع العام الماضي.
يقدر مارك تواتي ، الاقتصادي في باريس ، أن الأمر قد يستغرق حتى عام 2026 حتى تعود يعود العالم إلى المستويات الاقتصادية السابقة للوباء، تتوقع الحكومة الفرنسية أن الناتج المحلي الإجمالي في سادس أكبر اقتصاد في العالم سينكمش بنسبة 11٪ هذا العام،وبالنظر إلى ذلك ، حتى لو زاد الناتج المحلي الإجمالي بشكل مطرد بنحو 2٪ سنويًا ، 'سيستغرق الأمر حوالي خمس سنوات ونصف للعودة إلى مستويات 2019'.
ستأخذ الاستجابة للأزمة الحالية الأولوية بشكل صحيح الآن ، ولكن يجب على السلطات الاقتصادية أن تلعب دورها في ضمان أن يتخذ العالم أخيراً خطوات حاسمة لمنع تكرار 'فيروس كورونا' في المستقبل.
لذلك، تحتاج وزارات المالية والبنوك المركزية إلى الضغط بقوة داخل الحكومة لضمان التمويل المستدام طويل الأجل للبحوث المتعلقة بالوقاية وتعزيز أنظمة الصحة العامة، كما أنهم بحاجة إلى ضمان استخلاص الدروس الصحيحة من قبل القطاع الخاص لجعل سلاسل التوريد الدولية أكثر قوة.