اعلان

العراق يتأهب لكارثة جديدة.. "مخازن الموت" تنذر بفاجعة تشبه تفجيرات بيروت

مخازن الموت في العراق
مخازن الموت في العراق
كتب : سها صلاح

سلطت كارثة تفجيرات مرفأ بيروت، الضوء مجددًا على مخازن الأسلحة والعتاد التابعة للميليشيات الموالية لإيران، والمنتشرة داخل المناطق السكنية في العاصمة بغداد وبعض المدن العراقية الأخرى، خصوصًا في مناطق جرف الصخر، وتكريت، والموصل، والتي يعتبرها العراقيون مخازن موت وقنابل موقوتة، وفي ظل هذه الكارثة في الموصل أصبح المواطنون متأهبون لأي أزمة جديدة في البلد المنكوب، في ظل عدم اكتراث الجماعات المسلحة لحياة المدنيين باتخاذها المناطق المأهولة بالسكان منطلقا لأنشطتها ومخازن لأسلحتها التي تمولها بها إيران بطريقة مباشرة، وخلال الأيام الماضية، علت أصوات طالبت بضرورة إبعاد مخازن السلاح عن بيوت المدنيين وحمايتهم من مخازن الموت التي تحيط بهم.

واستمعت الحكومة العراقية لهذه الأصوات، ووجهت الأسبوع الماضي على لسان مسؤول رفيع بهيئة المنافذ الحدودية، بجرد كل الحاويات التي تحوي مواد عالية الخطورة، أو ذات طبيعة كيميائية، وغيرها من القابل للتفجير في جميع القطاعات، سواء كانت بحرية أو برية أو جوية، وكذلك اتخاذ الإجراءات اللازمة بشأنها تلافياً لأي حادث مشابه لما وقع في مرفأ بيروت.

اقرأ ايضاً: أصغر ضحية في تفجيرات بيروت.. كيف انتزع الموت طفلة الـ3 سنوات من بين يدي والدها؟

أغلقوا "مخازن الموت"

وأطلق ناشطون عراقيون عدة هاشتاجات على مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصاً تويتر، طالبوا فيها بإبعاد سلاح الميليشيات من داخل المدن، وأبرزها سلاح ميليشيات حزب الله العراقي، وقد تفاعل الشارع العراقي مع هذه الدعوات، وكان بينها (#إبعاد_العتاد_عن_المدن)، و(#إخلاء_المدن_من_مخازن_السلاح)، للضغط على السلطات من أجل التحرك السريع قبل وقوع كارثة، على حد تعبيرهم.

اسلحة العراقاسلحة العراق

وتعليقا على تلك المسألة، طالبت عضو مجلس محافظة ديالى نجاة الطائي، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، باتخاذ خطوة مهمة وسريعة تحمي حياة المواطن العراقي وعائلته وممتلكاته، مؤكدة أن هذه الخطوة تعتمد على قرار سريع وشجاع يحمل في طياته إبعاد كل أنواع الأسلحة المخزنة بالقرب من المناطق السكنية كي لا تتكرر مأساة لبنان، بحسب تعبيرها.

وأشارت إلى أن سلاح ميليشيات حزب الله خصوصاً، بما يتضمنه من صواريخ إيرانية بعيدة المدى، قد جعل مدينة جرف الصخر المخزّن فيها بؤرة موبوءة، فإيران تسعى جاهدة لجعل العراق ساحة معركة لها مع أميركا، كاشفاً أيضاً أن مدينة آمرلي التابعة لمحافظة صلاح الدين شمال شرق بغداد أصبحت مخزناً لحفظ الأسلحة الإيرانية، وكانت شهدت حوادث انفجارات عديدة في الماضي.

اقرأ أيضاً: حزب الله رفض تعيينه ويعتبره رجل أمريكا.. من هو "نواف سلام" المرشح لقيادة الحكومة اللبنانية؟

المخازن في أنحاء العراق بالكامل

وأماكن تخزين الأسلحة في بغداد مقسمة بحسب مناطق النفوذ، ووفقاً لتأثير الميليشيات فيها، حيث تحفظ ميليشيات حزب الله عتادها في مناطق جنوب بغداد، خصوصا مناطق الدورة، وتخزن ميليشيات ما تعرف باسم 'سرايا الخرساني' في الجادرية.

وفي منطقة مدينة الصدر، تمتلك سرايا السلام التابعة لمقتدى الصدر مخازن أسلحة هناك، وكانت شهدت قبل فترة انفجار أحد المخازن ما أدى لوقوع ضحايا بين المدنيين.

أما مناطق شرق بغداد، خصوصا المشتل، والزعفرانية، والبلديات فهي مناطق نفوذ ومخازن أسلحة تابعة لميليشيات العصائب التابعة لقيس الخزعلي، وفي كل منطقة من هذه المناطق توجد مخازن لعتاد غير حكومي وسط السكان مخزن بظروف غير مناسبة ويمكن أن ينفجر بأي لحظة.

اسلحة العراقاسلحة العراق

أوضح علي عزيز، أمين عضو اللجنة المنظمة لثورة، أن على الكاظمي حل هذه التجاوزات في أقرب وقت، ووضع حد لتجاوزات الميليشيات.

كما أكد أن الخطوة الأولى الصحيحة تأتي بإغلاق كافة مستودعات أسلحة الميليشيات المنتشرة داخل المدن وبين الناس، ومصادرتها لاسيما أنها مليئة بالأسلحة المتوسطة، وكذلك الثقيلة،وشرح أن هذه الخطوة ستكون أول خطوة لإعادة هيبة الدولة العراقية، وبناء المؤسسات العسكرية، والأجهزة الأمنية.

وأعطى مثالا عن خطورة الموقف بأن ذكر حادثة وقعت قبل فترة حين انفجر في بيت في مدينة الصدر مخزن سلاح راح ضحيته 40 شخصاً، وكذلك الانفجار الذي وقع في معسكر الصقر حين طارت صواريخ كانت مخزنة في ظروف غير سليمة، وتساقطت على البيوت القريبة من مكان المعسكر التابع للميليشيات، خصوصاً منطقة الدورة جنوب بغداد وخلّف أيضا عددا من الضحايا.

كما ذكّر بأن أهم وأبرز مطلب من مطالب المحتجين للكاظمي عند استلامه، كان حصر السلاح بيد الدولة، فقد خلّف سلاح الميليشيات خسائر بشرية فادحة وصلت مئات الضحايا.

يذكر أنه منذ الأسبوع الماضي، وبعد وقوع كارثة انفجار مرفأ بيروت بسبب شحنة نيترات الأمونيوم كانت مخزنة بطريقة غير مناسبة، ما أوقع مجزرة راح ضحيتها أكثر من 165 شخصاً، وغير معالم العاصمة اللبنانية بدمار لم تشهده إلى أيام الحرب الأهلية، حيث شبهها البعض بهيروشيما جديدة، تعالت الأصوات في العراق محذرة من وقوع أمر مشابه لما حدث لبيروت بسبب سلاح الميليشيات الموالية لإيران والمتوزع على المناطق العراقية كافة.

WhatsApp
Telegram
إقرأ أيضاً